الفصل السادس والثلاثون

93 5 1
                                    


(انكسار)

أرهقه التفكير فمنذ أن عاد من عمله وهو يفكر في حديث أروى وكذلك لارا التي قالتها صراحة بأنها لا تريده ولم تعد تحبه مما جعله يشعر بالألم فامسك بهاتفه الذي كان موضوعا بإهمال فوق فـ راشه وبحث عن رقمها ثم ضغط زر الاتصال.
دقائق واستمع إلى صوتها الناعم على الطرف الآخر: خير يا باش مهندس فيه حاجة خاصة بالشغل؟

تنهد بحرارة ثم أجابها باشتياق: وحشتيني اوي يا لارا مش ناوية تنسي اللي فات بقى أنا والله ندمان ومش قادر أعيش من غيرك صدقيني.

أغمضت عينيها بألم ثم قبضت على يدها بقوة وتنحنحت كي تستعيد رباط أجاشها هاتفة بجدية: والله الكلام اللي عندي قلته الصبح غير كده ما عنديش حاجة تانية يا باش مهندس يا ريت تنسى كل اللي فات وتتقبل الموضوع بشياكة زي ما انا تقبلته كده ويا ريت اللي حصل النهاردة ما يتكررش
يعني اروى ما تجيش الشركة فهمني؟

اومأ لها بالموافقة وكانها تراه ثم تمتم بكلمة واحدة مفهوم.

اغلق الهاتف وألقاه جانبا ثم وضع رأسه بين راحتي يده يفكر وايقن بأنه خسرها للأبد لذا عليه ان يفعل كما اخبرته خطيبته فهو ليس له خيار سواها هي فقط لذا رفع رأسه بكبرياء ثم امسك بهاتفه مرة تانية عازما على التحدث معها وإخبارها بأنه سيبقى معها إلى الأبد.

❈-❈-❈

وعلى الجانب الآخر
تابعها حتى أغلقت الهاتف ثم تساءل بجدية: هو مش كده؟

أومأت له بالموافقة.
فشعر بالحزن عندما لمح عينيها اللامعة بالدموع فقرر أن يخرجها مما هي فيه بمرحه المعتاد: جرى إيه يا لارا هانم حضرتك معايا من الضهر وقلتي لي غدا ودلوقتي بقى غدا وعشا وهيبقى سحور كمان مين اللي هيحاسب على الخسارة الفظيعة دي؟

ابتسمت باتساع ثم هتفت بنعومة: اللي أنت عايزه يا دكتور آدم ما كنتش اعرف أنك بخيل كده.

التقطت حقيبتها التي كانت فوق المنضدة أمامها وشرعت في إخراج النقود مما جعله يرمقها بغضب هاتفا بحدة مصطنعة: إيه ده أنتي صدقتي ولا إيه!
مفكرة نفسك قاعدة مع سوسن لا خدي بالك أنا آدم آه بس راجل برضو.

أطلقت ضحكة عالية مما جعلته يتأملها بوله فلا ينكر أن تلك الجميلة استحوذت على مكانة كبيرة في قلبه لكن ما يجعله متردد في أخبارها بما يعتمر في قلبه علمه بأنها عاشقة لرجل غيره حتى وإن كانت انفصلت عنه
لذا قرر أن يتروى حتى تنتهي تلك العلاقة الفاشلة وبعدها لكل حادث حديث.

لاحظت تأمله لها فتنحنحت بإحراج وهبت واقفة تهتف بجدية: يا نهار أبيض اتأخرنا اوي يلا عشان مراد ما يعلقناش.

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن