PART 10

400 16 12
                                    

" لن أستطيع تحمل كتمان مشاعري !! "

ذهبت ماريا وبعدها قال جاك " إليزابيث .. أنظري "
إليزابيث " لو استطيع لنظرت "
جاك " أكيد أن دانيال نقل لك عدوى السخافة ... قلت لك لا يجب أن تمضي وقتاً طويلاً معه فالمرض خطير جداً "
رد عليه دانيال بحنق وهو يضع يده تحت ذقنه ويسند ذراعه على الطاولة بملل " أنظروا للذي يحمل مرض التفاهة الآن ... إليزابيث نصيحة مني اهربي إلى غرفتك قبل أن يؤثر عليك "
جاك " يال سخافتك دانيال "
قطعت إليزابيث شجارهما بضحكاتها الرقيقة ثم قالت " ألا يمكنكما الجلوس بدون شجار "
دانيال " هو البادئ "
جاك " لم استطع احتمال سخافتك "
دانيال " لم أقول حرفاً واحداً إلا بعدما ابتدأت بالاستهزاء "
إليزابيث " كفاكما شجاراً الآن ولنسمع ما كان جاك سيقوله "
جاك " حسناً ... لقد وجدت إعلاناً كان معلقاً على الحائط .... فعندما قرأته وجدت أن المسكن يقيم مسابقة عزف وغناء للتسلية "
رد عليه دانيال ببرود " وبعد "
جاك " ما رأيكم أن نشترك بها ... فإليزابيث تغني وانا ودانيال نعزف "
إليزابيث " يبدو هذا مسلياً لمن لا أخفي عليكما إنني أخجل من الغناء أمام الناس "
جاك " لا تقلق فأنت على الأقل لن تريهم كما أنك ستغنين أمام ثلاثة حكام كما هو مكتوب بالإعلان وحسب ظني هذا عدد قليل ولا يدعو للخجل "
بدأت إليزابيث تقتنع بالفكرة فقالت بصوت متردد بعض الشيء " أظن أنها فكرة جيدة ... لكن على أيّة آلة ستعزف أنت "
جاك " أنا أعزف على الكمان "
إليزابيث " أعشق صوت الكمان أنه رائع "
قاطع حديثهما دانيال وقال بحنق " لم تسألاني عن رأي ... ام أنه لا رأي لي "
رد عليه جاك بحنق أكبر " أخبرنا برأيك أيها العبقري "
دانيال " أنا منسحب "
جاك " دانيال لا تكن سخيفاً "
دانيال " أنا لست سخيفاً .... لكن هذا رأي وملاحظة أخرى ... هذه المسابقة مضيعة للوقت "
وضع جاك كفه تحت ذقنه وقال بتذمر " من يسمعك يقول أنك تقضي معظم وقتك بأعمال مهمة ... انت لا تفعل سوى قراءة الكتب وعزف البيانو ما المهم بالموضوع وقتك ضائع لا محالة
"
وقفت إليزابيث وقالت " لا فائدة ترجى من جدالكما "
ثم توجهت لخلف دانيال وضمته وقالت " من أجلي دانيال ... أرجوك "
ثم تركته وتوجهت إلى أمامه وابتسم دانيال وقال بنفسه ( وهل سأرفض لك طلباً )
ثم وقف وأقترب من إليزابيث ثم همس بلطف قائلاً "من أجلك فقط "
ثم التفت إلى جاك مع انه من المؤكد لا يستطيع النظر إليه ثم قال " من تبدأ المسابقة "
قفز جاك من مكانه وقال بصوت فرح يغزوه الأمل "بعد أسبوعين من الأن "
دانيال " حسناً إذن .. سوف نبدأ التدريب في الأسبوع القادم "
إليزابيث " أشكرك دانيال "
دانيال " ألن تختاروا الأغنية ؟؟!"
إليزابيث " بلا .. اريد أن اغني أغنية (HELLO ) "
دانيال " لم تختارين الاغاني الحزينة دائماً "
ردت عليه إليزابيث محاولة تبرير موقفها " اما لم اخترها لانها حزينة بل لأنه يشترك فيها البيانو والكمان وإن كنت ترغب في تغيرها فلنفعل "
دانيال " كما تردين سوف نقدمها .. والأن فلنكف عن الثرثرة ولتعودي للتدريب " ثم جلس على كرسيه من جديد .
توجهت إليزابيث إلى كرسيها ثم جلست عليه بعد ان قالت " حسناً "
فتح دانيال الكتاب وقال بعد ان امسك بأصبع إليزابيث ووضعه على الكلمات " أقرئي هنا "
اخذت إليزابيث تقرأ وتقرأ لوقت طويل إلى أن استوقفها دانيال بقوله " أحسنت .. إن قراءتك تتحسن وسرعتك تزداد "
إليزابيث " حقاً "
جاك " هذا صحيح .. باتت قراءتك جيدة وتقريباً خالية من الأخطاء .. انت تتعلمين بسرعة "
ابتسمت إليزابيث قبل أن تقول " أشكركما على تشجيعي " ثم عادت للقراءة
وجرى هذا اليوم بدون أية احداث تذكر ومر أسبوع كذلك وكانت أيام إليزابيث تسير بشكل جيد لولا ماريا التي باتت تتقرب منها أكثر وأكثر ... من يعرف ماذا تريد .. وما الذي تخطط له .. وما هي علاقتها بإليزابيث .
وبعد أسبوع ...
استيقظت إليزابيث من نومها وتناولت فطورها بصحبة جاك ودانيال ثم ذهب كل منهم إلى غرفة الموسيقى للتدرب وقد كان هذا اول يوم يتدربون به .. وأخذوا بالتدريب إلى ان انقضت ساعتين كاملتين بعدها ذهب كل منهم إلى غرفته ليستريح .
وفي داخل غرفة إليزابيث ...
كانت هذه الحسناء تجلس على سريرها وتفكر بأمور كثيرة تشغل بالها .. وخارج الغرفة كان هنالك من يدبر لها الشر .. كان هنالك من يحاول تحطيم حياتها .. لقد كان هناك خمس فتيات تقريباً يتخاطبن فيما بينهن فقالت الأولى " ماريا .. هل انت متأكدة من انها في الداخل ؟؟؟! "
ردت عليها ماريا بهمس قائلة " نعم انا متأكدة من هذا .. فقد سمعت صوت دانيال وهو يوصلها إلى غرفتها .. وأنتن تعلمن بأن سمعي لا يخطئ "
أما الثانية فقد قالت " وهل هي وحدها ؟؟! "
ماريا " بالتأكيد .. فكيف لي ان أحضركم إلى هنا وأنا غير متأكدة من انها وحدها "
الثالثة " إذن .. لندخل "
الجميع " هيا "
توجهت الفتيات إلى باب غرفة إليزابيث وفتحت إحداهن بقوة كبيرة مما أحدث صوتاً قوياً هز إليزابيث فارتجفت وقالت بصوت يحمل شيئاً من الفزع " من .. من هنا ؟؟!"
قالت الأولى ويبدو انها رئيستهم او شيئاً من هذا القبيل " نحن جحيمك " ثم ضحكن باستهزاء
فردت عليها إليزابيث قائلة بتوتر " ماذا ... ماذا تريدون مني ؟؟!" ثم وقفت من مكانها وأخذت تتراجع للخلف ببطء
اخذت الفتيات يتقدمن نحو إليزابيث ببطء شديد وقالت الأولى " جئنا نسترد حقوقنا منك "
إليزابيث " حقوق ؟؟! ... عن أي حقوق تتكلمن .. أنا لم آكل حق أحد من قبل " ثم وقعت على الأرض أثر تعثرها بشيء كان ملقاً على الأرض والتوى كاحلها .. وأخذت تتراجع أكثر وأكثر وهي تحاول زحزحة جسدها باستخدام يديها إلى أن وصلت إلى الجدار والأن ... لا مجال للهرب منهن
اقتربت منها إحداهن وقالت " أي حقوق .. وتسألين أيضاً .. ماذا عن دانيال وجاك .. أنا أحب دانيال منذ سبع سنين تقريباً .. أحبه لشخصيته وأخلاقه لكن .. لكنه لم يعرني أي أهتمام .. فقط بت أسعد عندما أراه سعيداً أو بعيداً عن المشاكل ... أنا حقاً أحبه .. وأنت .. وأنت مجرد تافهة غبية أتت حديثاً إلى هنا وسرقت قلبه من أنت ليحبكِ ؟؟! "
انعقد لسان إليزابيث ولم تستطع الدفاع عن نفسها كيف تبرر لهم موقفها ؟؟ .. كيف تقنعهم انه لا علاقة لها بالأمر ؟؟ .. كيف تقول لها بأنها ليست مسؤولة عن مشاعر دانيال .. كيف تستطيع نطق هذه الكلمات وقلوبهن تشتعل من الغضب والغيرة ؟؟! ... كيف ؟؟ .. بدأت فتاة أخرى بالحديث فقالت " أما عن جاك .. فأنا أعجبت به منذ زمن طويل ولا أذكر متى بالضبط .. ربما منذ أن كنا ندرس في المرحلة المتوسطة .. فقد كنا ندرس في المبنى الأخر حيث يوجد مدرسة داخلية خاصة بنا نحن .. لقد أعجبت مرحه .. وأعجبت بشخصيته الرائعة .. ونبرة صوته .. بكل شيء .. أحببته بل وعشقته ... لكنه لم يعرني أي اهتمام .. لماذا ؟؟! ... لم أكن أعرف السبب ولكنني لم أستسلم .. بقيت سنيناً أسيرة لحبه والآن ... أنتِ تأتين بكل سهولة وتجعلينه يحبك ... أي شخصية تملكينها ؟؟! ... أي جاذبية تحملينها ؟؟ .. أنا .. أنا لا أفهم ما الذي يجري ؟؟! "
شعرت إليزابيث بألم يعتصر قلبها .. نعم .. فقد أحبت هؤلاء الفتيات جاك ودانيال بكل ما لديهن ... كما .. كما أحبت هي جوش وعشقنهما ... كما عشقت هي جوش تماماً ... والآن هي تشعر بهن ... تشعر بآلامهن ... نعم فالتجاهل ... أصعب ما يمكن أن يحس به الأنسان ... فقالت بنبرة بكاء " أنا أعلم ما صعوبة ما تحسون به لكني أقسم لكن ... لا علاقة لي بالموضوع "
وجهت ركلة قوية إلى معدة إليزابيث وتلتها صفعة قوية على خدها الأيسر ثم قالت الأخرى " لكني لا أسامحك ولن أسامحك هل تفهمين ... لقد أخذتي أغلى ما أحلم به ... أخبريني هل ستسامحين من أخذت الشخص الذي تحبيه ؟؟!"
تذكرت إليزابيث تلك الفتاة التي يحبها جوش ثم قالت في نفسها ( بالطبع لم أسامحها ولن أسامحها ... لكني .. لكني تغلبت على أمر حبي لجوش .. فلينعم هو وحبيبته تلك بالجحيم ... فأنا أكرههما معاً ... وأكره كلما يتعلق بهما ... نعم أكرههما ) ثم قالت موجهة كلامها للفتيات " أنا لم أسامحها ولن أفعل ... لكني على الأقل .. لن أسبب لهما أي شيء .. أنا سأتركهما وراء ظهري وابدأ حياة جديدة ... وحباً جديداً سوف يكون أفضل من سابقه .. وأنتن .. أظن أنه عليكن أن تفعلن مثلي "
ضحكت فتاة أخرى باستهزاء وقالت " ومن ستختارين ليكون حبك ... دانيال أم جاك .. أم ربما ستحبين الاثنين "
صرخت إليزابيث بنبرة بكاء وهي تقول " قلبي سيختار وليس أنا "
وجهت صفعة أخرى إلى خد إليزابيث الأيسر فحاولت هذه الأخيرة النهوض على النهوض على قدميها لكنها تألمت أكثر لأن كاحلها كان ملتوِ فأطلقت صرخة عالية ومتألمة ... لم تكن كافية ليسمعها أحد عادي خارج الغرفة لكن ... هنالك شخص آخر سمعها ... شخص لا يملك سمعاً عادياً أبداً ... استطاع بسهولة أن يحدد صاحبها ... يا ترى من هو ؟؟! ...

انتفض ذلك الشاب الجالس بغرفته أثر سماعه لتلك الصرخة فنهض بسرعة من على سريره وهو يقول بصوت هامس وقلق " إليزابيث ؟! "
ثم خرج من غرفته بسرعة وتوجه إلى غرفة إليزابيث بسرعة جنونية ثم وقف عند الباب بصمت ليحدد من في الغرفة وماذا يريد ؟ .. وبعد دقيقة استطاع هذا الشاب أن يحدد من في الغرفة بسبب سماعه لأنفاسهن وأصواتهن فصرخ بنبرة غضب لا توصف هزت مسامع كل الموجودين " توقفن !! "
توقفت الفتيات بسرعة وتباطأت أنفاسهن وعم الصمت لدقائق معدودة إلى أن حطمه صوت إليزابيث الباكي وهي تقول " دانيال ... ساعدني أرجوك "
توجه دانيال بسرعة نحو إليزابيث ببطء متخطياً الفتيات ثم وقف أمامها مواجهاً للفتيات وقال بصوت عصبي جداً " ابتعدن عن إليزابيث حالاً "
صمتت الفتيات ولم ينطقن بأي حرف واحد ولم تقمن بالحركة أو بالسير ولو قيد أنملة فضرب دانيال قدمه اليمنى بقوة بالأرض وقال بصوت صارخ وأكثر عصبية " ألم تسمعن ما قلت ... أخرجن حالاً وإلا "
ارتعشت قلوب الفتيات لهذه الصرخة لكن الصمت ما زال عنوانهن وغلامات الاستفهام والتعجب هي ما تحمله ملامحهن .... لكنهن وبنفس الصمت تحركن بضع خطوات للخلف ثم خرجن من الغرفة وأغلقن الباب خلفهن .
وفي خارج الغرفة ....
وقفت الفتيات والصدمة بادية على وجوههن فقالت الأولى " لا أصدق ... كيف ؟؟! .. كيف وقف بوجوهنا وصرخ بهذه القوة ؟؟ ... لماذا ؟؟ ... لماذا حماها بهذه الطريقة ؟؟! .. أنا .. أنا لست مصدقة لما يحدث "
الثانية " وأنا أيضاً مثلك ... لكن ... لكني أظن أنه ربما قلبه اختارها لأنها لم تعامله أبداً على أنها معجبة به بل عاملته على أنه شاب عادي "
ردت عليها الأولى قائلة بصوت حزين " ربما "


الحب الأعمى ❤Where stories live. Discover now