#الفصل_الثامن_والثلاثون
#معشوقـة_النَّجـم
#سلسلة_للحُبَّ_شعائر_خاصةتطلع لهُ أخوه بعصبيةٍ مكبوحة منذ مدة تضرم النيران في شغاف روحه، ورغم ذلك يتصنع التماسك والآخر عنيد يرغب في إنهاء حالة الجفاء بينهما التي يعلم أنها لو بقت أكثر من ذلك ستطول لمدة يجهلها، وقتئذ لن تعود علاقتهما كالسابق وهذا الذي لم يسمح أبدًا بحدوثه.
تثاقلت أنفاسه وكأن حجر بثقل الضهـر يجثم فوق صدره يجعله عاجز عن التقاطها بصورة طبيعية، وبدون مقدمات باغتـهُ تلك المرة بلكمة أرتد على إثرها للخلف، متمسكًا بوجهه يناظر شقيقه في هدوء يستفزه دون إبداء أي ردة فعل:
-الأولى عشان أنت كسرت كلمتي كرئيسك في الشغل، والتانية عشان عملت اللي في دماغك من غير ما ترجع لي، أمَّا ديه ..
لكمه في وجهه مجددًا، مما دفعه للتأوه وهو يبصق دمًا في الأرض، يردد بتفكه لا يلائم الموقف برمته:
-الله يخربيت سنينك، بوظت وشي.
هدر يـمَّ أنفاسه بعصبيةٍ جعلته يؤمي برأسه، معلقًا بتفهمٍ رغم حالة الألم التي اعترته:
-ماشي، عارف إنك مضايق جدًّا وحقك بس على الأقل أديني فرصة أشرحلك.
-تشرحلي.!
علَّق في استنكار شديد، وهو يتابع بنبرة قاسية لا تقبل تفهمًا كان يتمناه منه رغم أنه يعلم أنه لن يفعل:
-أنتَ زي الـ.... تعرف ده.!
توسعت مقلتي نَّجـم الديـن بغير استيعاب لذلك اللفظ القميء الذي خرج من شفتي أخيه الراقي، ذو اللسان الكلاسيكي ليبهره، فتابع يـمَّ كلماته البعيد كل البُعد عن تهذيبه ودماثة أخلاقه:
-بني آدم حيوان لا بتحس ولا عندك ريحة الدم.
استدار يعطيه ظهره لعله يتمالك أعصابه قليلًا ولا يعيد سلسلة اللكمات من جديد فهو حاليًا في أشد ذروة غضبه، لكنه لم يستطع إضاعة أثقل الكلمات المخبأة داخل روحه التي تشيخ يومًا بعد يوم بفعل تصرفاته غير المحسوبة:
-تشرحلي ماشي أشرح لي.
سكن نَّجـم الديـن وهو يراه بتلك الحالة وما صدق أنه استطاع إزالة قناع الجمود من عليه:
-قولي وأنتَ بتبص لي خطتك العبقرية وإزاي كنت بتموت نفسك، عايز اسمعك.
ازدرد لعابـه بشعور الندم، مكتفيًا بمشاهدته وقد لمح تلألأ عينـاه بعبارات كانت صادمـة:
-وبالمرة ياريت تقولي إزاي أنا (....) عشان معرفتش أخليك تحترم كلمتي، وأني قد إيه بني آدمة حشرة في حياتك ماليش أي لازمة.
غصَّ حلق يـمَّ بغصة الوجع وهو يشير إلى نفسه:
-تمام، ينعل أبو الشغـل مش مهم أنا بالنسبة ليك إيه في الشغل، طب مفكرتش بعيدًا عنه
فيا أنا كـ يـمَّ؟ مفكرتش حالتي هتبقى إزاي طيب، مقولتش لأ ميستحقش مني كده وأنه مستعد يعمل أي حاجة عشاني؟
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...