-بعد مُدة زمنية ليست بكثيرة، بدأ الحضور في المُغادرة، فقد حلّت الثانية بعد مُنتصف الليل، وقفت ديڤا بجانب كارِن تودعها...-لا تفعلي شيئًا تندمي عليه في الصباح -قالت ديڤا-
-ماذا تقصديّن؟ -ردت كارِن-
-أنتِ تعلمين ماذا أقصد، حتى إنني سأعترف لك بأن جورج زير نساء حقيقي، لِذا...تإكدي أن كان يكْن لك مشاعر حقيقية...مع إنني أشعر بذلك تقريبًا.
-هل تشعريّن؟ -قالت كارِن بحماسة وقد لمعت عينيّها كالجراء-
-نعم، هيا...أراكِ لاحقًا -تعانق صديقتها وينتقل دفئ جسدها لها-
-لديك فرصة قوية لتحظي بِليلة رائعة -تهمس كارِن في أُذن صديقتها ولاتزال تعانقها-
-أُصمتي -تضرب ديڤا ظهر كارِن بِرقة، بينما تبعد كارِن وجهها عن رقبة ديڤا، تنظر لها ولا تزال يديّها تُعانق خصر صديقتها النحيل--أراكِ لاحقًا -قالت كارِن قبل أن يفتح لها جورج باب السيارة وتُخفض رأسها لتدخل بسهولة، سُرعان ما إتجه جورج للجهة الاخرى من السيارة ليدخل في مقعد السائق وينطلق للطريق الطويل لبوابة القصر
-تقف ديڤا تنظر للسيارة التي بدأت تختفي عن أنظارها، تختفي في اشجار القصر العملاقة، والطريق الطويل، كان الهواء يُحرك خُصلاتها الحريرية بهفات رقيقة، غرقت في إفكارها وذكرياتها مُجددًا، كان هذا هو ماتفعله في كُل مرة تبقى فيها وحدها.
- حتى شعرت بقطعة قماش تلامس كتفيّها، معطف أسود اللون ذو رائحة رجالية معروفة بالنسبة إليها، أنتظرته حتى ينتهي من وضع معطفه عليها، وأستدارت بكامل جسدها لتنظر له يقف أمامها، كما فعلت دومًا رفعت رقبتها قليلاً لتنظر في عينيّه، مُحيطيه
-الجو بارد -قال بنبرته الرجالية العميقة، لمحة من الحنان في صوته، ينظر لها ويتأمل تفاصيلها بلا ملل-
-كانت قد تبعثرت من حنانه، لم تُعامل هكذا من قبل، كانت مشاعر جديدة عليّها، لم يسعها الا إن تبتسم أبتسامه دافئة رغم الجليد الذي يكمن في داخلها-
-وضع يدّه بهدوء على ظهرها ويمشي معها حتى باب القصر الأمامي-
-أُمي تُصر أن تبقيّ معنا مزيدًا من الوقت، تقول بإنها لم تتعرف عليّك بما يكفي
-نظرت له يمشي بجانبها ويده تستقر على ظهرها المُغطى بِمعطفه بالفعل، لم تنتبه حتى لِما قاله، سمعته لكنها لم تهتم، كانت مشغوله بالمشاعر الغريبة التي تجتاحها، كانت شيء آخر، لم تشعر به من قبل، شيء يُذيب جليد قلبها.-دخلا المنزل الذي تعالت فيه أصوات العائلة والضحكات، مشى ماسيمو بجانب ديڤا، لا تزال يده تستقر على ظهرها، حتى توّغلا في منتصف القصر، جورجينا وإليساندرو يجلسون على أريكة ما، جيوفاني ولوكا يلعبون في طاولة البلياردو كبيرة الحجم، ذات السطح الأخضر الغامق، والكُرات ذات الألوان العديدة عليّها، إيما تسكب شرابًا لها من الحانة القريبة، وأولاد جيوفاني يلعبون في زاوية ما