„قراءة مُمتعة لأجنحتي التي لا أتمكن من التحليق دونها."-
-أحمل معطفي في يدي مُتجهة لسيارتي، خطواتي بطيئة وثقيلة، لا زالت روحي هُناك، تسمع الكلمات وتعيدها ألف مرة في ذُهني.
-تركته خلفي، فعلت ما خفت منه دومًا، أذيته.
-فتحت باب السيارة أدخل بداخلها راميةً معطفي على كرسي الراكب الفارغ بجانبي، تركت رأسي يستقر على المقود قبل أن تنزف عيّناي بلا نهاية.
-لأول مرة منذ سنوات نزلت لهذه المرحلة من الضعف مُجددًا، أشعر بإلم احبالي الصوتية أثر حبسي لبكائي منذ بداية اليوم، كتفاي مهزومان وجسدي كله يتكئ على رأسي المُستقر على المقود.
-
-بقي ماسيمو في ذلك الممر دون أن يمشي، يُعيد حوارهم ويفكر في كلامهم إلى مالا نهاية، لا يعلم أساسًا لماذا كانت بهذه الحالة عندما وصل لها هُنا في هذا الممر.
-لقد سألها أن كان ناتشو هو المشكلة لكنها نفت ذلك، وصدقها لإنه ولسبب من الأسباب يعلم بإنها لا تخشى ذلك السافل.
-كُل مايُفكر فيه الآن سبب وصولها لهذه الحالة، لماذا كانت تقف أسفل الثلج وجسدها مُتجمد أسفلها، يتذكر عيّناها المُحمرتان ويداها الراجفتان.
-مشى إلى الباب المؤدي الى الحفلة مُجددًا، لكنه يسلك طريقًا آخرًا عند دخوله، يذهب للطابق الثاني، باحثًا عن رجل كاميرات المراقبة.
-مشى بين الممرات الواسعة والمُتشابهة، يشعر بأنه يمشي في دوامة، عقله لا يصمت أبدًا، حتى تباطأت خطواته ينظر للباب قبل أن يفتحه.
-رفع الرجل الجالس على الكُرسي الجلدي الأسود المُقابل للشاشات الكبيرة المُنتشرة في كل مكان رأسه عن الشاشات من أمامه ينظر إلى ماسيمو..
"هل أستطيع أن أُساعدك ؟"
-سأل الرجل بنبرة مُنخفضة مُتفهمة بينما نظر له ماسيمو قبل أن يحول نظره للشاشات العملاقه التي تُحيط به.
-
-لا أعلم كيف وصلت إلى منزلي حتى، أنزل من السيارة مُتجهة الى الباب، فتحت القفل بحركة بسيطة، يستقبلني منزلي الصامت المُظلم الذي يضيئه نور القمر من الجدار الزجاجي العملاق.
-المكان هادئ بشكل يصم أذني، أدخل للداخل دون نزع كعبي حتى، إتجه لزُجاجاتي، ما إن رفعت زُجاجة الشامبانيا حتى سمعت صوت إنتشار كسر الزُجاج على الأرض.