الصَّحابة هُم من آمنوا برسولِ الله ﷺ وأسلموا، وبَقوا على إِسلامهم حتَّى مماتهم. ويُقصَد بالصَّحابة حاملِي رسالةَ الإِسلام الأولونَ، وأنصار النبي ﷺ.
وعَدد الصحابة مجهول، ولم يُذكر مِنهم سوى البعض، وهم الذِين قاموا بأعمَالٍ عظيمة، مِنهم مَن قادَ معاركَ إِِسلامية ضِد المُشركين، ومِنهم مَن أصبح خليفةً يَقود المسلمين بعد موت رسول الله ﷺ، ومِنهم مَن ذهب يجوب البلادَ؛ ناشرًا لتعاليمِ الإسلام.
وهناك العديد من الصحابة الغيرُ معروفين لدرجةٍ كبيرةٍ بينَ المسلمين، ولم يُذكروا إلا بِضعة مرَّات؛ تكريمًا لمواقِفهم العَظيمة مع رسول الله الكريم، ومن أولئِك الصحابة الصحابي «سواد بن غزية».
قد يكون الصَّحابي «سواد بن غزية» ليسَ ذو شُهرة كبِيرة، وليسَ معروفًا عِند العدِيد من المسلمين إلا إذا كَانوا متعمِّقِين في سِيرة الرسول ﷺ، وفِي حياة الصحابة من حوله.
هو سَواد بن غزية الأنصارِي من بَني عُدَي بن النَّجار، وقِيل سوادة وقيل غزية بن سواد.
وكان له موقف شهير مع رسول الله ﷺ في غزوة بدر، علمًا بأنه شارك في غزوتَي بَدرٍ وأُحد، وشهِد أغلب الغزوات مَع رسول الله ﷺ.
كان رسول الله ﷺ يقوم بتعديل وتسوِية الصفوف في غزوة بَدر، وبيده سهم لا رِيش له 'قدح' يُعدل به الصف، وأثناء تسويةِ الرسول ﷺ الصفوف رأى رجلًا يُدعي «سواد بن غزية» خارجًا من الصف، فوكزَه رسول الله ﷺ بالقدح في بطنِه وقال له: "استوِ يا سواد!" فقال له سواد: "يا رسول الله، أوجعتني! وقد بعثك الله بالحق والعدلِ؛ فأقدني. 'مكني من القصاص لنفسي، والفعل أقدني من القود، أي القصاص'
فاستغربَ باقِي الصحابَةِ من موقِف «سواد»، ومنهم من بدأَ بالهمهمةِ؛ فهذا رسولُ الله ﷺ، أنَّى لبشرٍ أن يُحدِّثه هكذا؟! فأسكتَهم الرسول ﷺ، وكشفَ عن بطنه وقالَ له: "استقد"، أي اقتص.
فاعتنقه «سواد» وقبل بطنه؛ فقال رسول الله: "ما حملك علي هذا يا سواد؟"
فقال له سواد: "يا رسول الله حضر ما ترى؛ فأردت أن يكون آخر العهد بكَ أن يمسَّ جِلدي جلدك." فدعا له رسول الله ﷺ بخير.
فشهد بَدْرًا، وهو الذي أسر «خالد بن هشام المخزومي». وقد ذكره «محمد بن سعد البغدادي» في اثني عشرَ رجلًا في "طبقات البدريين من المهاجرين والأنصار" من بني عديّ بن النجّار، وهم: حارثة بن سُراقة، وعمرو بن ثعلبة، ومُحْرِز بن عامر، وسَلِيط بن قيس، وأبو سَلِيط، وعامر بن أميّة، وثابت بن خَنْسَاء، وقيس بن السَّكَن، وأبو الأعور، وحَرام بن مِلْحان، وسُليم بن مِلْحان، وسَواد بن غَزِيَّة، وهو حليف لهم.
بعثه النبي محمد وأمرَهُ على خيبر بعد أن فتحها المسلمون؛ فأتى النبي بتمر جَنِيب قد أخذ منه صاعًا بصاعين من الجمع، وقد أمره الرسول ﷺ عليها وأصبحت خيبر تحت إمارة الصحابي سواد بن غنية رضي الله عنه.
ومات الصحابِيُّ الجليل بالمدينة في حياةِ رسول الله ﷺ وصلى عليه رسول الله ﷺ في المسجد، والجدِير بالذِّكر أنه من العشرةِ المبشرينَ بالجنة.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
والآن مع فقرتنا المحببة، يوميات صائِم! وسؤالنا لليوم هو: - بأي غزوةٍ استشهد سواد بن غزية؟
ومع إجابة السؤال الماضي: ذكرت ليلة القدرِ في القرآن أربعُ مراتٍ. والسورتَان هما: سورة القدر، وسورة الدخان.
