13

1.8K 191 48
                                    

في السّاعة الثّالثة فجرًا من اليوم العاشر من ديسمبر كان يونغي ما يزال جالسًا بجوار سوكجين من جديد بعد سّاعات النّوم القليلة وغير المريحة التي حصل عليها.

"هيونغ! استيقظت؟"
هتف بها يونغي الذي كان جالسًا باهتمامٍ قُرب سوكجين مُراقبًا أدنى تحرّكاته.

حدّق فيه بعينيه نصف المفتوحتين، كانتا غائمتين كأنّه لم يستعد وعيه تمامًا، همس بضعفٍ تحت قناع الأكسجين
"يونغياه"

أمسك كفّه وعيناه دامعتان
"أجل هيونغ! أنا هنا!"

"ماء.."
قالها بالكاد وهو يُغمض عينيه مُجددًا

هزّ رأسه عدّة مراتٍ بسرعةٍ
"حسنًا.. حسنًا"

نهض مُحضرًا قارورة ماءٍ بسرعةٍ ثم أسند سوكجين ليساعده على رفع القناع وتجرّعها وهو يشعر ببرودة جسده الغريبة، ورغم العطش الذي يُحرِق حلق سوكجين لم يستطع إلّا تجرّع رشفات قليلةً قبل أن يعاود الاستلقاء.

سأل يونغي بقلقٍ
"هل اكتفيت؟"

لم يستطع إلّا هزّ رأسه قليلًا بوهنٍ.

مجددًا نادى سوكجين
"يونغياه"

انتقل ليجلس بجواره على السّرير ويحيط كفّه بيديه بعناية
"نعم هيونغ"

تجمّعت الدّموع في عينيه نصف المفتوحتين
"أشعر.. أنّي مريض.. جـ.. جسدي يؤلمني.."

دلّك كفّه بهدوءٍ وهو يتمالك دموعه
"لا بأس.. لا بأس"

تابع
"رأسي يدور.. وحلقي.. جافٌ جدًا.. أشعر.. أشعر أن كل مكان في جسدي يحرقني"

تساقطت دموع يونغي ليمسحها بسرعةٍ
"لا تقلق هيونغ، الطّبيب سيُعالجك"

رفع سوكجين كفّه المُرتعشة إلى خدّ يونغي ليضعها عليه بهدوء ويمسح بإبهامه إحدى دموعه، ارتعش يونغي لبرودة أنامله قبل أن يهمس سوكجين بابتسامةٍ واهنةٍ
"لا.. تبكِ"

لكنّ عند تلك اللحظة لم يعد يونغي قادرًا على الاحتمال لينفجر بالبكاء أخيرًا راميًا رأسه على صدر سوكجين ومحيطًا جسده بذراعيه، منذ أن راقب الإبرة تنغرس في ذراع سوكجين وبكى بمرارةٍ لم يترك دمعةً واحدةً تسقط، لكنّه مُتعبٌ وخائفٌ جدًّا
"آسف هيونغ"

لماذا تبكي يونغي؟ لا تقلق، أنا بخير.. سأكون بخير.. آسف لإخافتك

حرّك ذراعه بتعبٍ ليترك أصابعه بين خصلات شعر يونغي دون أن يقول شيئًا، ويضع يده الأُخرى على كتفه، شعر بارتجافٍ جسده إثر بكاءه ودموعه التي تُبللّ صدره، حاول سوكجين أن ينتظره حتّى يهدأ لكنّ جسده أعاده إلى النّوم قبل ذلك.

استمرّ الأصغر باحتضانه والبكاء لوقتٍ طويلٍ، وحتّى عندما توقّف عن البكاء لم يرفع نفسه عن سوكجين، كان شعوره بصعود وهبوط صدره إضافةً إلى نبضات قلبه يُشعره ببعض الرّاحة، كم خشي أن يفقد هذه النبضات في الأيام الماضية.

عند وقت الكشف الصباحيّ أخبر يونغي الطّبيب بما حصل ليشرح له
"بما أنّ العقار بدأ بمغادرة جسده سيمرّ بأعراض الانسحاب؛ آلام في العضلات، غثيان وتقيؤ وإسهال، تشنجات في البطن، برودة الجّسد، قشعريرة وارتعاش الأطراف، تعرق شديد وسيلان الأنف، اضطرابات نومٍ قد تكون أرقًا أو على العكس الإرهاق والنّوم.."

حدّق يونغي بصمتٍ ثمّ سأل
"حتّى متى؟"

"الأسوأ سيمرّ خلال اليومين الأولين لمغادرة المادّة الجسم، ثمّ ستبقى الأعراض إلى أسبوعٍ بحدٍّ أقصى"

هزّ رأسه بفهمٍ رغم الألم الذي شعر به، شدّ قبضتيه وأقسم في داخله أنّه سينهي ذلك الرّجل مهما حدث.

بعد مغادرة الطّبيب التقط يونغي هاتفه فقد سمع صوت رنينٍ، لكنّه أدرك أنّه كان هاتف سوكجين!

التقطه بدهشةٍ ليعقد حاجبيه عندما ميّز رقم ذلك الهاتف العموميّ

أجابه
"ألو؟"

"شـ.. شوقا هيونغ!"

صرّ من بين أسنانه
"كيف تجرؤ أيُّها الوغد؟!"

"مـ.. مهلًا هيونغ! أقسم أنّي لم أرد أذيتكما بأيّ شيء!"

أجاب بصوتٍ ساخرٍ وأخذ صوته يعلو شيئًا فشيئًا
"أوه حقًّا؟! ماذا عن المسلّحين المُختبئين؟ ماذا عن الذي حاول قتلك أمامي؟ هل استمتعتَ بتمثيليتكَ وبرؤيتي أرتجف خوفًا عليكَ؟! وماذا عن جين هيونغ؟! جين هيونغ كان.. اللعنة تايهوينغ لقد أوشكت أن أفقده بسبب ولائك المُبهر!"

ارتجف صوت الآخر والدّموع تجمّعت في عينيه
"هيونغ! أقسم أنّي لم أُخطط لكلّ هذا! كُلّ ما فعلتُه أنّي أخبرته برسالتك، وأنّك تتعقّبه! هو من ربط الخيوط ببعضها وقرّر استخدام كلّ منّا ضدّ الآخر! حتّى أنّي لم أعلم بشأن الفخّ أو محاولة قتلي ولا حتّى بحقنة سوكجين!"

"اخرس تايهيونغ! الأمران سيّان!"

"انتظر أرجوك.. أعرف أنّي لا أستطيع التّبرير ولا التّعويض.. كنت خائفًا من فقدان مكانتي ومواجهته، بربّك هيونغ أنت تعرف ما يمكنه فعله! لذلك قررتُ استخدام الموقف في صالحي دون أذيتكما، يبدو أنّي فشلت.. لكنّي أريد المُساعدة حقًّا هذه المرّة!"

ضحك يونغي بسخريةٍ
"وتريدني أنّ أصدّق ذلك؟! آسف سأغلق"

"الحادثة.."

انتظر يونغي بقيّة كلامه

"أخبرني عن الحادثة قبل سبع سنوات.. الشّاب الذي كان في السّيارة.. والسّيارة أيضًا.. هل يمكنك وصفهم لي؟"

"هل تسخر منّي الآن تايهيونغ؟!"

"أرجوك أخبرني!"
كانت نبرته جادّة مما جعل يونغي يُذعن له على مضض
"سيّارة حمراء اللون، حديثة الطّراز، أعني في ذلك العام، أتذكر الأرقام الأربعة الأخيرة منها 1404 ، الشاب بدا لطيفًا ويانعًا، كان يرتدي نظّاراتٍ طبيّة.. هذا ما أذكره"

سمع بكاء تايهيونغ على الطّرف الآخر، شعر ببعض القلق والاستغراب
"ما الأمر؟!"

أجاب من بين شهقاته
"هيونغ.. إنّه أخي!"

Never Gonna Let You Go | KSJ × MYG ✔Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon