قصة١(الأسوأ )

13 2 0
                                    

ماما ما الذي يشعر به الشخص وهو يحتضر ؟
لا لا ..امي لم تجد الجواب الصحيح اكتفت "..بأنه يحتضر ،وهل هناك أسوأ من ذلك يا بني ؟"
ماكان هناك شيء اسوأ بالطبع حينها كنت فتى في الخامسة من عمره لكني كبرت في الاخير وتعرفت على الأسوأ

كانت هناك فتاة ذات جمال صارخ تبرق من بعيد كأنها نجمة مستحيلة المنال... كنت اسأل مرارا وتكرارا صديقي الاحمق هل تراها كما افعل انا!انسانة ام ملاك ثملت كثيرا وانا احدق بملامحها من بعيد وما فكرت بالاقتراب بتاتا
لكن الاحمق كثيرا ماقال اقترب، اقتربت ..فصفعني
كان يطعمني الكثير من الصفعات وانا بدون خجل بل وبكل فخر اعلن امامكم ،امامكم يختلف على الذي امامها بكثير
هي وانتم لا مجال للمقارنة
امامها انساني..انساكم..انسى صفعات صديقي، غباه، شخصه، امي، ابي، حياتي، والهواء الذي استنشقه والحبر الذي اكتب به
ورغم الذي كنت اعيشه داخلي من اضطرابات شوق، اغتيال، حب، تمرد، تردد..كنت اقنعني باني معجب فقط واصدقني واكذب اكثر
كنت اصادق فتيات اخريات العب بهن ؛اراقصهن على أطراف اصابعي كنت وسيما انذاك..
تاتي ليلى، فسلمى، منال والقروية ذات الشعر الاشقر الذي لطالما كرهتها كانت تكبرني بسنتين وبالرغم من ذلك كانت تحبني ،ارى افكارها من خلال عينيها الزرقاوتين الشفافتين ،جهنم!كنت اصرخ جهنم!امامها
كانت ترتعب وتبتعد وانفجر ضاحكا بعدها وانا اروي ذلك لصديقي ثامر الغبي الذي تحدثت في البداية عنه، اسمه تامر، بالضبط.
..ثم اتفاجئ ببكائي امام المرآة بينما كنت انوي غسل وجهي فقط..كنت اتألم كثيرا وامي كانت تسألني
"بني.."بنبرتها الرقيقة لطالما اخبرتني انها حزينة لحالتي، لكن ماكنت اخبرها كنت خائف من ان تطردني وتمنع عني اللذيذ من الذي تحضره يداها ،تخيل اموت جوعا!تفعلها لامحال خصوصا اذا اخبرتها اني احب
كما تعلمون ياسادة الامهات يغرن!ستلقي بي الى الشارع بيديها التي اطعمتني، عطفت علي، عانقتني
ليست سهلة غيرة الامهات!ساكرهها لا استمر طبعا في ذلك فقط للحظة ؛ستترك مايسمى بالبصمة الثقيلة ..التي لطالما تجنبتها
كنت احلم بفتاتي كثيرا سيئ جدا ياتي عقلي الباطني بالمعجزات يسعدني للحظات ثم تنتثر وفقا لطبيعتها وتنتهي واتعذب
كنت احلم بفتاتي ايضا حين لا يكون لعقلي الباطني شأن، في النهار
مرة كنت في المكتبة وحيدا اقلب صفحات رواية الزئبق وتمنيت لو كنت كالقبطان لونكور ولدي قدرة على احتجاز فتاتي كما احتجز هازيل واقنعها انها مشوهة لكي اضمن بقاءها داخل جزيرتي
احبها اكثر وتحبني حتى لو قصرا
انها مشوهة!وانا اتحمل بشاعتها
عليها أن تحبني
ثم ظهرت من حيث لاادري هازيل خاصتي وكأنها وثبت من الرواية
اقتربت ..
اوه..لم تقترب لاجلي بل لاجل الرواية..
سالتني ..عن العطش
العطش الذي اجتاحني عندما رأيتها ماكان ليزول حتى لو اقدمت على شرب بئر كامل
عفوا سالتني عن رأيي في الخاتمة الثانية اجبتها "آميلي نوثومب مهما يكن الذي تكتبه سيعجبني حتما، إذ أنها تفوز باعجابي في كل كلمة في كل رواية ...
لا تختلف الخاتمتان عن بعضيهما بكثير إذ ان العجوز يموت في الاخير وتسلمان كلا من هازيل والممرضة منه
تغيرت الاحداث لكن النتيجة واحدة"

وضعت يدها على يدي.. كتعبير على الامتنان
لكن على ماذا؟
هل لانها مكنتني من التعرف عليها عن قرب، من رؤية عينيها ...ولدت ٢آيار لكن ذلك تاريخ آخر ولدت فيه ومازلت اتذكره ..كأنها أذابتني واعادت تشكيلي مجددا
وبقيت لا اصلح الا لها ولاجلها
هززت اغصان قلبي بل اقتلعتها من عليه!
تشعر بالامتنان!!تشكرني بكل وقاحة
على ماذا؟
بعد تلك اللحظة احتجت بشدة للاعتراف لها
مر شهر كامل من التردد من ذلك خوفا من الرفض..رغم أنها كانت حين ترمقني بعد تلك اللحظة تلقي التحية علي !

ا

قدمت على فعل ذلك في الاخير 
القيت آلاف من صفعات صاحبي ،كثير من أسئلة امي، خطواتي الذي انفقتها بسبب ترددي عبثا، اللحظات التي فكرت فيها بشأن قضيتي مع الحب (الحب صعب جدا )و دموع رجل بائس لا فتى في الخامسة من عمره  في حضنها
وقلت "احبك "
خسارة كان علي أن ادبر مكان افضل من حديقة بجانب حاوية القمامة
الفتيات تحب الشموع والنجوم واي شيء مشتعل
ابرايكم  الحريق الذي كان داخلي وقتها الم يكن كافي!
ونسيت امر الورد والرسائل كثيرا ولم انتبه لسلسال الذهب الذي على رقبتها
كان سلسال جميل ،ياللخسارة
كان يفترض ان يكون الاسم الذي عليه "نازلي "
لا
ع
م
ر
ألاعيب الفتيان !هزمتني
صدمت الفتاة
شحب وجهها ولم تنبس بكلمة الا بعد اعتذاري الكثير الذي انصب عليها مرة واحدة
وقالت "آسفه، لم انتبه!"
ياه ..هل يجب أن تنتبه الفتيات لهذا الأمر قبل الرجال دائما؟وذلك امر آخر كان علي أن انتبه له
وهل ينفع الاعتذار   ،الآن .صرخت داخلي
بكل برود، ومازلت لا اعرف من اين اتيت به انذاك
حملت صخبي وسرت مغادرا من المهزلة التي اوقعت نفسي داخلها
اوقفتني وقالت "انس...ساسافر هذا السبت..لا بد عليك ان لا تراني كي تنسى.."
لماذا انسى؟هل يجب علي أن انسى كي اسعد حضرتك
لم انبس بكلمة من ذلك يا سادة  ولم اتمنى قط
خفت حتى تلك اللحظات أن اجرحها
الحت "ارجوك تكلم.."
"هل ستعودين؟"
"ابقي حبيني "بابتسامة مخادع قلتها
كانت أكلتني هذه الاخيرة لو لم اقلها
فعلا ،انا وقح
ياسادة لا يهمني الذي تقولونه عني بتاتا .

توجهت بلا بكاء
ياويلتي كان داخلي ينهار ويتفرغ
و وانا اشعر بقلبي وهو يتمزق وحمى كبدي
لم اخبر احدا بالذي جرى لي حتى صديقي
اعرف اني خيبت ظنونكم !لكن هناك جانب مشرق
صديقي تزوج القروية التي تكبرني بعامين احبها كثيرا واحببته اكثر لاحقا لديهما طفلتين 
كبرتا الطفلتان دخلتا المدرسة الابتدائية ،ازور صديقي كثيرا
ومازلت احبها؟
متى تعود؟لتحبني..!
هناك الاسوأ من الاحتضار هو الانتظار
الانتظار بلا جدوى



بصمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن