ثم؟

19.1K 589 142
                                    

-تستيقظ من النوم بهدوء، تفتح عينيها، تنظر للغرفه من حولها، هي التي استيقظت فيها آخر مرة ايضًا، تتذكر أين وكيف نامت البارحة، تنهض بهدوء، تضع أطراف رجليها على الارض، تشعر ببرودتها، تمشي في أنحاء الغرفه، تفتح الأدرج بهدوء، تنظر للمرايات، تمسك يدة الباب بهدوء، تفتحها وتخرج بصمت، تنزل للأسفل، تمرر يدها على ذلك الدرابزين مجددًا، تنظر للغرف وهي في منتصف الدرج، تستدير وتكمل طريقها في النزول، تصل لغرفة المعيشة، تنظر لركن القهوة الكبير عند الجدار الزجاجي، تتجه بهدوء له، هي تحب القهوة، تعشقها، جدًا، السوداء خاصة، تمسك الميزان بيديها الرقيقتين وتضع البُن الذي سُبق طحنه في القمع، تبدأ بوضع الماء بشكل دائري وهادئ تقترب من القمع وتأخذ نفسًا عميقًا، تنحني للأرفف الزجاجيه لتأخذ كوبين، تأخذ كوبين زجاجيين، تضع فيهما القهوه، تضع الكوبين على الطاولة، تجلس بهدوء على الأريكه

-يفتح عينيه بهدوء، ينظر لضوء الشمس الذي يتسلل بهدوء من أطراف الستائر الطويله، ينهض بصمت، يدخل الحمام، يفتح الماء بهدوء، ينهمر الماء على صدره، بعد مرور مدة معينه خرج من الحمام، يلف فوطة حول جزءه السفلي من جسمه، وينشف شعره، يتجه لغرفة الملابس، يتذكر موضعها هنا بالأمس يبتسم بهدوء، ذكراها من المستحيل نسيانه، يلبس بدلته السوداء، وأسفلها قميصه الابيض، يفتح ازرار قميصه الاولى، ويغلق ازرار معطفه السفليه، يأخذ عطرًا من عطوره، ويرشّه بهدوء على رقبته، يخرج من الغرفه بهدوء، وينزل للأسفل، بينما يمشي على الدرج يفكر في ما إذا يذهب لإيقاظها او لأ، ويعود نظره للدرج، يبدأ الطابق في التباين، يراها تجلس بصمت على الأريكه، تسمع صوت خطواته خلفها، تنظر له خلفها، تبتسم بهدوء
-ديڤا....منذ متى أستيقظتي
-ساعة ونصف
-ينظر لها بأبتسامه ترتسم على شفتيه، ينظر لكوب القهوه على الطاوله، يجلس بجانبها وينظر لها بهدوء، تبادله نظراته، تنظر بداخل عينيه، تحاول الدخول في عمقهما، كمحيّطان هادئان، يسحب كوب القهوه من الطاوله بهدوء ويشرب منه، تنظر له بأنتظار رده
-تجيدين صنع القهوه
-احبها
-أنا أيضًا -قال بهدوء-
-سأعود، لمنزلي
-ينظر لها بصمت- سأخذك معي، سأذهب للشركه
-تبتسم- حسنًا، سأجهز أغراضي ايضًا -تضع الكوب على الطاوله بهدوء وتنهض-
-ينظر لها تصعد الدرج بهدوء، خطواتها الرقيقه، رجليها العاريتان، تنزل بعد دقائق في يديها حقيبتها وفستانها، ترتدي كعبها الذي التقاها به، تنظر له بأبتسامه صغيره ترتسم على شفتيها الممتلئتان
-ينهض ويمسك أغراضها من بين يديها، يفتح الباب بهدوء لها، يقفله من بعد أن تخرج ويخرج بعدها، تنظر لسياراته، تنتظره ان يتجه لواحده كّي تمشي خلفه، يمسك يدها بصمت، ويتجه نحو السياره، يقف عند بابها ويفتحه لها، تنظر له بهدوء، وتدخل السياره، يضع أغراضها في المقعد الخلفي، ويجلس بجانبها بهدوء، رائحتها تملئ السيارة بسرعه، لا أظن أنه عطرًا، فلّو كان عطرًا لكان زال عندما أستحمت، أو نامت، أظنه شيءً يسري في دمها، عبيرًا يعبق في خلاياها، وفي صدره، ينظر لفخذيها، الذين وضحا أكثر أثر جلوسها في السيارة، لازالت ترتدي قميصه من البارحة، يشغل السياره، تنظر ليديه اللتيّن لا تفشلان في جذب نظرها في كل مرة، ينظر لها بهدوء
-أين يقع منزلك
-قّد، وسأعلمك
-يتحرك بعيدًا عن المنزل، لمدة خمسة وأربعون دقيقه تقريبًا، تبادلا الأحاديث مجددًا، طول تلك المدة، رغم ارهاقها وحاجتها للبقاء لوحدها-وهو أمر اعتادته- شيئًا بداخلها تمنى إلا يصلا الى منزلها، لكن وبعدما أقتربا من منزلها، تبدأ تستطيع رؤيته من بعيد، حجمه ليس بصغيرًا، بل مدخله باب طويل حديدي، بجانبه جهاز ذكي، يميز سياراتها فقط، ولكن حتى يدخلا، أخبرته بالشفرة الخاصة ، تستطيع رؤية منزلها من بعيد، خلف الأشجار والورود التي أهتمت بها في حديقة منزلها الأماميه، كبيرة الحجم، متنوعة الألوان، جميع أنواع الورود، والزنابق، التوليب، الأشجار الكبيرة، كانت ستبدو كغابة لولا وجود طريق حجري يتوسطها لدخول السياره للباب الخارجي، نظر ماسيمو بهدوء ودهشة الى حديقتها الملائكيه، تشعره بأن شيئًا ما يرفرف في داخله، أصوات العصافير قوية بسبب وجودها بين الاشجار، مشى بالسيارة حتى رأى الباب الذي يقودها لداخل المنزل، توقف بهدوء، نزل بهدوء من السياره، يفتح الباب الخلفي ويمسك أغراضها، يفتح الباب لها، تمسك يده وتنزل، وجهها قريب لرقبتها، نظرت للأعلى، الى عينيه، الى المحيطان الذي لا تود توديعهما، أما هو، ينظر لرمشيها، أجنحة الفراشات، كما أسماه بداخله، ينظر بداخل عينيها، أراد عدم فعل ذلك، لكن مقلتيّه خانتاه، ونظر لحبات الكرز، نظر لشفتيها، أراد أن يمسك رقبتها ويقبّلها، لكنه يعلم انه من الواجب عليه كبح جماح قلبه، ورغباته، أما هي، أزداد معدل نبضاتها، بمجرد رؤية مقلتيه تتأملان شفتيها بصمت، لم توقفه، بل نظرت هي لشفتيّه أيضًا، أودت نسيان العالم من حولها وتقبيله، لكنها تعلم أنهت ستبدو كالحمقاء، كما أن مشاعرها لا تساعد على ذلك، لا تزال أنفصلت للتو، ومفطورة القلب حديثًا، تنظر بعيدًا، تنظر لمنزلها بهدوء، تنزل نظرتها لحقيبتها، تبحث عن مفتاحها في، تخرجه وتمسكه بين أصابعها النحيلة، لا يزال يمسك فستانها في يديه، وضع يده أسفل ظهرها ومشى معها بصمت لباب منزلها، فتحت الباب بهدوء، بصمت وبدون كلام، تمسك أغراضها من يديه وتضعهما بداخل المنزل، تضع الفستان وحقيبتها على الأرض بداخل البيت بجانب الباب مُباشرةً، ونهضت مجددًا تقف أمامه، أما هو، أراد أن يتوقف الزمن، ويظل هو يراقبها بصمت للأبد، بدون أن يمّل، كسرت أفكاره -الذي يعلم بأن تحققها مستحيل- تكلمت بصوتها الناعم..

HIM & Iحيث تعيش القصص. اكتشف الآن