#الفصل_الواحد_والأربعون
#معشوقـة_النَّجمأسـوان ..
بلاد الذهب كلمة لم تطلق هباءً على تلك القطعة المميزة من أرض المحروسة، حينما تخطو على أرضها أعلم أنك تدعس ذهبًا، سماءها تبر، وجوها عطر، غارت منها الأندلس على بهاءها، كعروس سمراء بطمي النيل غاية في السحر، بفستانها الأبيض، يماثل قلوب القطن اللواتي يمتلكها أصحابها.
كان الإختيار موفقًا للغاية، منذ أن خطت أرض المطار وأنهت إجراءات السفر في مطار أسوان الدولي، سُحرت بالأجواء والناس حيث وجدت في استقبالها فرقة فلكلورية متخصصة لأعراس النوبيين، يرتدون الزي التراثي بهم، جذبتها إحدهن فلم تجد إلا مشاركتهم الرقص بما استطاعت تقليده، وضحكاتها التي تجلجلت مظهرة فرحـتها الحقيقة.
بعدها ذهبوا إلى الفندق ليجدوا في استقبالهم
يامن ويـمَّ فقد انطلقت رحلتهما مبكرًا عنهم، رحبـوا بهم، ودلوهم على غُرفهـم وقد رتبـوا الأمور قبل مجيئهم، قضت ساعات النهار الأولى نائمـة قبل أن تستيقظ على اتصاله الذي جعلها تعتدل بنعاسٍ، ماسحـة وجهها بكفها:-إيه يا نَّجـم.
أتاها صوته الصاخب الذي جعلها تجعد ما بين حاجبيها منزعجة:
-هو إيه الـلي إيه يا نَّجم، قومي يا فنانة متهزريش إنتِ جايـة تنامي هنا.
قالت بصوت أجش من النوم:
-المفروض أننا جايين من سفر، يعني أي حد طبيعي يقعد يغير هدومه ويرتاح عشان من بكرا ورانا حاجات كتيرة.
هدر بضحكة عذبة:
-مافيش الكلام ده، حالًا تقومي تغيري هدومك
عشان هلففك أسوان قبل الحنـة.تشدقت رُوبين بلهجة معترضة مجهدة أثر التحضيرات الشاقة المنغمسة بها منذ أيام:
-طب خليها يوم تاني، وبعدين عندنا فرصة بعد الفرح نلف البلد براحتنا.
تشبث برأيه في عند، تعلم أنه لا يقدر على كسره أحد:
-قدامك عشـر دقايق، دقيقة زيادة هطلع أجيبك بنفسي من فوق، متتأخريش عشان أنا مستنيكِ في اللوبي.
-طيب.
جاوبته بامتعاضٍ وكل ما ترغبه في تلك اللحظة النوم لمدة طويلة تقديرًا للجهد الذي قدمته:
-حكم القوي.
غمغمت بنبرة مقصود منها حكمة سمعتها من شدوى، ارتدت ثيابها المناسبـة لجولة سياحية مبهرة استمعت عنها كثيرًا عن طريق زملائها، أو العاملين معها يومًا الذين تشدقوا كثيرًا بروعة المكان، وهبطت لأسفل لتجده يقف وسط مجموعة من الشبان، يتضاحك معهم في صخب، فلم تتقدم منه واكتفت برسالة خاصة تعلمه بقربها، مما جعله يودع أصدقائه ويتحرك نحوها مشرق المحيا، واسع الثغر:
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...