نحو الهاوية | 11

6.8K 834 292
                                    

ضع نجمة التقييم قبل البدئ بالقراءة لتشجيعي على كتابة المزيد ⭐⭐
.
.
.
.
.
.

" لم يكن هذا عناقنا الأول كما تظنين .. فأنا قد عانقتني روحكِ بأول مرة نظرت عيناك داخل عيناي "
.
.
.
.
.
.
.
.

إستيقظت كلوديا مرتعبة من تلك الكوابيس التي كانت تتكرر داخل عقلها ، مشاهد زملائها و هم جثث هامدة كذباب مصروع بعد موجة برد .

هي لم ترى منظرا بتلك البشاعة قبلا خاصة منظر دايف الذي كان لم تتعرف عليه لولا رؤيتها للباسه فهو قد كان مجرد جسد برأس مهشم كليا ، لم تعتقد بأنها ستعيش موقفا كذاك على أرض الواقع ..بباسطة كان أشبه بمشهد من فيلم رعب .

إستيقظت و هي تشهق برعب و جبينها مبللة من التعرق ، نظرت حولها و هي تبكي و لحسن الحظ فإنها وجدت إديس جالسا بجانبها ، بدأت تبكي و تردد جملة واحدة

" لقد مات .. دايف ، لقد ماتوا جميعهم و كنت على وشك الموت أنا أيضا .. لقد كانت تفصلني لحظة على نهايتي "

إقترب منها إديس واضعا يده على كتفها يحاول التهدئة من روعها " ذلك كان قدرهم و كان قدركِ أن تعيشي ، لا تبكي أرجوكِ ..سيمضي أعدكِ بهذا "

غطت كلوديا وجهها بكفيها و بقيت تبكي فضمها هو ماسحا على خلفية رأسها بحنان " سيكون كل شيء بخير حاولي أن تنامي صغيرتي "

وضعت هي رأسها على وسادتها و هي تشهق بغصة فغطاها هو و نهض ليجلس في الكرسي الذي بجانب سريرها بينما كانت لايونيس تنام في فراش على الأرض بنفس الغرفة معهما .

أمسكت كلوديا بيد إديس التي رغم برودتها الشديدة إلاّ أن كلوديا لم تقشعر منها هذه المرة " لا تبتعد "

توقف هو فجأة و نظر لها فأردفت " ابقى بجانبي هذه الليلة ، لا تتركني .. أنا حقا بحاجة إليك "

جلس إديس بجانبها على السرير " أنا سأبقى بجانبكِ سواءًا كنتِ بحاجة لي أو لم تكوني .. سأكون بجانبكِ دائما "

ثم صمت لكن عيناه تابعتا " لا يجب أن تطلبي بقائي بجانبكِ لأفعل .. يكفي أن ترضي فقط بتواجدي بالقرب منكِ "

بقيت هي ممسكة بيده فإستلقى هو بجانبها ثم مد يده على الوسادة " اقتربي " قال و هو ينظر لداخل عينيها البنفسجيتين " سأنام بالقرب منكِ هذه الليلة كي أطرد خوفكِ هذا بعيدا "

إقتربت هي منه واضعة رأسها على ذراعه و كانت جبهتها و أنفها قريبان جدا من صدره ، أغمضت عينيها اللتين فاضت منهما الدموع بمجرد أن أغلقتهما ثم ألصقت جبهتها بصدره حاوطها هو بكلتا ذراعيه ضاما إياها لصدره .

" لا أستطيع رؤيتكِ مكسورة و خائفة بهذا الشكل ، لا أستطيع التفريط في هذه الأعين أو إحزانها " كان ذلك ما أراد قوله مصدقا بأنه حقا بريء من كل دموعها و كأنه لم يكن له النصيب الأكبر في حزن تلك الفتاة .

EDIS | إديس Where stories live. Discover now