وِدّ

10.5K 442 242
                                    


-وقفنا هكذا لفترة ليّست قصيرة، أُسند رأسي على صدره وأستنشق عبق رائحته، بينما كانت يداه حولي، وقبضته تشتد على خصري، أشعر بدفئه، بينما يشعر هو بجسمي داخل حجره، وكأن جسدي قد خُلق خصيصًا ليكون هُنا، كان دفئي ينتقل لجسده كُلما اشتدت قبضته علي أكثر، ورائحتي تملئ رأتيّه.

-لا أستطيع تذكر دفء أي نوع من العناق، ذراعاي يؤلمهما جليد مُرعب لا يُفارقني، لم تحملني والدتي بيّن ذراعيّها ولم يُدفئ والدي يداي المتُجمدتان، كُنت أعيش في عالم من اللاشيء...حتى الآن، شعرت أن جليدي يذوب، وأنه هُناك شخص دافئ بالقرب مني.

-بينما كُنت أبقيها في حُضني، كان كُل شيء توقف من حوّلنا، لا اشعر بشيء آخر سوى جسدها بين ذراعيّ، جسدي فارغ من دونها، وكأنها تملأني عندما تكون قريبة لهذه الدرجة، رأسها على قلبي بالضبط، قلبي الذي يُنبض من أجلها فحسب.

-بعد مُدة طويلة، رفعت رأسي، أنظر لمُحيطيّه، سقطت نظرته على عينايّ فورًا، لا أزال في حضنه، ليتني استطيع البقاء للأبد، لكنني أخذت نفسًا عميقًا قبل أن اتكلم..

-أحتجت ذلك...
-حضني دومًا هُنا لكِ فقط ياديڤا.

-كان يُداعب قلبي بطريقة رقيقة عبر كلماته، كُنت دومًا ما أحتضن نفسي...بيّداي، لكن الآن ولأول مرة شعرت بأن جسدي يستطيع الإنتماء لإحدهم.

-لم يسعني الا أن أرسم إبتسامه صغيرة على أطراف شفتاي، حتى مدّ يده يُبعد خصلة قد علقت على وجهي من قبل، كانت لمسته ناعمه على وجهي وشعري، كَريشة.

-لم يستطع الا إن يضع الخُصلة خلف إذنها، ويتأمل الأقراط الصغيرة على أُذنها، وأعاد نظره لوجهها، ينظر لعيّنيها، ثُم وبصمت يبدأ في ترك خصرها أثرًا لعناقهم المُطول، عندما حررت جسدها من قبضته، عادت عدة خطوات للخلف...

-أدخل... -أمرته ديڤا بإبتسامه ناعمة-

-أستجاب فورًا لإمرها، يخطو إلى داخل المنزل، ينظر للمكان الذي يُشبها جدًا، حتى وقعت نظرته على الورد بجانب الجدار الزجاجي، كان ذاته الورد الذي أرسله لها تلك الليلة، يبدو مُنتعشًا ومنظره كوّرد يهرب من رسمة مُتقنة، بصمت بدأت الإبتسامه ترتسم على شفتيّه، حتى لاحظتها ديڤا، لم يسعها الا أن تبتسم لإبتسامته، ثُم وبخطوات ناعمة مشت للبار الصغير خاصتها، لا يبعد كثيرًا فتمشي عدة خطوات فقط حتى تصل، مشى ماسيمو وراءها، سحبت زجاجة ويسكي، تأمره أن يأخذ كأسيّن زُجاجيين قريبيّن دون أن تتكلم، ثُم تسبقه للأريكه.

-بعد عدة ثواني أستقر ماسيمو بجانبها، وأرخى جسده على الأريكه المُريحة، يمسك الكأسيّن في يداه، حتى فتحت الزجاجه وبدأت في سكب الويسكي في الكأس على راحة يده، أخذ يتأملها بصمت بيّنما تعقد هي حاجبيّها قليلًا وتسكب الويسكي، شعرها يسقط على وجهها، ولا يزال يُفكر لِماذا كانت تبكي قبل مجيئه، ينظر للأسفل فور شعوره بأنها أنتهت من الكأس الأول.

HIM & Iحيث تعيش القصص. اكتشف الآن