وإذا التقطت عينُ الخليل خليلُها وسط الحُشود، فليس للنطق ثمنُ، تكفي تعابير الوجوه، كأنها أنهارُ شوقٍ فَاضَ من كتر الشجن..
*أميـر الشُعـراء - أحمد شوقي*
تدور بين ذراعيه فتدور تنورة فستانها الزرقاء،
قهقهت بخفةٍ بعد التقاء النظرات ... الأرواح .. والشفاه مُطبقة بصمت أنيق لا يقطعه كلمات، فقط تنساب كلمات الأغنية الرومانسية بينهما، والحشد حولهما كأنه غير موجود:-فاكر أول مرة رقصنا فيها أمتى؟
تبسم بجاذبيـةٍ وهو يؤمي، يتراقص معها في خفـة كأنهما فوق السحـاب:
-طب قولي.
حرك شفتيه معًا قبل أن يقول:
-وقتها كانت ثانوية الشركة، وكنت لسه نازل من أمريكا، فـ بابا عمل حفلة صغيرة في القصر
ساعتها.لم يروقها اقتصاره للحديث متبعًا لطريقة الرجال في الشرح، لتقص من وجهة نظرها الأنثوية:
-على فكرة أنتَ بتكروت يا فهـد.
رمقها بنظرة مندهشة ولم يمنع ضحكته حينما قالتْ:
-يعني أنا فاكرة اليوم ده كأنه النهاردة.
مسدت على صدره بأصابعها اليمني المزينة بدبلة وخاتم زواجها الماسي، هامسة برقةٍ:
-كنت لابس بنطلون كلاسيك أسود وقميص نفس لونه وطبعًا مافيش زراير بتتقفل معاك.
انطلقت قهقهته على شرحها الطريف، وغمز بخفةٍ في مشاغبتها:
-اتاري الموضوع من زمان، قصتك إيه مع زراير قمصاني إنتِ؟
رفعت حاجبيها منزعجة من ذلك المشهد الذي تجسد أمامها، فطالعها باندهاش من تعابيرها:
-والبليزر كان رمادي، ساعتها كنت شيك جدًّا أساسًا من ساعة ما اتخلقت وأنا شيفاك مهتم بنفسك، ووسط ما أنا واقفـة مع دادي وبراقبك وإنتَ واقف مع صحابك وبتضحك جات بنت كانت لابسـة فستان قصير نفس لون الجاكيت بتاعك.
وفجأة جذبته من ياقة قميصه، تتقابل الأعين في نظرة متعاكسة بين صدمة، وغيرة نبعت من هرمونات أنثوية بحثًا عن النكد:
-كانت شادن السوهاجي، مسكتك من قميصك وقعدت تتدلع عليك، وبعدها لقيتك واخدها وهترقص بيها لولا دادي اللي نادى عليك، وقالك أرقص معايا عشان لاحظ إن ابن ياسـر الغمري بيقرب مني، والسؤال هنا أنتَ إزاي خليتها تحط أيديها عليك كده.
طالعها بغير استيعاب، معقبًا بسخريةٍ:
-يعني ده كل اللي افتكرتيه ساعتها؟ إن شادن حطت أيديها على قميصي؟ أساسًا ديه ألطف ذكرى بينا يعني؟
نفتْ برأسها، وقالت موضحة:
-لأ، بس ساعتها كنت متعصبة ومكنتش طايقاك ولا عايزة أرقص معاك خصوصًا لمَّا شميت ريحة برفانها عليك.

أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...