47

3K 149 74
                                    

"ضجت؟" سألت بضحكة

"وش رايك؟" سألت ببرود

"يعني ضجت" أرخت كتفيها بحزن

"لا" أجبت دون النظر إليها

"والله صديق طفولة مو أكثر" قالت مبررة

"لا تحلفين.. قلتلك ما زعلت"

"جذاب.. نظراتك فاضحتك.. مبين ضجت"

"كيف لازم ما أزعل وانتي استقبلتيه بكلمة (حب الطفولة)؟" توقفت عن السير

"وإنت حب حياتي.. شايف الفرق العظيم؟" قالت ببلاهة

"تحاولين تقنعيني يعني؟" قلت متهكماً

"يا أخي الكلمة طلعت بدون وعي.. لا تكبرها" ضربت كتفي بخفة

"مو مهم" واصلت السير
"وين تبينا نروح الحين؟" سألت مغيراً الموضوع

"لبيت جدي" أجابت

"نوقف سيارة ولا حافظة الطريق؟"

"أعرف الطريق بس بيتهم بعيد فلازم ناخذ سيارة" ركبنا سيارة أجرة واتجهنا إلى العنوان الذي وصفته مرام.. وصلنا بعد قرابة الخمس عشرة دقيقة لننزل أمام بيت كبير

"هذا البيت؟" سألتها

"إي"

"مو كأنه كبير على جدك وجدتك؟"

"خوالي وعوائلهم ساكنين بهالبيت" اقتربت من الباب ورنت الجرس
"وبالمناسبة.. جدي متوفي فلا تجيب سيرته ولا سيرة أمي حتى لا تنقلب القعدة مناحة" حذرتني

"كم خال عندك؟" سألت

"أربعة.. واحد منهم عزابي.. تقريباً بعمرك" أجابت.. فتح شاب الباب بعد قليل

"يا هلااا" قال مباشرة ما إن رأى مرام.. قفزت هي متعلقة بعنقه ليقهقه ويضمها بشوق.. نظر إلي بعد أن تركها

"سلام عليكم" حييته

"عليكم السلام.. يا هلا بالنسيب" حياني بحرارة كبيرة
"تفضلوا.. يا هلا بيكم" قال وسبقنا إلى الداخل

"هذا خالي أمين العزابي" قالت واستدارت لتدخل

"لحظة" أوقفتها
"يعرفوني؟"

"إي.. عمتي قالتلهم بس غيرت القصة شوية.. خلتنا نتزوج بطريقة تقليدية.. صالونات مثل ما يقولون" أجابت ثم دخلت لأتبعها.. دخلنا لنجد قبيلة كاملة في الداخل لاستقبالنا.. شعرت بالصدمة على عكس مرام التي تلألأت عيناها.. كان عليها إخباري أن لديها كل هؤلاء الأقرباء في هذا المنزل لكي أكون جاهزاً نفسياً لهذا الترحيب الحار.. استقبلني الجميع بالقبلات والعناق وكأنني فرد قديم من العائلة.. ما هذا الجو الدافئ وكمية الحب الهائلة؟.. كانت جدتها تجلس على الأريكة بابتسامة هادئة.. إنها تبدو مجعدة كالخوخ المجفف
"بيبييي" قالت مرام وركضت نحوها.. جلست على الأرض وأمسكت يدها لتقبلها

لكنها صغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن