ألفصل ألاحدى وألعشرون

87.7K 6.9K 2.7K
                                    




















"السكينة معك كمن يضع رأسه على كتفٍ ما وخلفه معارك وجنائز لكنه بكل مفاهيم الثقة مطمئن ولا يلتفت"






قمت بتشغيل احدى اغانيي المفضلة وبدأت بالغناء وألرقص عليها.أنا أحاول ألخروج من أفكاري قليلاً.
أمي طرقت على باب غرفتي ألمفتوح ثم دخلت.أطفئت الأغنية ألتي كانت على وشك الأنتهاء.

"كيف كانت ألرحلة؟"
هي جلست على ألسرير خاصتي ونظرت نحوي مبتسمة بينما أنا وقفت أتكئ على ألجدار تقريباً أمامها.لقد عدنا هذا ألصباح من ألمخيم وكانت في ألعمل عند وصولي.

"رائعة،لقد قضيت وقت ممتع"
قصصت لها الاشياء ألجيدة ألتي حدثت بعد تحريرها بعقلي بأقتصاص ألمشاهد ألحساسة.

"هذا جيد..أذاً ڤيول،لقد أتفقنا أن نتكلم بموضوع عند عودتكِ من ألرحلة"
تركت ألهاتف من يدي و ذهبت لأجلس قربها على ألسرير لأنها بدت جدّية.

"بالطبع أمي،أنا مُصغية"
مسحت هي على فخذي بودْ.

"ڤيول أنتِ تعلمين مقدار حبي لك صحيح؟مهما كنت مُتحفظّة عند تربيتي لكِ ومهما منعتكِ من أشياء،في ألنتيجة كلها لمصلحتكِ.أردت مفاتحتكِ في هذا ألموضوع الآن قبل أن يفوت الأوان أو أن يحدث شيئاً آخر.."

"أمي بدأت أقلق،ماذا حدث؟"

"أباكِ..لقد عاد"
لا أعلم لِم شعرت بجبهتي تتعرق،أزادات وتيرة نبضات قلبي كما راقبت أمي تكمل حديثها.

"لقد كان يسأل عنكِ بين ألحين والآخر.صراحةً،هو لم يكف عن ألاهتمام وألقلق بشأنكِ منذُ أن كنتِ طفلة ولكني كنت أمنعه من رؤيتكِ أو الأقتراب منكِ"

"هل هذه مزحة أو ما شابه؟أمي،هل تدركين ما تقولين!!"
هي أخفضت رأسها عندما لمعت عيناها.

"أعلم،أعلم أن ما فعلته أمراً مشين ولكنّي كنت غاضبة منه كما أنّي كنت خائفة أن يأخذكِ مني،ولكنكِ كبرتي الآن ومن حقكِ أن تريه.لقد أتى في أليوم ألذي قمتِ بالمبيت به في بيت آليس،أخبرته أنّك في رحلة ولكنّه أصرّ أن يراكِ"

"مهلاً،مهلاً.دعيني فقط أفهم ما يجري.أبي لم ينساني قط منذ أن كنت طفلة وكان يود رؤيتي ولكنكِ منعتيه من ذلك وأخبرتيني بالمقابل أنه تخلّى عنّا من أجل أمرآة أخرى"

"لم أكذب بشأن ذلك هو فعلاً تركنا لأجل أمرآة أخرى"

"أمي!"
صرخت و وقفت من على ألسرير.

"منعتيني من أبي لمدة ثمانية عشر سنة!!ثمانية عشر سنة أنا عشتها دون أب.لم أشتكي يوماً بشأن ذلك أبداً لأنّي كنت أرى جهدكِ في سبيل تربيتي وتوفير أحتياجاتي.ولكن ألم تفكري بما أشعر يوماً بداخلي؟ماذا أشعر عندما أرى أباء جميع زميلاتي في ألصف يمنحون ألحب لفتياتهم؟ماذا أشعر عندما تتحدث أحداهّنَ عن أباها أو عندما أرى كيف يهتموا بهنَّ.هل كنتِ أنانية لهذه ألدرجة؟لقد كنتْ أظنكِ ألطرف ألمظلوم هنا"
شعرت بكل كلمة تخرج من أعماقي،صرخت بكل حرف وعنيته.

فارس الغسق Ⓜ️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن