-بعد أن غادرت كارِن، جلست ديڤا أمام ورودها، تنظر لهم بصمت، تتذكر كلماته وتحركاته التي تُذيب جليد قلبها، كانت تشعر بالدفئ، لم تكن مُعتادة على هذا الشعور، لطالما شعرت بالفراغ، لكنها تشعر بأنها تحتوي على الكثير المشاعر الآن، أرادت فهم نفسها، وتحليل تصرفاتها، تحليل الطريقة التي ينبض فيها قلبها، لِما تشعر بشيء غريب، شُعور غريب، لم تشعر به البتة، تتذكر جميع ماحدث لها في حياتها، أحداث حياتها التي أوصلتها للنقطه التي هي فيها اليوم، الشخصية التي هي عليّها الآن.-أخذت نفسًا عميقًا، قبل أن تنهض وتُقرر أن تخرج، إلى أيّ مكان
-كُلما جلست مع نفسي، كُلما أزدادت حيرتي..
-قالت بصوت خافت قبل أن تنظر نظرة أخيرة للورد وتنهض، تصعد السلالم.
-
-قد نهضت جورجينا من عند إبنها قبل ساعة، أما هو، لم يخرج من غرفته، لا تزال بدلة البارحة على الأريكه أمامه، ما عدا معطفه، تعود ذكراها تقف أمامه في معطفه، والهواء يُحرك شعرها، كان منظرها كحلم، كُلما تذكره حاول إلا يبتسم، لكنه فشل في كُل مرة.
-نهض بهدوء لملابسه، يمشي بهم لسلة الملابس الفارغه، عندما رمى بنطاله وقميصه دقّ صوت في قُعر السلة، نظر مُجددًا لملابسه، جثى على رُكبتيه، يُخرج بنطاله، ثُم يلمس ويتحسس جيوبه، أحس بشيء صلب في أحدى الجيوب، أدخل يده اليُمنى للجيب، ليُخرج أحمر الشفاه خاصتها.
-يتذكرها فورًا، قبل نزولهم سويًا للحضور، كانت قد أعطته احمر الشفاه، لعدم وجود حقيبتها بجانبها، تذكر كامل اللحظات، عندما مسكت ربطة عُنقه وبدأت في ترتيبها، كيف كانت قريبة لدرجة، والآن لم يتبقى من الذكرى سوى صداها.
-
-مشت ديڤا في الطريق ذو الحجاره المرصوفه، كانت تقصد المكان عندما تشعر بأنها توّد الجلوس مع نفسها، مشت الى إحدى الحانات، لم تُكن مثل التي تقصدها مع كارِن أو اصدقاءها...مكان حقيقي، كمأوى.
-جلست على إحدى الكراسي بجانب النافذه، ما إن أخذت أول رشفة من مشروبها بدأت قطرات المطر في النزول على النافذة بجانبها، وعادت لها ذكرى تِلك الليلة، لم تمطر السماء من بعدها...حتى اليوم، قد مطرت أخيرًا.
-بعد عدة ساعات، خرجت ديڤا من الحانة، بعد شُربها لكأس واحد فقط، كانت تنساه بين الحين والآخر، تشرب منه ببطئ شديد، كانت السماء قد توقفت عن المطر، وقد ركنت سيارتها بعيدًا، فكانت تحتاج إلى المشي على الطُرق التي لا تزال تلمع بِفعل المطر، أثناء مشيّها، شعرت بيّد تمسك بذراعها، ألتفت فورًا...كان آخر شخص أرادت رؤيته في ذلك التوقيت.