الفصل التاسع والثلاثون - قـ (4)

7.8K 486 65
                                    

#الفصل_التاسع_والثلاثون4
#معشوقة_النَّجم

ترجلت من سيارتها بعدما ساعدها في استخراج حقائبها، ينظر إلى ملامحها التي أشرقت بجاذبية كانت مخبأة، بعدما قصت شعرها وغيرت لونه الأسود إلى الأحمر المطفي فلا يحمل تلك اللمعة النارية بما يتلائم مع زمردتيها، فسارع الحارس بالتقاط الحقائب يدخلها إلى البيت، أمَّا هي وقفت تنظر له تجده متبسمًا:

-هشوفك تاني؟

سألته بنبرة رقيقة جعلته يهتف بغير تفكير:

-من غير تفكير، أي وقت تكوني عايزة تغيري جو وترتاحي من الصداع اللي حواليكِ ده، تليفون صغير هتلاقيني معاكِ، ونعمل اللي إنتِ عايزاه ونفسك فيه.

طالعته بامتنانٍ ظهر على ملامحها الجميلة:

-بجد يا سهـم مش عارفة أشكرك إزاي، أنتَ ساعدتني كتير وبقالك يومين سايب بيتك وشغلك عشاني.

-خلاص، رديها.

هتف بنبرة تلقائية أثارت دهشتها، ليؤمي مؤكدًا بابتسامة:

-يوم الخميس بنخلص شغلنا بدري، هقابلك على الساعة تلاتـة كده وأخد رأيك في حاجة مهمة بالنسبة ليَّ، اتفقنا؟

وهي لم تفكر لثانية في الرفض قبل أن ترد بحماسٍ:

-طبعًا اتفقنا.

أومأ باستحسان، والتقط كفها الرقيق يميل نحوها يقبله قبل أن يشكرها:

-شُكرًا على مساعدتك ليَّا النهاردة، ذوقك حلو فعلًا.

انتفخت اوداجها بسعادةٍ غريبة، وهي تشعر لأول مرة في حياتها بأنها ذات أهمية، قادرة على الأخذ وليس العطاء فقط كما أعتادت على من حولها:

-العفو، ديه حاجة بسيطة وبعدين أنتَ مخلتنيش أدفع أي حاجة.

وبخها بلهجة مرحة:

-عيب عليكِ، قدامك راجل ولا رجل كنبـة.

ضحكت برقةٍ وكررت شكرها الذي استقبله تلك المرة بابتسامة دافئة، ولا يعلم كيف يصف شعوره ولكن إحساس غريب يتملكه بأنها ابنته الصغرى، والتي من الواجب عليه تدليلها، ولكن صُدم حقًا عندما شبت على أطراف أصابعها تقبله بخجلٍ:

-باي.

وتوجهت سريعًا إلى الداخل تحت نظراته التي تحولت إلى ضحكة عفوية وهو يتوجه إلى سيارته يستقلها كي يذهب إلى البيت، غير مهتم بنظرات الواقف في الشرفة يطالع صورتهما التي استفزته للغاية.
■■■■■

دلفت إلى البيت طائرة في سماء السعادة، فهي لا تشعر أنها تلامس الأرض بقدميها، تطلعت إلى نفسها في المرآة، تعدل من وضع خصلاتها التي أثارت إعجابها للغاية، ولم تكن تتخيل أن التجديد سيعطيها ذلك الرونق، إلا أن الأمر لم يدم حينما سمعت صوته يهدر:

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن