رسالة نصية محتواها -أحبك، وداعاً- وصلتني فى المساء.
دب الرعب بين دواخلى ، أنا هرعت مسرعاً لمنزلها.
كانت أمها تبكي و تنتحب و والدها يحتضنها بألم.
سيارة إسعاف كانت متوقفة أمام باب هذا المنزل و المسعفون يركضون للداخل بسرعة.
قلبي توقف عن ضخ الدم لثوانى من كثرة الخوف ، أنا أبكي بشدة.
خطوات مثقلة خطيتها للداخل ، والدها أمسك رسغي يوقفني كذلك هذا الطبيب .
لكن أنا لم أهتم لهم ، صعدت حيث غرفتها توجد و بيد مرتجفة أزحت كل من كان يقف فى طريقي .
تمنيت أن أصاب بالعمي على أن أرى هذا المنظر.
كانت مستلقية فى فراشها بسلام و علبة دواء فارغة ملقاة بجوارها بإهمال.
هى انتحرت و تركتني ،لماذا فعلت هذا بي؟
لماذا تركتني بعد أن كانت كل ما أملكه و كل ما رغبت به يوماً.
كنت أحتضن جسدها البارد الشاحب و أبكي بقهر ، أحدهم حملنى بعيداً عنها.
لا تأخذوني بعيداً عنها ، هذه أخر لحظاتنا سوياً ، لا تكونوا بلا رحمة هكذا.
فى جنازتها أخبرني الطبيب أنها كانت تعاني من اكتئاب حاد جدا.
أخبرني أنها كانت تدعى البهجة و السعادة و تغرق نفسها فى الملابس الملونة لكن بلا فائدة.
هى كانت تجرح نفسها و تأخذ الكثير من العقاقير.
كانت تخفى حقيقة مرضها عن كل الناس ، هى رغبت حقاً أن تشفى.
لكنها لم تستطع أن تخفي الأمر أكثر ، كانت تموت ببطئ فحسب فى آخر أيامها.
قال أنها أرادت مساعدتي للغاية و أنها أحبتني بصدق.
أعتقد أن هذا الحب لم يكن كافياً ليجعلها تتمسك بالحياة.
هى لم تجد السعادة ، كانت تفترض وجودها فحسب و بعد سنوات مريرة من المعاناة جعلها هذا طريحة البؤس فاقدة للأمل و شديدة المرارة.
لماذا لم تخبرني؟
كنت لأساعدها ، كنت لأقف بجوارها أمام معترك الظروف ، لأننى أحبها.
-تلك الرسالة الأخيرة التى تكتب حروفها و أنت تنتفض بعين دامعة مجبراً، تختمها بوداع أو بأسف ثم تنتهي للأبد، أرجوك لا تفعلها، أرجوك لا تنتهي-
هى من أختارت تلك الكلمات لتُكتب على قبرها ، هى أرادت بشدة أن تتوقف لكن الأمر كان يأكلها و يرهق روحها.
هى...اتضح أننى لم أعلم كل هذا الوقت من هى.
لكن إذا كنت شاكراً لشخص واحد فحسب ،
فأنا شاكر لها هى.
و أحبها هى.
.
.
.
كمان بارت و تخلص💔
أنا لا أفضل النهايات السعيدة ، بعتقد لاحظتوا.