هيلوتروب بارت 4

6 1 0
                                    

ألسنة اللهب تتراقص مع هواء الليل البارد وتصدر بعض الفرقعة الناجمة عن احتراق اعواد الخشب، والنجوم تغمر سماء الكون، يجلس بيريت وقد تشكلت أسفل عينيه حلقات داكنة وقد فقد الكثير من وزنه منذ ان استفاق من غيبوبته.
كانت لوتشيانا كمن توشك على الانفجار رغم أنها لم تتحدث.
نظر لها بيريت: هل انتي على ما يرام؟ تبدين غريبة
حاولت لوتشيانا أن لا تتحدث لكن لم تقدر : اااااه يا إلهي يال الروعة يال الروعة لا أصدق ، انظر انه القمر يبدو مذهلا حقا وهذا العشب الطري بين اقدامي اووووه يدغدغ ، وصوت خرير الماء ، انه النعيم يا رجل.
حملق بيريت و شفتاه مزمومتان : ماذا؟
اكملت لوتشيانا بنفس الحماس ولكنها كانت تقفز جيئة و ذهابا : انظر إلى انا اركض ثم سقطت على الأرض ، نهضت ولم تبالي : الحياة رااااااااائعة ، لقد خرجت أخيرا، اااااه لا أصدق لا أصدق لا أصدق.
فتح بيريت فمه: مالذي تفعلينه؟ هل انتي مجنونة ؟
توقفت كما التمثال فجأة ونظرت له باستغراب: انها اول مرة لي اري العالم فيها.
ضرب بيريت بكفه على جبهته : هذا ما كان ينقصني ، أقسم أن علم تشارلز بم يحدث الآن لظل يعايرني حتي وانا في قبري، هاي لوتشيانا أرجوك الأمر طارئ هنا.
نظرت له لوتشيانا: ماذا تعني؟
اشار بيريت إلى نفسه بعصبية : انا انتضر هنا ، لذا اذا تكرمتي هلا كففتي عن تصرفات الاميرات الخياليات السخيفة تلك وركزت على تلك اللعنة التي تقتلني ببطئ !!!!
ضمت لوتشيانا شفتيها ورفعت حاجبيها : اووووه هذا ، اممم حسنا ، انا....
بيريت بعصبية: انتي ماذا؟
صرخت في وجهه: لا تحدثني بانفعال هكذا انت تخيفني.
لطم بيريت خديه : لا أصدق، هل اتعامل مع طفلة بلهاء؟
ظل الهدوء مخيمات على المكان فترة من الزمن.
تحدثت لوتشيانا بهدوء : إذا متي نبدأ العمل؟
تنهد بيريت ملوحا بيديه : أظن أن الأمر عائدا إليك، يصدُف إنك من ستشفيني من هذا السقم.
ابتسمت لوتشيانا ابتسامة سخيفة، هي تعي تماما خطورة الأمر، لكنها لايمكنها ان تصارحه انها ليست معالجة ولا حتى ساحرة جيدة، لقد أجادت التخاطر فحسب لتجد سبيلا للخروج من زنزانة سيبايوس.

رفع بيريت عينيه تجاهها والشك يدب في صدرة الا انه قرر ان يثق بها ، وذلك ليس الا أنه على شفا الانهيار ولم يعد هناك أي خيار آخر سوى هذا.
لوتشيانا بعد استجماع شجاعتها وعزيمتها : لنبدأ غدا.
لم تستطع لوتشيانا النوم لساعات طويلة فهي تفكر في بيريت، ذاك الغريب الذي أستدرجته ليفك وثاقها ، كان من الممكن أن تهرب ليلا بينما هو نائم فهي حقا ليست قادرة على علاجه كما يظن هو ولكنها تشعر بأنها مدينة له بحريتها وحياتها المقبلة التي سيكون لها مطلق الحرية في سلك اي درب تريده هي وليس ما يفرض عليها من قبل والدها الذي عاملها بدنائة طوال عمرها الذي امضته في تلك الزنزانة اللعينة.

عند بلوغ الفجر استيقظ بيرت مسح بكفيه على وجهه وفرك عينيه متثائبا وقد ارتاح بدنه وعقله بعض الشيء لعلمه ان منقذته سوف تشفيه وما الأمر إلا مسألة وقت حتى تعود حياته لسابق عهدها، حتى أنه كان يفكر في هدية قيمة ليجازيها على معروفها العظيم هذا.
نهض بيريت ونظر يتأمل إشراق الشمس على هذه البقعة الكئيبة من الأرض، ينبثق ضوء النهار الذهبي يدفئ كل من يرتجف بردا، يزيل ظلام الليل المتراكم ويستبدله بالنور لينعم الكون ببعض الحب من الطبيعة الأم.
كانت لوتشيانا تتمتم أثناء نومها الأمر الذي آثار انتباه بيريت: أمي، ساعديني، أمي، انا لست جيدة كفاية، امي، لست ساحرة.
انفرج فم بيريت واجفل ثم هب ليوقظها.
بيريت : هاي ،انتي، انهضي فورا.
استيقظت لوتشيانا متعبه من هزه لها ظنا ان كارثة قد وقعت.
لوتشيانا باستياء ملوحة بذراعيها لتبعده عنها وتعود للنوم : أبتعد ايها البغيض، لم أنم سوى ساعتين، اتركني وشأني وإلا...
سحبها بيريت من ملابسها واوقفها على قدميها : انتي لستِ ساحرة؟ اريد إجابة واضحة والا اقسم اني سوف التهم جثتك بعد أن أقطعها ارباً.
توترت لوتشيانا وتقهقرت للوراء من صدمة معرفته بالحقيقة: ولكن كيف؟ أعني انا لست..... أسمع الأمر ليس كما تظن..
تنفس بيريت بعمق محاولا كبح غضبه العارم : اتمنى ان تفسري لي الأمر واستميحك عذرا انا جاهل بعض الشيء في هذه الأمور لذا رجاء كوني لطيفة واشرحي لي واعدك اني سأكون نبيلا معكِ.
دارت عينا لوتشيانا وتحدثت بأستسلام : انا أعي تماما خطورة الأمر، ولكن انا لم استغل محنتك اقسم لك، حسنا ربما قليلا ،لكن كان بمقدوري الهرب ولكني قررت أن أرد لك الجميل.
كشر بيريت عن النيابه مزمجرا : تهربين؟ اتظنين حقا انه يمكنك الهرب مني؟!

بريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن