الفصل السابع

5.4K 125 3
                                    

7- هارب من نفسه.

وقف بيرس في أعلى البرج، وهو يحدق نحو البحر الذي ينيره ضوء القمر. يجدر به أن يغرق في جمال هذا الليل. لكن عوضاً عن ذلك، جل ما استطاع التفكير به هو وجه تلك الفتاة الصغيرة المرتعب، التي تركها للتو. المخاوف! مخاوف عديدة تطاردهم جميعاً. كيف سيتمكن من مواجهة مخاوف وندي، في حين أنه لم يتمكن من مواجهة مخاوفه الخاصة بعد؟

" إنها نائمة" .
جعلته كلمات شاني يستدير. جاءت شاني إلى جانبه، فوقفت على مقربة منه، حتى أنها كادت تلامسه. كانت قد لفت جسمها ببطانية. " أردتها أن تبقى في السرير معي، لكنها أرادت النوم مع آبي. لذا أعدتها إلى سريرها، وانتظرتها حتى غفت ".

ترددت شاني، ثم قالت: " أكنت تعلم أنهم كانوا يسيئون إليها؟ ".

تجمد بيرس مكانه. قال: " هل أساؤوا إليها . . .؟ ".

قاطعته شاني: " ليس كام تصورت، لكن يبدو أن آخر شريك اتخذته مورين، كان يضربها باستمرار. كان يحتجزها في الخزانة في الظلام .

قال بيرس بتثاقل: " خمنت شيئاً من هذا القبيل ".

" أحقاً ".

" أخذت الأولاد إلى أخصائي في علم نفس الأطفال بعد وفاة مورين. كانوا جميعاً مصدومين إلى حد ما. حسناً! من الطبيعي أن يكون هذا حالهم بعد وفاة والدتهم، لكن أجفال وندي كلما رفعت صوتي . . . رفضت أن تتكلم مع الطبيب النفسي، ولم أستطع القيام بأي شيء كي أجعلها تتكلم ".

" يا له من التزام اخذته على عاتقك "
تكلم بيرس وهو يحشر يديه في جيبيه، قائلاً: " الله يعلم أنني لم أقصد ابداً أن أفعل ذلك ".

" إذا لماذا أخذتهم بعهدتك؟ ".

قال بيرس منفجراً: " ظننت أن الأمر سيكون سهلاً. قبل وفاة مورين لم يسمحوا لي أن أفعل أي شيء. كانوا هادئين . . .هادئين بشكل غير اعتيادي . . . لابد أن مورين أمرتهم أن يدعوني وشأني، ولا يسمحوا لي أن أفعل أي شيء لأجلهم. بعد أن أعطيت وعدي وقمت بالعهد، بدأت أرى الهوة التي قفزت إليها ".

" الهوة؟ ".

أجاب بيرس: " خططت لأن أوظف مدبرة للمنزل، ثم أعود إلى المدينة بدا هذا أمراً سهلاً. فكرت أنه يمكنني أن آتي خلال عطلات نهاية الأسبوع، حين يتسنى لي الوقت، فأربت على رؤوسهم. وينتابني شعور جيد لإبقائهم مجتمعين، ثم أتركهم من جديد ".

" لكنك وجدت أنهم بحاجة ماسة إلى شخص عطوف، وليس مجرد مدبرة للمنزل؟ ".

" لا يمكنني أن أفي بهذا النوع من الالتزام ".

" لماذا؟ ".

" هذا ليس من شأنك ".

حسناً! متى كانت الأمور التي ليست من شأنها سبباً يمنعها من التدخل؟ لم يعد بإمكانها أن تتراجع الآن. سألته بحذر: " الأنك كنت تعود إلى والدتك تارة، ثم تبتعد هنها تارة أخرى؟ ".

من ينقذني منك - مايرون لينوكسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن