عاصفة الهوى ٢٠

52.1K 2.6K 302
                                    

عاصفة الهوى (٢٠)

بقلم / الشيماء محمد احمد
#شيمووووو

مايا كانت قريبة منه وحاولت تخلي كتفها يلمس كتفه وهي بتتكلم ، سيف بعد عنها بسرعة وبصلها بصرامة: شوفي علشان بس الأمور تبقى واضحة قدامك انتِ طالبة عندي وأي سؤال في منهجي هجاوبك عليه بس هتعملي حركات مالهاش تلاتين لازمة هتلاقي وش مختلف تماما عن ده فبلاش .
ابتسمت ببراءة مزيفة: وأنا عملت ايه يا دوك ؟ لو حضرتك مش حابب اني أسألك أو خايف من أسئلتي أنا
قاطعها بضحكة متهكمة : خايف ؟ ما بقولك بلاش الأسلوب ده صدقيني تضييع وقت ليا وليكي ومش هتوصلي لحاجة ولا هتستفيدي حاجة
الاتنين واقفين باصين لبعض بتحدي بس قاطعهم وصول همس اللي استغربت وقفتهم لكن تجاهلت مايا وقربت من سيف باست خده بابتسامة : اتأخرت عليك يا حبيبي ؟
ابتسملها وهو بيحط دراعه حواليها : لا يا حبيبتبي يلا بينا ؟
مايا قبل ما يتحركوا قالت بدلال : متشكرة مرة تانية يا دكتور
سيف بصلها بنفور وأخد همس فتحلها الباب ركبت مكانها وهو لف مكانه واتحرك ، لاحظ سكوتها التام فمد ايده مسك ايدها : همستي سرحانة في ايه كده ؟
كانت متضايقة من مايا و وقفتها معاه بس ما ينفعش تتكلم أو تلومه؛ هو دكتور ومن واجبه يرد على طلابه لكن تعمل ايه لما تبقى الطالبة معدومة الأخلاق ؟
سيف ملاحظ وفاهم تغيرات وشها وتعبيراته فقال برفق : حبيبتي فكري بصوت عالي ، عايز أسمعك .
بصتله وفتحت بوقها بعدها قفلته تاني وبصت قدامها فسأل بتفهم : عايزة تقولي ايه ومترددة ؟
ردت باقتضاب : مش عايزة أقول حاجة
ضغط على ايدها في ايده ورفعها لشفايفه باسها : طيب يا روحي معاكي خمس دقايق انسي تماما اني دكتور في الجامعة وانسي انك طالبة ، أنا وانتِ مجرد راجل ومراته وانفجري فيا يلا .
كشرت بضيق من اقتراحه بس نوعا ما حست انها فرصتها فالتفتت ناحيته بغضب : حضرتك واقف معاها ليه ها ؟ وقريبة منك وعمالة تتمايص وتتكلم وتتلزق ومش عارفة انت ازاي مش فاهم ان دي مجرد حجة علشان تقف جنبك وتتكلم معاك مش أكتر ؟ ازاي واحد بعقليتك مش فاهم ده ؟ وقبل ما تقولي انك دكتور أنا عارفة ده كويس بس وقوفك معاها بيعصبني ، بينرفزني ، بيجننني ، ومش عارفة أعمل ايه ؟ أصلا دول بيتعمدوا يضايقوني اليوم كله وبيلقحوا بالكلام والهزار السخيف فأنا متحملاهم بالعافية لكن كمان يقفوا معاك ويمدولي لسانهم فكده كتير أوي ، كتير يا سيف
ماكانش متخيل انها هتقول كل ده واتصدم ان جواها كتير ، فضل ساكت شوية لحد ما ركن على جنب والتفتلها مسك ايديها الاتنين فسحبتهم بغيظ: ما تمسكش ايديا وما تضحكش عليا وتبلفني بكلمتين لاني متضايقة .
مسك ايديها تاني غصب عنها ونظراتهم اتقابلت بتحدي فقال بتنبيه : ما تشديش ايديكي وسبق وقلتلك ما تتصرفيش بالطريقة دي معايا ، ما تشديش ايديكي ما تبعديش عن حضني ، اتكلمي واتخانقي وثوري براحتك هسمعك لكن ما تبعديش .
سابت ايديها في ايديه وقالت بحنق : لما ببقى قريبة كده منك أو في حضنك مش بعرف أركز ولا أقول اللي عايزة أقوله فخليني بعيد واحنا بنتناقش علشان بتضايق بعدها أكتر .
ساب ايديها باستسلام وبص قدامه : طيب يا ستي نتناقش واحنا بعيد ، تمام انتِ متضايقة منها انها وقفت معايا وبتقولي ازاي مش فاهم انها متعمدة تقف ؟ مين قالك اني مش فاهم كويس أوي انها متعمدة ؟ ومين قالك اني مش فاهم حركاتها دي كلها وعارف كمان ان حد مديها السؤال ده ومفهمها تسأل ازاي ومش بعيد يكون الحد ده خلود ، ها وبعدين ؟
بصتله بذهول: طيب ولما انت عارف وفاهم ليه بتقف معاها ؟
بصلها وقال بلطف: يا حبيبة قلبي وروحي وعمري كله تقدري تقوليلي من وجهة نظرك المفروض أعمل ايه ؟
كانت هترد باندفاع بس بعدها سكتت وبصت قدامها بغيرة : معرفش
رد بهدوء: ماتعرفيش ازاي بقى ؟ لازم تعرفي ، لما يجي طالب عندي ومعاه سؤال بغض النظر عن سؤاله ده بجد أو تأليف المفروض أنا كدكتور أعمل ايه ؟ ( بصتله باعتراض فكمل ) سمعتك كزوج يا حبيبي بس الرد لازم أكون بطبيعتي كدكتور جامعي ورجل أعمال مش زوج بس ، لو مايا مثلا طلعت لدكتور ممدوح أو لعميد الكلية وقالتله دكتور سيف مش بيرد على أسئلتي وبيطردني لو كلمته والدكتور استدعاني أرد أقول ايه ؟ طالما واحدة بتسأل بأدب وباحترام ( كانت هتعترض بس قاطعها) حتى لو تمثيل أنا ليا الظاهر يا همس ، ساعتها أرد بايه ؟ أقولهم أصل مراتي بتغير عليا ؟ بتتضايق ؟ المفروض يكون عندي رد قاطع لما أطرد طالب يكون في سبب لان أنا مش من الدكاترة اللي بيستخدموا نفوذهم وأغبياء مع طلابهم ، وأي طالب عنده سؤال هجاوبه لان ده عهد وأخدته على نفسي فالسؤال هنا بقى يا همس ، الأشكال دي كلها مضايقاكي ليه ؟ انتِ خايفة من ايه ؟ قلقانة ليه ؟ غيرانة منهم ليه ؟ هل متخيلة ان ممكن مثلا واحدة فيهم تعجبني ؟ أو أحبها من أسئلتها ؟
بصت للأرض بحزن فقرب منها رفع وشها برقة : مش عايز أقرب علشان ما تقوليش بضحك عليكي بقربي وبكلمتين ، همس أنا ما حبيتكيش من أسئلتك ولا حبيتك كطالبة عندي بالعكس دي أكتر حاجة عصبتني وضايقتني كونك طالبة عندي ، ومش هنتكلم كل شوية في الكلام ده ، أنا ما حبيتش الطالبة بتاعتي أنا حبيت همس بشخصيتها وشقاوتها وبراءتها وتحديها ليا طول الوقت وكبريائها وكل ما فيها ، احنا بينا كتير فمش واحدة رخيصة بتعرض نفسها عليا ممكن تهزك ، بلاش تحسسيني انك شخصية ضعيفة لاني مابحبش ده ، خلي عندك ثقة في نفسك وفي حبك وفيا .
بصتله بلهفة: طيب اوعدني انك مش هتحب واحدة تانية غيري 
ابتسم ورد بمداعبة : هنا حاسس اني بحب عيلة في ثانوي هربانة من المدرسة مع حبيبها وبتقوله اوعدني تتجوزني لما أكبر
ضمت حواجبها بضيق : ايه التشبيه ده بقى ؟
رفع كتفه ورد ببساطة: ده اللي حسيته أعملك ايه ؟ ده اللي وصلني .
كتفت ايديها ورددت بغيظ : ساعات بيكون عندك المقدرة انك تبقى اوفر اوفر رخامة على رأي صاحبك .
بص قدامه وهو مستمتع بمشاكستها وفكر لحظات قبل ما يبصلها باقتراح : طيب أنا عندي اقتراح هيعجبك ( بصتله بانتباه فقال بجدية) مش هاجي الكلية خالص غير وقت محاضراتي فقط ، نصر يوصلك وياخدك آخر النهار وبكده محدش هيشوفني أصلا ولا هيلاقي وقت يتكلم معايا ، تمام الاقتراح ده ؟
كشرت أكتر لأن الاقتراح ضايقها وحسسها قد ايه هي سطحية ومعدومة الثقة تماما في نفسها فأخدت نفس طويل قبل ما تطلب بنبرة مخنوقة : ينفع تروحني البيت ؟ سوق لو سمحت يا سيف .
استغرب رد فعلها : طيب أعمل ايه يا همس ؟ اقترحي انتِ، أنا مش حابب زعلك
بصتله : مش زعلانة ممكن تتحرك بقى ؟
كان هيتكلم بس تراجع ودور عربيته واتحرك وفضلوا الاتنين ساكتين لحد البيت ، دخلوا وقابلتهم سلوى سلموا عليها سألتهم : نجهز الغدا دلوقتي ولا آخر النهار لما أبوك يجي ؟
سيف بص لهمس في انتظار ردها فقالت باختصار : آخر النهار أنا أكلت في الجامعة .
سيف أكد : آخر النهار
همس استأذنت وطلعت وسيف راقبها لحد ما اختفت ، سلوى سألته: هي زعلانة ليه ؟  انتم ليه بتتخانقوا كل شوية يا سيف ؟
بصلها باستغراب : مين قالك بنتخانق كل شوية ؟
ردت بتهكم : مين قالي ؟ مش يمكن خناقكم قالي ؟ زعلكم بالليل وخناقكم في حمام السباحة ، ولا دلوقتي طلوعها بالشكل ده ؟ حبيبي همس كتاب مفتوح ومشاعرها بتبان على وشها .
سيف بصلها كتير بعدها رد بهدوء: اوك يا ماما خلينا متفقين ان همس صغيرة وتجاربها تكاد تكون معدومة فهي حاليا بتتخبط وبتحاول تفهمني وتفهم طباعي وأنا بفهمها ، واحدة واحدة بنقرب لبعض أكتر ، اللي انتِ ممكن تكوني شايفاه خلاف أنا شايفه بنقرب وجهات النظر لبعض ، بنفهم بعض أكتر ، بنختلف علشان نعرف نتفق ، من الآخر بنقرب لبعض أكتر مع كل خلاف بينا لاننا بنطلع منه بحاجة مهمة كل مرة ، فما تركزيش معانا .
سلوى بحب : ربنا يسعدكم يارب ويهديكم ويصلح حالكم يا حبيبي .
سيف أمن على كلامها واعتذر منها يطلع لمراته اللي كانت غيرت هدومها وبتصلي ، قعد على طرف السرير ومستنيها تخلص لحد ما خلصت و وقفت بصتله : ماغيرتش هدومك ليه ؟
وقف وهو بيجاوبها : رايح الشركة تاني
قلعت الإسدال وكانت لابسة بيجامة ستان بيضا شكلها رقيق فيها ، حطت الإسدال في مكانه ومش عارفة تقول ايه أو تتصرف ازاي بس انتبهتله بيناديها: همس
بصتله فكمل بجدية : أنا مستعد أقدم استقالتي من الجامعة لو ده هيريحك
السؤال نزل عليها زي الصاعقة ، فضلت باصاله كتير مش بتنطق ولا تتكلم ، معقول هو مستعد يعمل ده علشانها ؟
أخيرا اتحركت من مكانها وقفت قصاده وسألته باستنكار : انت بتقول ايه يا سيف ؟
عينيه اتعلقوا بعينيها وهو بيتكلم بهدوء ويركز على كل كلمة بيقولها : بقول مستعد أقدم استقالتي لو ده هيريحك .
هزت دماغها برفض تام : انت هتستقيل علشاني ؟ انت بتهزر صح ؟
مسك وشها بايديه الاتنين وقال بصدق : ماعنديش أهم منك ومن سعادتك في العالم ده كله ولو ده هيريحك ويخليكي تركزي في مستقبلك ومذاكرتك ماعنديش أدنى مانع أعمله المهم انتِ يا همس .
حركت راسها برفض  : لا طبعا انت بتقول ايه ؟ ده كان حلمك انت كمان وسافرت برا وحضرت دكتوراة ورجعت وليك منصبك وأنا نفسي أكون زيك تقوم تقولي تقدم استقالتك! لا وألف لا .
جت تبعد بس مسكها ثبتها قصاده وقال بإصرار: مالكيش دعوة بيا، أنا أهم حاجة عندي انتِ وبس ، أنا أوريدي الشركة مابقاش ينفع أسيبها وأبويا بيشيل ايده واحدة واحدة منها فلو هاخد الخطوة دي هاخدها علشانك وأنا راضي تماما
همس برفض تام : سيف بطل هزار أرجوك
بصلها بجدية : انتِ شايفاني بهزر دلوقتي ؟
بعدت ايديه عن وشها وقالت بحدة: أيوة بتهزر ، لما تقولي تقدم استقالتك علشان غيرانة من بنت ولا اتنين فده هزار مش منطق
رد بحدة مماثلة: ما أنا مش مستعد كل ما هتشوفيني واقف مع واحدة أو واحدة في مكتبي نيجي نقضي باقي اليوم خناق ، وتفضلي دمك محروق مش عارفة تركزي أو تذاكري ده بالنسبالي مرفوض  وللأسف الغيرة دي حاجة مش بايدينا ، مش قرار هاخده وأقول خلاص مش هغير فهنا ايه الحلول اللي عندك غير كده ؟
سكتوا الاتنين بعدها قال بتفكير : في حل تاني وهو اني أقدم اجازة سنة لحد ما تتخرجي وبكده
قاطعته بهدوء: سيف يا حبيبي ولا هتقدم استقالتك ولا هتاخد اجازة ولا كل اللي بتقوله ده ، الموضوع تعود مش أكتر ، أنا يكفيني جدا تفكيرك ده ما تتخيلش رفعني لفوق سابع سما وكفاية عليا أوي انك تحبني للدرجة دي ( حطت ايدها على خده وكملت بحب ) أي حبيبة هكونها لو أول حاجة عملتها هو اني بنيت أحلامي فوق أحلامك ؟ ازاي متخيل اني ممكن أقبل ده ؟ حلمي أكون معاك وايدي في ايدك طول الطريق ماشيين جنب بعض مش تقولي تسيب الطريق ده خالص ، لا طبعا لا يمكن تعمل حاجة زي دي ولا يمكن أقبل حاجة زي دي ولا يمكن أقبل حد يشرحلي مادتك غيرك .
بصلها بعشق بس قال بمزاح : هشرحهالك هنا في البيت
نفت بجدية : لا وباقي الدفعة كلها ذنبها ايه ؟ والمشروع بتاع التخرج ، سيف أرجوك اصرف نظر عن الموضوع ده وأنا شوية شوية هعرف أتعامل معاهم ، محتاجة شوية وقت بجانب حضنك بس
فتحلها ايديه بترحاب : حضني مفتوحلك طول الوقت وده انتِ عارفاه كويس .
رمت نفسها في حضنه واستكانت وبعدها رفعت وشها بصتله بابتسامة شغوفة: أنا بحبك فوق ما عقلك ممكن يصورلك على فكرة وأكتر مما بتحبني بمراحل ومن زمان أوي مش دلوقتي بس .
ابتسم لكلامها : مش هنجادل في مين بيحب مين أكتر من التاني ، المهم أنا رايح الشركة دلوقتي
اتحرك علشان يبعد بس مسكت دراعه شدته عليها بلهفة: مش عايزاك تنزل
مسك ايدها فكها من على دراعه بابتسامة بس مسكت ايده بتصميم: مش هتمشي على فكرة وده آخر كلام عندي
عجبه إصرارها ومسك ايديها الاتنين يمنعها تفك زراير قميصه وحاول يتكلم بأسلوب جاد لكن هو نفسه من جواه مش عايز يخرج برا الأوضة دي فخرج صوته ببحة : همس بقولك عايز أنزل
فكت زراير قميصه وقربت شفايفها من صدره وبصتله وهمست ببحة : انزل
الطريقة اللي قالت بها الكلمة مع حركاتها اللي بتعملها خلوه يرميها على السرير ويغرق معاها .

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن