حكم بلا نجاه

البارت الخامس عشر

فى صباح اليوم التالى /

دلف عمر الى غرفة الفحص ببسمته المعهوده قائلا : صباح الخير يا أنسه رنا حمد لله على السلامه

لتبتسم له رنا كرد

ولكن قبل ان تنطق بشئ

تتفجأ بشئ ما يدفش عمر من الخلف الذى مازال مستندا الى باب الغرفه
ليحاول عمر الاحكام لكى لا يقع
ثم يلتفت بسرعه الى الخلف وعيناه تشع بلهيب الغضب
لتتقابل عيناه مع هذا التافه اخوه
الذى يبتسم ببلاهه وكأن شئ لم يكن

عمر بنفاذ صبر : انت مجنون يا بنى انت بتعمل ايه !
ليعقد كريم يده امامه قائلا ببسمته المستفزه : انا كلمتك !
متوسع كده يا أخى خلينى اشوف صدقتى اللى مقضياها نوم من امبارح دى !

ليفرغ عمر فاه من كلام اخيه لابد انه سيجعله يجن بالأخير او يصيبه بشلل نصفى
ليقول بتعجب : مقضياها نوم !
يا حبيبى انت فى مستشفى مش فى اوتيل !

اغمض كريم عيناه بإستمتاع قائلا : يااااه اخيرا حسيت بيا واعترفتلى بمشاعرك يا مورى !
متعرفش الكلمه دى انا كنت مستنيها من امتا !

وضع عمر يده فوق رأسه وهو يحركها يمنا ويسارا بمعنى لا فائده

اما عن كريم وقف على اصابع قدمه كى يتخطى طول عمر الذى يحجز بينه وبين باب غرفتها
وينظر لها نظرته البلهاء تلك ثم يلوح لها بخفه

لتنظر له رنا بتعجب من تصرفاته " من هذا هى لم تراه من قبل "

فيزفر عمر بنفاذ صبر ثم يجذبه من ياقه قميصه ويقوم بإدخاله الى داخل الغرفه
قائلا : ادخل الله يخربيتك هتفضحنا !

لم يبالى كريم كثيرا لحديثه ثم يوجهه بصره نحوها قائلا : عامله ايه النهارده يا نيومه انتى !

ابتسم عمر بإستحياء وهو يمدد يده فى شعره البنى الكثيف قائلا : ده أخويا الصغير معلش انا أسف !

لتبتسم له رنا قائله : لا ولا يهمك يا دكتور

ليرفع كريم حاجبيه بغيظ قائلا : الله اشمعنا هو بتكلميه انا امبارح فضلت اكلمك كتير ومردتيش عليا

رنا بإندهاش : كلمتنى !

ثم أرجعت رأسها الى الخلف وأغمضت عيناها بوهن وقالت : انا ايه اللى جبنى هنا ... مين اللى جابنى المستشفى هو حصل ايه انا مش فاكره حاجه

بدى على عمر علامات الاندهاش فهل هى لم تتذكر شئ يبدو ان نوبتها تلك كانت شديده للغايه

حسم عمر أمره ثم قال بهدوء وابتسامته لا تفارقه : أبدا انتى ضغطك وطى فجاءه بس و اغمى عليكى ومامتك جابتك هنا

ليهمس له كريم الواقف بجواره فى أذنه قائلا : و صحبتها القمر كمان

ليرد عليه عمر بلكمه فى بطنه دون ان يراهما احدا
ثم قال وهو يجز على اسنانه : اخرس يا زفت هتودينا فى داهيه