P22

5.4K 341 53
                                        

اريا

يسير بهدوء... كأنه يحمل كيس خضروات، لا إنسانة !!

ما به هذا الرجل؟!
بارد... غريب... لا يعلّق، لا ينظر إليّ نظرة حنان أو حتى سخرية.
ليس كما في الروايات التي قرأتها عن المستذئبين.
لا يحاول إمساك يدي، ولا التحدث بجاذبية مفرطة...

لكن...

"هذا ما يعجبني فيه."
لا أستطيع إنكار ذلك.
كل خطوة معه تُبقي قلبي في حالة استنفار.
هو لا يحاول أن يكون رومانسيًا... هو فقط هو.

وصلنا إلى قصره.
قديم، نعم، لكنه أنيق، بتصميم يسرق النظر.
نوافذه العالية، الأعمدة المنحوتة، الأبواب الخشبية ذات الزخارف الذهبية...

أنزلني أخيرًا.

ماكسويل: "اتبعيني."

أريا (بجفاف): "ولِمَ؟"

ماكسويل: "سأقدّمك لـ—"

أريا (مقاطعِة، بسرعة): "لستُ مستعدة! أشعر بالصداع."
وضعت يدي على رأسي، أمثّل دور الفتاة المنهكة... لا وقت للتقديم، ولا للهروب الآن.

ماكسويل (ينظر بصمت): "حسنًا كما تريدين... سآخذك لغرفتي."
همهم بداخله: "أعلم أنها تمثل، لكن لا بأس... سأدعها كما تشاء."

فتح باب غرفة فسيحة... دخلت بخطى متباطئة.

ماكسويل: "اجلسي هنا... سأعود بعد قليل."

أومأت له. جلست على السرير.
وانتظرت... حتى أغلق الباب.

الفرصة الآن!

رفعت يدي، أغمضت عيني، وتخيلت القاعة الرئيسية في قصرنا.
رائحة السجاد الملكي... الجدران المذهّبة... صوت خطوات أمي... كل شيء حيّ في رأسي.

استدعيت الدائرة.

ظهرت بسرعة.
قفزت داخلها قبل أن يعود ماكسويل.

في اللحظة التالية...

ضوء ساطع... ضجة... ثم صدمة في جسدي.

أريا (بألم): "آآه... هذا مؤلم... لماذا عادت آلامي؟!"

نظرت إلى قدمي.
كانت تنزف من جديد.

كيف؟!
ألم أشفِها؟! هل تركت جزءًا من السحر خلفي؟ أم أن الانتقال استنزفني أكثر مما ظننت؟

أريا (بصوت مرتعش): "أمي... أمييي!!"

استدعيت الدائرة مجددًا... انتقلت.
وفي اللحظة الأخيرة، رأيت استاريون يفتح الباب...

"يا له من مغفل... لم يصل إلا بعد فوات الأوان."
[أريا – شارع منتصف الليل]

كل شيء مظلم...
الهواء بارد... والرصيف خشن على جلدي.

رفعت قدمي المصابة وأنا أضغط على الجرح.
يجب أن أجد طبيبًا... أي أحد!

ظهرت في شارع المدينة الرئيسي.
منتصف الليل.
الأضواء خافتة، والطرقات شبه خالية.

آريـــا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن