P13

7.9K 398 19
                                        

كايلوس

كانت تمشي بخفّة، كأن الأرض لا تجرؤ على إصدار صوت تحت قدميها.

خطواتها... واثقة.
نظراتها... حذرة.
وسحرها... نقي لدرجة تخيفني.

(نظر إليها وسط الضوء الذهبي، بين الوجوه النبيلة والمجاملات المصطنعة، ولم يرَ شيئًا منها. هو لم يرَ إلا هي.)

روحها... رأيتها.
شيء نادر، لا يُصنَع ولا يُدرَّب عليه.
في عينيها لمعة لا يراها غيري، ربما لأن عيناي ليستا عاديتين.

(عينيه البنفسجيتين، لعنة أو نعمة، يرى بهما ما لا يُرى. الهالات، الطاقة، النوايا، حتى الأرواح أحيانًا.
لكنها... كانت مختلفة.)

نقاؤها أشبه بوميض ساطع وسط عتمة هذا العالم.
منذ رأيتها... لم أستطع أن أشيح بنظري عنها.
ليست جميلة فقط.
إنها ضوء عتمتي

قلبها... صادق جدًا، نقي جدًا... وهذا بالضبط ما يجعلني أرغب بتحطيم هذا الصدق.
لا أعلم لماذا، ولكن...

أريدها.

ليست رغبة مؤقتة.
إنها حاجة.

لا أحد يعرف كم صعب أن تعيش وأنت ترى الناس بلا أقنعة...
إلا هي، كانت وجهًا بلا قناع.
ولهذا...

هي لا تعرف قوتها، ولا تدرك ماذا تفعل بي بنظرة، أو بكلمة.

إنها تجعلني أشعر بشيء نسيته منذ وقت طويل...
أنني ما زلت حيًّا.

منذ سنوات، وأنا أعيش بعينين ترصدان الكذب، وترى الخطر قبل أن يولد...
أما هي...
فقط بنظرتها جعلتني أصدق للحظة، أن العالم يمكن أن يكون طيبًا.
وذلك... مخيف.

(يتنفس ببطء، نظرته لم تتحرك عنها)
لن تبتعدي عني، آريا.

أريدكِ...
لأنكِ الشيء الوحيد الذي لم أستطع تحليله.

وأخشى أنكِ...
ستكونين الشيء الوحيد الذي لا أستطيع تركه

وها أنا الآن، أراقبها من بعيد...

كل من حولي لا يشعر بشيء.
لكنني أراها تتلألأ.
أشعر بها تتنفس، أفهم خطواتها، حتى حين تنظر بعيدًا، أعلم ما تفكر فيه.

(ابتسم لنفسه بخفة)
أجل، إنها لم تلاحظني بعد.
لكنها ستفعل.

لقد أخذها.

ذراعه أمسكت بها وسحبها بعيدا عني
كأنها ليست لي.انها ليست لي بهد ولكنها ستصبح

(عيناي لم تتركها... حتى حين اختفت خلف الأعمدة البيضاء.)

هل رأتني؟
هل لاحظت كيف أنظر إليها؟
هل شعرت بما شعرت به، حين التقت عينيها بعينيّ؟

كانت مختلفة.
كل شيء فيها صرخ فيّ... أنها لي.
لكن استاريون؟
ذالك اللعين

(أقف وسط الحشود لكني لا أسمع الموسيقى، لا أرى أي وجه... سوى وجهها.)

إنها ليست كأي ساحرة.
السحر يحيط بها بطريقة لا تحدث إلا مرة واحدة كل ألف عام.

لكني لم أقع في سحرها فقط...
بل وقعت في نقائها.
اللعنة، هذا ما يخيفني أكثر من سحرها.

أنا أرى الأرواح.
أشتم الخداع.
أقرأ النوايا.

لكنها؟
شفافة... حتى أعماقها.
صادقة لدرجة مؤلمة.

وهذا ما يجعلني أرغب بها... بجنون.

أريد أن أعرف كيف تُفكّر.
كيف تشعر.
كيف تصرخ... وكيف تسكت.

أريد أن أكون السبب خلف نظراتها المرتبكة.
خلف ارتباك خطواتها.
وربما، خلف دموعها يومًا ما.

(يضيق عينيه قليلًا وهو يفكر)
استاريون سيقف بطريقي.
سيحاول منعي.
لكنه لا يعرفني.

الذين يحاولون الوقوف في وجهي...
ينتهون دائمًا بعيدين عن طريقي

(يضيق عينيه قليلًا وهو يفكر)
استاريون سيقف بطريقي.
سيحاول منعي.
لكنه لا يعرفني.

الذين يحاولون الوقوف في وجهي...
ينتهون دائمًا بعيدين عن طريقي

غادر الحفلة... جسدًا فقط.

أما فكره، وقلبه، وعينيه... فبقوا خلفه، هناك، حيث وقفت هي في منتصف القاعة، عيناها تبحثان عن شيء لا يعرفه... ولم يكن هو.

عاد إلى قصره، وتجاهل كل الاجتماعات.
انزوى في جناحه، جلس أمام النوافذ العالية التي لا تطل إلا على الضباب، والليل، وذاكرته.

لكنّه لم يرَ شيئًا.

سوى آريا.

وجهها وهو يقترب منها.
صوتها الحازم حين تحدثت إليه.
نظراتها المتفاجئة حين سحبها اخيها بعيدًا عنه.

كان يجب أن يصرّ أكثر.
كان يجب أن يلمسها، أن يقول ما شعر به، أن يجعلها تدرك...

أنه لا يملك خيارًا.

هو لا يريدها فقط.
هو يحتاجها.

يحتاج أن يراها كل صباح، أن يسمع خطواتها في الرواق.
أن يراقب تعبير وجهها حين تغضب... أو تصمت... أو ترتب شعرها دون أن تنتبه له.

يريد أن يحبِسها.
ليس قيدًا في جدار، بل قيدًا في القرب.
أن لا تُغيب عن عينه أبدًا.
أن يستيقظ ويجدها هناك، صامتة... لكنها موجودة.

أرادها أن تخصه. أن تحمل اسمه، أن تسير في أروقته، أن تقف أمام مرآته، أن تنام في غرفته.

هو لا يفكر بها كأميرة.
بل كشيء يخصه... بشدة.

كل الرجال من حولها مجرد تهديد.
كل أخ، كل ساحر، كل صديق...
مجرد جدار يجب هدمه.

هي لا تعرف بعد...
لكنها ستعرف.

سيأتي اليوم الذي لن ترى فيه غيره.
وسيكون ذلك اليوم
بداية امتلاكه الحقيقي لها

هوس كايلوس_____
Done
Thank you for reading 📖🤍🤍

آريـــا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن