الفصل التاسع والثلاثون - قـ (3)

6K 435 36
                                    

#الفصل_التاسع_والثلاثون3
#معشوقة_النَّجم

مساء ليلة صيفية شديدة الحرارة، قرروا الاجتماع في حديقة المنزل وسط شجيرات الفاكهة التي خففت من حدة الصيف، وأعطت نسيمًا لطيفًا مُحبب للنفس، وقد كانت جلسة عشاء راقية، تليق بضيفهما:

-تحب حاجة تانية؟

تساءلت مدبرة المنزل في لباقةٍ جعلت مروان يحدثها بأسلوب مهذب:

-لأ، شُكرًا.

لتلتفت إلى زوجته التي نفت برأسها بابتسامة:

-تسلم إيدك، ميرسي.

تراجعت بسلوك راق بعدما أنهت عملها في التقديم، وطلبت منها مُنى أخذ قسط من الراحة بعدما امتنت لها بكلماتها التقديرية، فتساءلت رزان زوجة مروان موجهة حديثها إلى رُوبين:

-بس على كده يعني يا رُوبين هانم، هتفضلي في مصر على طول.

رفع نَّجم الدين رأسه ناحية الفتاة بتلقائيةٍ قبل أن يحيد ببصره عنها متطلع إلى رُوبين التي وجدها تناظره قبل أن تلتفت متحدثة بابتسامة أنيقة، كأنها تجري مقابلة:

-يعني أكيد، لو مافيش حاجة تستدعى السفر
فأنا مستقرة هنا.

مطت رزان شفتيها متصنعة التعاطف:

-بس أكيد الوضع مُختلف تمامًا عن حياتك قبل كده، أصل سمعت إنك كان معاكِ جنسية أمريكية، وكُنتِ عايشة في ألمانيا.

حافظت رُوبين على تعبيراتها المنمقة، قالتْ:

-مختلفة من ناحية إيه؟

هزتْ رزان كتفيها بتلقائيةٍ:

-يعني من كل حاجة تقريبًا، سواء لغة أو ديانة
والأهم ثقافة وأسلوب معيشي، حتى نظام دولة مُختلف تمامًا للنقيض.

تبسمتْ رُوبين تلك الابتسامة الواثقة حينما تتحاور، ليمط نَّجم الدين شفتيه معجبًا:

-ومين قالك إني لمَّا كنت عايشة في ألمانيا أو حتى جنسيتي الأمريكية كانت بتخليني عايشة عيشة سبع نجوم؟

-وإنتِ مكنتيش كده؟

علَّقت رزان بغير تصديق، لتنفي رُوبين بثقةٍ:

-لأ مكنتش كده، لأن ببساطة لمَّا كنت عايشة برا بداية من مدرستي الداخلية في سويسرا حتى لمَّا رجعت أمريكا وبعدها كملت دراسة في روما قبل ما أنقل ألمانيا، مافيش بلد متعرضتش فيها لعنصرية.

تلوهَّا وضحتْ:

-مجرد ما كان حد يعرف إني مش أوروبية صرف كانت المعاملة بتتغير تمامًا، والموضوع بيزيد لمَّا تلاقي نفسك في موقف بيخليكِ تقولي فيه ديانتك، ساعتها بتلاقي ظاهرة الاسلاموفوبيا ونفور غير طبيعي من بعض الأشخاص.

وضحكتْ على ذكرى شكلت لها نظرة مختلفة عن ما يصدره العالم الغربي:

-يعني أفتكر مرة إني نزلت فرنسا عشان كان عندي صفقة شغل، وفي وسط الطريق لقيت
مجموعة من الشباب بيحاولوا أنهم يخلعوا نقاب بنت والغريب إن الظباط كانوا واقفين عادي من غير ما يدخلوا فـ لمَّا حسيت إن ده انتهاك لحقوق الإنسان والحريات، روحت اتكلم مع الظابط وبقوله ده مينفعش لقيته بكل بساطة بيقولي إن النقاب محظور من 2010 وباعتبارها مواطنة فرنسية هي عارفة ده، وقتها كنت أول مرة في حياتي أعرف إن المعايير الدولية اتعملت عشان تطبق على فئة معينة من الناس.

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن