الفصل الرابع

14.9K 331 5
                                    

نطق معتصم بتلك الجملة وهو ينظر ليسرى الذى يحول نظراته بينه وبين جاسر الذى ينظر اليهما بصدمة ويحاول استيعاب ما قالاه ، قال جاسر بخفوت
- عيدوا اللى جولتوه تانى اكده ؟
نظرا لبعضهما و استوعب هو موقفه وقال بغضب
- انى معنديش بنتة للجواز لان خديجة من عيلة البندارى دى اول حاجة وتانى حاجة هتفهموها من أهناك لانها مخطوبة ويلا اتفضلوا من غير مطرود
فتح باب غرفة المكتب واخرجهما منها بغضب وصفق الباب بعنف وامسك بمزهرية وقذفها فى الحائط فسقطتت مهشمة فى الحال وقال بغضب وهو يضرب الحائط بقبضته
- جايين يخطبوا حبيبتى منى انا ! اغبياء لازم يحمدوا ربهم انهم خرجوا من هنا على رجليهم !
***
يقف جاسر يرتدى حلته الرسمية التى تراه بها خديجة للمرة الاولى ويناقش رسالة الدكتوراه التى حصل عليها بتقدير عال واحتفل الجميع بتلك المناسبة واهدته خديجة قلم بتلك المناسبة ومضى اليوم بسلام وصارت الحياة بروتينة حتى ذلك اليوم الذى
اوقفت خديجة احدى طالباتها تسألها عن زميلتها فقالت الفتاة بخوف
- هيجوزوها غصب عنها يا أبلة وابوها جال انها ما عتتعلمش تانى
حاولت خديجة استيعاب ما قالته الفتاة وقالت بتعجب
- هيجوزوا مرام صاحبتك اللى قدك يا تغريد ؟
اومأت تغريد برأسها وبكت قائلة
- ابوها جال انها كبرت ولازمن تتجوز يا أبلة
- دى عندها ١٢ سنة يعنى طفلة وقاصر ! متعرفيش الفرح امتى يا حبيبتى ؟
تلفتت تغريد حولها وقالت بخوف
- النهاردة بالليل يا أبلة
احتضنتها خديجة وربتت على ظهرها وقالت
- انا عايزة عنوانها يا حبيبتى
اعطتها عنوان الطفلة واخذته خديجة وقد عقدت العزم على منع تلك الزيجة التى تعتبر انتهاك لطفولة تلك الفتاة ، اما يسرى فنظر لها بتوعد انه سيفضح علاقتها الاثمة بجاسر التى انكشفت امامه عندما سمع صرخته بانها حبيبته وتطلب للزواج منه !
***
سارت على اطراف اصابعها ونجحت فى الخروج دون ان ينتبه لها احد ، دلفت للمنزل وجدت عقد القران على وشك ان يعقد فدخلت خديجة بثقة وقالت بصوت جهور
- الجوازة دى باطلة والبنت لسه قاصر مينفعش ليها جواز
اتجهت الانظار نحوها وقال والد الفتاة بعصبية
- ايه اللى عتجوليه ديه ؟ وانتى مين يا ست انتى ؟
امسكت خديجة بالفتاة واحتضنتها وقالت بقوة
- انا خديجة عبد الغفار مدرسة مرام وبقولك ان اللى انت بتعمله غلط يا حاج
- والصح اللى انتى عاملاه يا استاذة ؟ قعادك فى بيت جاسر البكرى لوحدكوا هو الصح يا مدعية الشرف والعفة؟
نطق يسرى بتلك الجملة وهو يظهر صورة بأوضاع مخلة لها هى وجاسر ، شهقت خديجة بفزع وهى تشتد على احتضان الفتاة وهى ترى النظرات حولها باشمئزاز وقال والد الفتاة
- هاتى البت وامشى من اهنه
قالت خديجة باصرار وهى تحتضن الفتاة
- الجوازة دى مش هتم الا على جثتى
رفع والد الفتاة السلاح فى وجهها وقال
- انتى اللى اختارتى يبجى اتشاهدى على روحك يا أبلة .
اغمضت خديجة عينيها بفزع وهى تردد الشهادتين وتشتد على احتضان الفتاة حتى وجدت صوت تحفظه جيدا يقول بحدة بعد ان ضرب يسرى واختطف السلاح من والد الفتاة وضرب طلقة فى الهواء صرخت خديجة على اثرها
- اليد اللى تترفع على مرت جاسر البكرى تتكسر  ! واللسان اللى يخوض فى عرضها يتجطع !
فتحت خديجة عينيها وجدت جاسر يقف بجانبها ويأخذ الفتاة ويشير للضابط الذى اتى معه وقال بحدة وصوت جهور
- انى بجدم بلاغ سب وقذف فى عرض مرتى وشروع فى جتل كمان
اومأ الضابط برأسه و بدأ الجميع ينصرف من الزفاف الذى انفض بمجرد دخول جاسر ولكن جاسر استوقف المأذون وقال آمرا
- هتكتب كتابى عليها
نظرت خديجة له بدهشة وازدادت دهشتها عندما وجدت عمها يضع يده بيد جاسر والمأذون يقول
- جول ورايا يا سيدى .. زوجتك موكلتي الانسة خديجة عبد الغفار البكر الرشيد على كتاب الله وسنة رسوله وعلى مذهب الامام ابى حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمى بيننا
ردد عبد القادر الصيغة ورائه وقال الصيغة التى يقولها جاسر وانتبهت خديجة وهو ينظر لها بنظرة رأتها للمرة الاولى فى عينيه وبعدها حول نظره ليسرى بنظرة قوية وقال بصوت جهور
- وانا قبلت زواج موكلتك الانسة خديجة عبد الغفار البكر الرشيد على كتاب الله وسنه رسوله وعلى مذهب الامام ابى حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمى بيننا
انتهى عقد القران ووقعت خديجة على العقد كالمنومة مغناطيسي واستوعبت صدمتها بعدما غادر عمها ووقف جاسر وضمها بذراعيه وقال بصوت جهور للجميع
- ديه مرتى انى خطبتها من جبل جواز خيتى حلا من خيها ، ديه عرضى وشرفى واى كلب هيستجرى يجول عليها نص كلمه هدفنه مطرح ما هو واجف .. اتجوا شرى احسنلكوا وكمان احنا فرحنا الخميس الجاى وكلايتكم معزومين
اخذها وصعدا لسيارته و اجلسها بجانبه وهنا استوعبت صدمتها واجهشت فى البكاء وقالت من بين شهقاتها
- كانوا هيموتونى والحيوان ده اتهمنى فى شرفى ! البنت كانت هتتجوز ازاى ؟
خفق قلب جاسر وهو يراها لأول مرة بذلك الانهيار واحتضنها فوجدها ترتجف اثر لمساته ولكنه لم يبالى واشتد على احتضانها وقال مهدئا بلهجته القاهرية
- اهدى يا حبيبتى .. انتى فى امان ، طول ما انا موجود محدش هيقدر يمسك بحرف حتى .. خلاص يا خديجة اهدى
استوعبت خديجة موقفها وانها اصبحت زوجته فدفعته فى صدره وقالت بصراخ
- طلقني يا حيوان ! انت فاكر انك استغليت الوضع لصالحك واتجوزتنى امر واقع .. لا فوق لنفسك انا خديجة البندارى يا جاسر يا بكرى ولو صممت تتم الجوازة دى صدقنى مش هتطول شعرة منى طول ما انا عايشة واوعى تفكر فى يوم انك تلمسنى و
بتر كلماتها بقبلة مباغتة منه بدأت بخفوت وبعدها زادها شراسة وهى ظلت تلكمه حتى كبل يديها فى قبضته وابتعد قائلا من بين انفاسه المتقطعة
- حاجة كان نفسى اعملها من اول ما عرفت انك خطيبتى اللى طلبت ايدها قبل ما اشوفها ومن يوم ما شوفتك قاعدة بتقرى فى الجنينة ، حاجة كان نفسى اعملها عشان اثبت انك بتاعتى انا وبس يوم ما لقيت معتصم بيتكلم معاكى فى فرح عمار ولما جه هو ويسرى طلبوا ايدك منى .. انتى مراتى يا خديجة حتى لو غصب عنك .. انتى " زوجتى رغم أنفك " !
***
" سبحان الله كما تدين تدان صحيح "
نطقت حلا بتلك الجملة وهى تخلع سترة اياد الذى جلس على الاريكة واضعا رأسه بين كفيه وقال بعدم تصديق
- مش مصدق ان جاسر اتجوز خديجة من ورايا ومكنتش انا وكيلها ! كنت عارف ان الكذبة بتاعتى مش هتسيبنى لكن مكنتش متخيل ان جاسر هيحول كذبتى لحقيقة ويجى يرميها فى وشى
ربتت حلا على كتفه وقالت بعقلانية
- خديجة غلطتت يا اياد .. خروجها لوحدها وانها تمنع الجوازة دى كانت غلط ولولا ستر ربنا ومعرفة جاسر بخروجها وانه كان وراها كان زمانهم قتلوها هناك ولو مكانش اتجوزها كان  زميلها خلى سيرتها على كل لسان بالصور القذرة اللى ركبهالهم وبعدين هو خطيبها يا اياد و هيعملها فرح انا واثقة ان البلد كلها هتحكى بيه .. ده فرح كبير عيلة البكرى على بنت اخو  كبير عيلة البندارى
زفر اياد بضيق واجلسها على قدميه فتبسمت هى وقال هو
- عارفة انى مطمن عليها دلوقتى اوى
نظرت حلا له بدهشة فقال هو بابتسامة شاردة
- اول مرة من يوم ابويا ما مات هنام وانا مطمن على خديجة بالذات وانها بقت فى عصمة راجل هيصونها و يشيلها فى عينيه
اجلسها على الفراش ووضع رأسه على قدميها واغمض عينيه قائلا
- واخيرا هنام وانا مستريح يا حلا !
***
لم تكف خديجة عن البكاء منذ اتت من الخارج وتمارا تحاول مواساتها وقالت بحزن
- كفاية يا خديجة قلبك هيقف كدة
قالت خديجة من بين شهقاتها وانفاسها المتقطعة من كثرة البكاء
- ياريت ربنا ياخدنى قبل ما يجيى يوم الخميس وارتاح من الدنيا دى كلها
زجرتها تمارا وقالت بعتاب وهى تحتضنها
- حرام عليكى متدعيش على نفسك .. يا حبيبتى والله جاسر كويس وبيحبك يا خديجة
صرخت خديجة وقالت
- وانا مبحبوش .. انا عندى اموت ولا انى ابقى مراته وقسما بالله ما هيلمس منى شعرة ولو عايز ياخدنى هياخدنى وانا ميتة
حاولت تمارا جعلها تخفض صوتها خاصة ان غرفته بجانبهم ولكنها لم تبالى وظلت تصرخ حتى وجدته يفتح باب الغرفة ويقول بهدوء ظاهرى
- فى ايه يا خديجة ؟
شهقت خديجة من دخوله ووضعت حجابها على رأسها فاقترب هو منها واشار لتمار بعينيه لتخرج و ازاح وشاحها عن رأسها فحاولت هى التشبث به ولكنه القاه بعيدا وقال وهو يضغط على حروفه
- انتى مراتى .. فاهمة يعنى ايه مراتى ؟
قالت خديجة بحدة وهى تدفعه خارج حجرتها صائحة
- مش هيحصل يا ابن البكرى الا على جثتى .. سامع يا جاسر على جثتى هتجوزك ولو انت اخر راجل فى الدنيا مش هتجوزك
حاول جاسر السيطرة على عصبيتها خاصة مع اضطراب انفاسها واحمرار وجهها وارتجاف جسدها .. وضع وشاحها على راسها وقال بخفوت
- تعالى معايا عايز اوريكى حاجة
رفضت خديجة ولكنه قال بتهديد
- لو مجتيش معايا بمزاجك انا هشيلك ومحدش هيقدر يقولى كلمة ولا حتى اخوكى .. تعالى بمزاجك احسنلك يا خديجة
استسلمت خديجة وسارت معه حتى وصل بها لمكانه السرى و دلف ممسك بيدها واجلسها على الارجوحة وبدأ يحركها وفتح موسيقى هادئة وقال
- غمضى عينيكى وانسى ان فى حد معاكى وقولى نفسك فى ايه ؟
نظرت له خديجة بحدة وقالت بغضب
- انت عايز توصل لايه يا جاسر
القى جاسر وشاحها بعيدا وبدأ يلعب فى شعرها بحركات مختلفة وقال بابتسامة وهو يزيد من سرعة الارجوحة
- اسرحى بخيالك يا خوخة كأنك لوحدك ... اتكلمى يا خديجة
اغمضت خديجة عينيها و زاد هو من سرعة ارجوحتها و بدأت تستمتع هى بعبثه فى شعرها وغمغمت قائلة
- طول عمرى عايشة فى الروايات وافلام الكرتون .. مؤمنة بوجود السحر اللى حول حياة سندريلا لنعيم وخلاها قابلت حبيبها .. اللعنة اللى بتتفك ويظهر شكل الوحش الحقيقى اللى مكانش بيطلع حنانه غير لحبيبته وبس ، بشوف المسلسلات والبطل بيتقدم للبطلة بطريقة رومانسية وهو قاعد على ركبته ويطلعلها  بوكيه ورد وخاتم ويقولها تتجوزينى قصاد العالم كله .. كان نفسى فى ربع الحاجات دى بس .. كتير عليا انى الاقى نفسى متجوزة امر واقع عشان يداروا فضيحة انا معملتهاش ؟ انا رخيصة اوى كدة انى اتجوز واخويا مش وكيلى ولا امى قاعدة قدامى بتوصى جوزى عليا ؟ ليه عملت فيا كدة يا جاسر ؟ انا استاهل منك كدة ؟
اجهشت فى البكاء عقب كلماتها الاخيرة فجلس هو امامها ومسح دموعها قائلا
- انتى ست البنات كلهم وتستاهلى احلى حاجة تحصلك يا خديجة بس انا لو مكنتش عملت كدة كان زميلك ده فضحنا بالباطل فى البلد كلها .. انا مكانش هيفرق معايا عشان انا راجل لكن انتى بنت يا خديجة وكان هيفرق معاكى اوى
نظرت له فقال هو بابتسامة وهو يقبل يدها
- وحياة العيون الزمردى اللى جابونى على وشى دول هعوضك عن كل حاجة يا خديجة وكل امنية اتمنتيها هعملها .. اتفقنا يا ست البنات ؟
اومأت خديجة برأسها فامسك بيدها واجلسها على المقعد واشار للكتاب الذى يقرأه وقال
- شوفى اسم الكتاب كدة ؟
نظرت خديجة للكتاب وجدته كتاب يتحدث عن ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها .. تبسم وقال
- لما سمعتك بتحكيها لتلامذتك فى المدرسة اشتريت الكتاب وقولت مش عيب حبيبتى تبقى خديجة وانا معرفش حاجة عن السيدة العظيمة اللى حبيبتى اتسمت على اسمها !
اعطاه لخديجة وفتح صفحة عشوائية و جلس بها على الارض و وضع رأسه على قدميها وقال برجاء
- اقريهولى يا خديجة .. عايز اسمع القصة بصوتك انتى
بدأت خديجة تقرأ الكتاب بصوت مسموع وهو مغمض عينيه حتى غفت عيناه وهو محتضن كفها بين كفيه ورأسه على قدميها فى مكان اللقاء الاول .
***
" ازاى مش لاقينها ؟! يا نهار اسود ومنيل ده النهاردة مش هيعدى ! "
نطقت والدة جاسر بتلك الجملة وهى تنظر لابنتها وزوجة ابنها الذين يعلنون لها الان وقبيل الزفاف بيوم اختفاء خديجة من المنزل ! وقفت والدتهم وهى تمسك براسها وقالت
- اقول لامها واخوها ايه ؟ اقول لجاسر ايه ؟ مراتك طفشت قبل فرحكم بيوم !
حاولت حلا تهدئتها ولكنها صرخت قائلة
- اعمل ايه يا ربى ؟! راحت فين دى ؟ كدة يا خديجة عايزة تفضحينا وانا اللى كنت بقول عليكى عاقلة .. لو قولت لاياد وجاسر هيقلبوا الدنيا بس لازم جاسر يعرف
قالتها وتوجهت لمكتب جاسر وسط نداءات حلا وتمارا لها ولكنها لم تبالى ودلفت اليه فقال بابتسامة وهو يقبل يدها
- خير يا ماما محتاجة حاجة ؟
نظرت والدته له وتلعثمت قائلة
- خديجة مش لاقينها يا جاسر !
حدق جاسر بها بدهشة وقال بعدم تصديق
- شوفتوها فى المكان بتاعى ؟ هى بتحب تقعد هناك او عند شجرة التوت
قالت والدته وهى تزدرد ريقها بصعوبة
- هدومها مش موجودة فى مكانها .. خديجة سابت البيت
صاح جاسر بغضب وهو يستدعى اياد وعمار ورجاله وقال بصراخ
- وانتوا كنتوا فين ؟ كنتوا نايمين على ودانكوا ؟!
حضر امامه عمار واياد فقال بغضب
- اعرفولى خديجة فين من اشارة موبايلها بسرعة
نظرا لبعضهما وقال اياد بعدم استيعاب
- خديجة فى اوضتها فوق بتستعد للحنة
ضرب جاسر المكتب بغضب وقال بصراخ
- اختك طفشت يا اياد
جلس اياد على اقرب مقعد بصدمة وقال
- اكيد فى اسكندرية هى مالهاش مكان تانى خصوصا ان مفتاح الشقة معاها
رفع جاسر سماعة هاتفه وقال آمرا
- احجزلى فى اول طيارة نازلة اسكندرية
اغلق الهاتف وقال بتوعد
- ماشى يا خديجة انتى اللى اختارتى تشوفى الوش التانى ، هات المفتاح اللى معاك يا اياد
***
كانت خديجة تربط شعرها بوشاح وترتدى ثوب نوم قصير وتنظف الاتربة من الشقة التى كانت مغلقة لأكثر من ثلاثة اشهر ، فتحت احدى الاغنيات وبدأت تنظف وهى تغنى معها حتى فوجئت بالباب يفتح .. شهقت بشدة واتسعت حدقتيها بخوف وهى ترى جاسر يتقدم منها ويمسك بمعصمها بغضب قائلا بصراخ
- سبتى البيت يا خديجة ! كنتى عايزة تفضحينا فى البلد ؟ ما فكرتيش فيا ؟ ما فكرتيش فى اخوكى ومراته .. ردى عليا
بدأت خديجة فى البكاء وهى تراه امامها وقالت بعدم تصديق
- انت هنا بجد ؟ ازاى ؟!
فقد جاسر اعصابه وهو يراها تبكى وقال بغضب
- متعيطيش انا مبحبش اشوف دموع الستات .. كل دمعة بتنزل منك انتى بالذات بتقلل من رجولتي انا وبتقولى فوق انت معرفتش تبقى الضهر اللى هى تتسند عليه
اجهشت فى البكاء فأحتضنها وحاولت مقاومته ولكنه اشتد على احتضانها واطلق تأوه مرتفع وقال بخفوت
- ليه يا خديجة ؟ مشيتى ليه ؟
- عشان مش هتجوزك يا جاسر لو انت اخر راجل فى الدنيا
قالتها بعد ان نجحت فى اخراج نفسها من احضانه ووقفت امامه وصدرها يعلو ويهبط من فرط بكائها وعصبيتها ، وقف ينظر اليها واقترب منها حتى اصبحت انفاسه تلفح وجهها وقال
- انتى مراتى ولو عايز اخدك هاخدك دلوقتى حالا ومفيش حد هيقدر يمنعنى والظاهر انك فهمتى حبى ليكى ضعف وانك تقدرى تعملى اللى انتى عايزاه وانا هسكت .. فوقى يا خديجة انا جاسر البكرى  اللى رجالة بشنبات بتقفلى احترام مش هتيجى على اخر الزمن انتى تفرجى عليا الناس وتفضحينا وسطهم
جلست خديجة على اقرب مقعد وبكت فقال وهو يليها ظهره
- لو قلبى هيضعفنى قصادك انا هدوس عليه ولا هفكر فيه .. قومى معايا هنرجع البلد دلوقتى
ارتفع بكائها وصوت شهقاتها فزفر هو بضيق وجلس امامها ومسح دموعها وهو يتردد فى رأسه جملة قرأها من قبل " لعن الله عشقا أذل صاحبه " حاول احتوائها وقال
- قولى انتى عايزة ايه وانا هنفذه غير الطلاق
قالت خديجة من بين شهقاتها وهى تنظر اليه
- عايزاك تردلى كرامتى وتاخدلى حقى وتتجوزنى زى اى بنت مش جوازة عشان تدارى فضيحة انا معملتهاش
اجهشت فى البكاء ونظرت لصورة والدها وقالت
- ونفسى بابا يرجع واشتكيله منك
امسك جاسر بيدها واوقفها وقال بحدة ليدارى ما يشعر به
- قومى جهزى هدومك واقفلى الشباك ده بلبسك القصير و شعرك الباين ده والجيران اللى فى وشك .. يلا انجزى يا خديجة
مال عليها قائلا بخبث وهو ينظر لها بوقاحة
- اتحركى لان هدومك دى بتغرينى وانا ماسك نفسى عنك بالعافية
احمرت وجنتى خديجة بخجل وهى تنتبه لما ترتديه امامه و هرولت لغرفتها وحزمت حقيبتها وبدلت ملابسها  وتمتم هو قائلا بابتسامة
- ربنا يهديكى يا مجنونة !
خرجت من الغرفة ونزلت معه فتوقف هو عند بائع مثلجات وابتاع لها واحدة واعطاها لها وقال بابتسامة
- اصل سمعت انك بتحبى تاكليهه فى الشتاء بس اخاف عليكى تتعبى .. نقول ايس كريم ولا جلاس بلغتكوا يا اسكندرانية ؟
تبسمت خديجة وقالت
- متخافش انا واخدة على كدة ، قول اللى يريحك
وقف امام سينما واشار لها قائلا بابتسامة
- انا قررت اخطف النهاردة من الزمن بجملة هروبك اللى هحاسبك عليه بعدين يا بنت البندارى
نظرت خديجة ارضا ورفع هو وجهها قائلا وهو يشير لقائمة الافلام المعروضة
- هتدخلى ايه يا ست البنات ؟
رفعت خديجة وجهها ونظرت حولها وقالت بحيرة وطفولة ظهرت فجأة
- امممم الفيلم ده جديد ورومانسى لكن ده مقتبس عن فيلم كرتون .. انت تختار ايه ؟
ضحك جاسر وهو يراها هكذا فقال
- ندخل "سندريلا " النسخة الحية ولا me before you (أنا قبلك )
نظرت خديجة للفيلمين وقالت بابتسامة
- انا عارفة قصة سندريلا لكن معرفش قصة الفيلم ده ولانك بتبتسم يبقى شكلك قرأت روايته صح ؟
اومأ جاسر برأسه وحجز تذكرتين وابتاع بعض المقرمشات وجلسا بجانب بعضهما وقال هو بهدوء و ابتسامة
- انسى كل حاجة مضايقاكى بره وركزى فى الفيلم وبس
ابتسما وبدأ الفيلم وهى تضحك تارة وتعقب بكوميديا تارة حتى النهاية التى حاولت فهمها وليتها ما فهمتها فقد اجهشت فى البكاء فنظر جاسر لها واعطاها منديلا ورقيا وهو يتلفت حوله ويرى تقريبا نساء القاعة معظمهن يبكين .. زفر بضيق وقال فى نفسه
- يا ساتر على البنات دموعهم قريبة اوى !
انتهى الفيلم وخرجا معا يسيران على الكورنيش قليلا .
***
القصر يمتلئ بالنساء المنتظرين خديجة للحنة و والدة جاسر متوترة وتفرك يديها بتوتر وهى تنظر فى الساعة وقالت لوالدة خديجة بقلق
- اتأخروا اوى .. انا قلقانة يكون اتعصب عليها ولا حاجة
نظرت والدة خديجة فى الساعة وقالت
- المشكلة فى الناس اللى بره اللى بتسأل على العروسة واحنا كل شوية نطلع حجة .. الله يسامحك يا خديجة حطتينا فى ورطة
تبسمت نجية ونطقت قائلة بحل للمشكلة
- قعدوا حلا بدالها الاتنين نفس الجسم واعملوا الحنة و غطوا وشها واللى يسأل على حلا ابقوا قولوا انها بترتاح فوق
نظرا لبعضهما واعجبتهما الفكرة ونادوا حلا لتنفيذها داعين الله الا ينكشف الامر ويعود جاسر وخديجة سالمين .
***
وقفت خديجة امام متجر ملابس وشردت فى احد فساتين الزفاف فنظر جاسر لها وقال بابتسامة
- على فكرة بتاعك احلى منه
انتبهت خديجة وقالت
- تصدق ان انا مشوفتش شكل فستانى لحد دلوقتى
رفع جاسر حاجبيه باستهجان وقال
- اصلك طفشتى قبل ما يروح اوضتك .. هو فيها من الصبح على فكرة
انزلت خديجة وجهها ارضا فرفعه هو وقال بوعد
- قسما بالله هيكون فرح الكل يحكى بيه .. فرح لا اتعمل لحد قبلك ولا هيتعمل لحد تانى بعدك يا خديجة
بدأت السماء تمطر فنظرت خديجة للسماء بفرحة وقالت
- الله دى بتشتى يا جاسر
فتح جاسر المظلة وقال بلهفة
- تعالى هنا يا خديجة هتبردى
ضحكت خديجة وقالت
- لا انا همشى تحتها وخليك انت يا بتاع الاقصر .. مفيش اجمل من المطر فى الشتاء فى اسكندرية مع امواج البحر دى
خلع جاسر سترته ووضعها عليها واغلقها جيدا واغلق مظلته وقال وهو يمسك بيدها ويركض
- وانا كمان وحشنى المشى تحت المطر فى اسكندرية
نظرت خديجة له وقالت بلهفة لم تنتبه لظهورها
- خد البس الجاكيت .. هتبرد وانت هدومك خفيفة
اوقفها ونظر لعينيها وقال باصرار وابتسامة
- لسانك عنيد يا بنت البندارى لكن عيونك حبايبى نطقوها وقالوها
وضع دبلتها الذهبية فى يدها اليسرى وقال وهو يمسك بكفها ويكمل ركضه تحت المطر
- كلام العيون بيبقى هو كلام القلب .. عينيكى فتنتلى عليكى يا خديجة
احمرت وجنتى خديجة بخجل وقالت
- طيب ما انت ما قولتهاش يا جاسر
- انا بجسد حبى بافعال .. سيبنا الكلام ده للمراهقين
نطقها وهو يكمل ركضه بها تحت الامطار فى عروس البحر المتوسط .
***
" حمد لله على السلامة يا جاسر بيه "
نطق الغفير تلك الجملة وهو يمسك حقيبة خديجة التى تسير بجانب جاسر الذى قال بتساؤل
- فى حد من الحريم  موجود اهنه ولا كلايتهم راحوا على بيوتهم ؟
قال الغفير باطمئنان
- كلايتهم راحوا على بيوتهم يا جاسر بيه
امر جاسر بانصرافه وزفر بارتياح وقال لخديجة
- الحمد لله مشيوا ... كانت هتبقى مصيبة لو لسه هنا وانتى راجعة معايا ويكتشفوا انك مكنتيش موجودة
نظرت خديجة له بقلق وقالت
- تفتكر عملوا ايه فى الحنة من غيرى ؟
رفع هو حاجبيه باستهجان وقال بلا مبالاة
- اسألى نفسك يا اللى سبتيهم ومشيتى
دلفا معا للقصر وصعدت هى ولكنها تذكرت سترته وخلعتها واعطتها له فقال هو غامزا وهو يعيدها لها
- خليها معاكى ما احنا واحد يا خوخة
خجلت خديجة منه وهرولت لغرفتها وبدلت ملابسها ووضعت رأسها على الوسادة تحاول النوم .
***
" اتأخرتوا كدة ليه يا جاسر قلقتنا "
نطق عمار بتلك الجملة وهو يدلف لمكتب جاسر الجالس امامه واضعا رأسه بين يديه فغمغم جاسر قائلا بتساؤل
- حجز الفرح تمام يا عمار ؟ والطيارة جهزت ولا لسه ؟ خلصت اللى قولتلك عليه انت واياد ؟
جلس عمار امامه وقال
- ايوه كل حاجة مظبوطة زي ما انت عايز بالظبط ، صحيح انت حجزت شهر العسل فين ؟
نظر جاسر له وقال
- مالكش فيه انا حجزت فين انت اللى ليك فيه انك تدير الشغل ومصالح العيلة فى الاسبوعين اللى هسافرهم معاها وتخلى اياد معاك
ضحك عمار وقال
- بقى مش عايز تقولى رايح فين وانت كنت حاجزلى التذاكر بنفسك !
- قوم يا عمار اطلع لمراتك الله يرضى عليك
انفجر عمار ضاحكا و قال
- مراتى واختى مستحلفين لمراتك على اللى عملته فيهم
نظر جاسر له بتساؤل ولكن انقطعت نظراته حين سمع صرخة خديجة فهب واقفا ليرى ما بها ولكن عمار اجلسه وقال بضحك
- ما بقولك مستحلفينلها ! حلا هى اللى لبست مكانها فى الحنة وشوية وبدلت مع تمارا وكانت ليلة ما يعلم بيها الا الله
انفجر جاسر ضاحكا وهو يتخيل شكل شقيقته وزوجة شقيقه وهما يحاولا مداراة ما فعلته زوجته .
***
انتفضت خديجة صارخة وهى ترى حلا وتمارا يخرجان لها من خزانة ملابسها وافزعاها و نظرا لها بغضب وقالت هى بحدة
- انتوا اغبياء ! انا كان قلبى هيقف منكم
اجلستها حلا وقالت بغضب
- احنا اغبياء عشان خضناكى لكن انتى اللى سبتى البيت ومشيتى يوم حنتك اللى كل ستات البلد كانوا حاضرينها مكنتيش غبية
صمتت خديجة ونظرت ارضا فقالت تمارا مكملة
- لا وجاسر راح يجيبها من الساعة ٢ الظهر راجعلنا بعد الفجر ! كل ده كنتوا بتعملوا ايه
شردت خديجة وهى تحكم يدها على سترته وقالت بهيام
- اكلنى جلاس وبعدها دخلنى سينما ومشينا تحت المطر ووعدنى بفرح حلو وشهر عسل احلى
- هيييييح وايه كمان يا خوخة ؟
نطقتها تمارا بهيام فانتبهت خديجة من شرودها وقالت بتلعثم
- ايه فى ايه يا تمارا ؟!
قذفتها حلا بالوسادة وقالت بغضب مصطنع
- بقى انا لبست فى الحيط وقعدت مكانك فى الحنة وانتى رايحة تتفسحى مع  ابيه جاسر وتاكلى جلاس وتدخلى سينما وتجرى تحت المطر ! لا وفى الاخر تقولك مبحبوش ومش هتجوزه ولو اخر راجل فى الدنيا هعنس مش هتجوزه !
قهقهت تمارا وقالت غامزة وهى تشير لسترته التى بين احضانها
- يتمنعن وهن الراغبات يا خوخة
اطلقت حلا ضحكة عالية وقالت
- قصدك بنت البندارى على رأيه .. فينك يا ابيه جاسر تيجى تشوف مراتك وهى فراولة من كسوفها كدة
انطلقت الضحكات من الثلاث فتيات وشاركهن امهاتهن اللاتى صالحتهن خديجة واعتذرت منهن .
***
" طلى بالأبيض طلى يا زهرة نيسان .. طلى يا حلوى وهلي بهالوج الريان "
على تلك النغمات دلفت خديجة لقاعة حفل الزفاف وهى متأبطة ذراع اياد الذى كان سعيدا وينظر لهما جاسر الواقف فى نهاية الممر واخذها منه وقبل يدها و رأسها مع تلك النغمات
" واميرك ماسك ايديك وقلوب الكل حواليك والحب بيشتى عليك ورد و بيلسان "
جلسا على كرسى العروسين يستقبلا التهانى ونظرت خديجة اليه وجدته يرتدى حلة رسمية ويضحك مع شقيقها وشقيقه فتبسمت هى خاصة عندما وجدت يده تبحث عن يدها حتى امسكها واشتد عليها و تركاه ورحلا فالتفت اليها قائلا بابتسامة
- وفيت بوعدى ولا لسه ؟
اومأت خديجة برأسها فضحك هو وقال
- مبروك يا حبيبتى
احمرت وجنتى خديجة وقالت بخفوت
- الله يبارك فيك
اعلن منسق الاغانى عن الرقصة الهادئة للعروسين فنفى جاسر برأسه انهما سيرقصان فنظرت له بغضب وقالت بحزن
- حتى دى هتحرمنى منها !
تبسم جاسر وقال من بين اسنانه المطبقة خاصة مع اتضاح ان ابتسامته وهمية
- انا مش هرقصك قصاد الناس يتفرجوا عليكى .. هترقصى سلو براحتك صدقينى وعلى احلى اغنية بتحبيها لكن واحنا لوحدنا محدش شايفك غيرى
ضحكت خديجة ونظرت لوالدتها التى كانت تمسح دموعها بسعادة
***
" اقرصينى يا تمارا .. الطشنى قلم يا اياد .. حد يقولى ان ابيه جاسر بيتجوز خديجة بموافقتها فعلا "
قالت حلا تلك الجملة وهى تنظر لشقيقها وخديجة وهما جالسين على كرسى العروسين فضحك اياد وقال من بين ضحكاته
- اقسم بالله انا كمان ما مصدق ان خديجة اتجوزت !
قهقه عمار و احتضن زوجته ونظر لهما قائلا
- هو انتوا كنتوا فاقدين الامل فيهم اوى كدة ؟!
اومأت تمارا برأسها وقالت وهى تنظر لخديجة المبتسمة
- انت مشوفتش عياطها بعد كتب الكتاب ولا جنانها لحد امبارح لما سابت البيت ومشيت ، كل اللى هى عملته ده ميخليش حد يصدق ان دى خديجة اللى قاعدة بتضحك دلوقتى
نظر اياد لها وقال بدعاء صادق
- ربنا يهديها على جوزها يارب
- يارب
نطقها الجميع وهم ينظرون لهما بابتسامة وانتبها هما لهم وضحكوا .
***
فتح جاسر الباب بقدمه وهو يحمل خديجة ودلف بها للغرفة وانزلها ارضا وتوجه للمرحاض قائلا
- انا هدخل اتوضى عقبال انتى ما تغيرى وتتوضى بعدى ونصلى
اومأت خديجة برأسها ودلف هو توضأ وبعدها خرج وجدها جالسة على الفراش بفستانها فضحك قائلا وهو يشير للمرحاض
- ادخلى ياختى غيرى واتوضى خلينا نصلى ركعتين يملوا حياتنا بركة
دلفت خديجة للمرحاض و بدلت ملابسها وتوضأت وارتدت اسدال صلاتها وخرجت وقفت خلفه وكبر هو واقام الصلاة وبدأ يصلى وهى خلفه وبعدها جلس يدعو الله وهى تؤمن خلفه والتفت لها وقال بمزاح
- ابعتى راسك خلينى اقول الدعاء
نظرت خديجة له وقالت بعدم فهم
- ابعت راسى ازاى يعنى ؟
وضع جاسر يده على رأسها وقال وهو مغمض العينين
- اللهم انى اسألك  من خيرها وخير ما جبلت عليه ، واعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليها
دفعها بمزاح وقال وهو يضرب على جبهته بتذكر
- هيهي يا حلاوتى ! ده المفروض كنت اقول الدعاء الاول وبعدين نصلى وانا عملت العكس
قهقهت خديجة وقالت من بين ضحكاتها
- خلاص يلا نصلى تانى .. عشان متبقاش تنسى تانى
- وانا هتجوز 100 مرة عشان انسى ! خلاص هى مرة وتوبنا الى الله بعدها
نطقها وهو يفك طرحة اسدالها ويسدل شعرها ويعبث به ومال قبل عنقها فقالت هى بخفوت
- بلاش عشان خاطرى .. انا لسه مش مستوعبة الموضوع وانك بقيت جوزى فعلا
توقعت خديجة رد فعل صادم منه ولكنه فاجأها وابتعد عنها وقال بابتسامة لم تفارقه
- اللى تؤمرى بيه يا ست البنات
اتسعت عيناها بدهشة فلكزها هو فى كتفها بمرح وجذبها ووقفا امام خزانة الملابس واخرج فستان وقال غامزا
- البسى ده عشان نعوض الرقصة السلو اللى مرقصنهاش فى الفرح
قفزت خديجة فرحا وهى تأخذ منه الفستان واحتضنته وقالت بدون وعى
- ربنا يخليك ليا يا جاسر
ضحك جاسر وهى يشتد على احتضانها ولاحظت هى وقالت وهى تحاول التقاط انفاسها من فرط خجلها وقصر قامتها لانها اصبحت شبه بداخله لفرق الطول بينهما
- اوعى يا اخ نفسى اتكتم .. اوعى يا راجل هو انت ما صدقت !
قهقه جاسر وتركها تدلف لتبدل ملابسها ليفي بأول وعوده معها وتبع اثرها بابتسامة وتمتم قائلا بخفوت
- ربنا يهديكى يا مجنونة !
***
خرج عمار واياد من غرفهم ووقفا امام بعضهما ونطق عمار قائلا بعدم تصديق
- انا مش مصدق الحقيقة ان الدوشة دى كلها طالعة من اوضة جاسر اخويا !
هز اياد رأسه وقال وهو يكاد يبكى
- انا هموت وانام ! اتهد حيل اللى جابونا فى الفرح ودلوقتى عاملين دوشة مش مخلينا عارفين ننام !
نظر عمار فى الساعة وقال باحراج
- اتكسف اخبط عليه دلوقتى ده الفجر باقيله نص ساعة وكمان الراجل عريس وعيب علينا الحركات دى
ضحك اياد وقال من بين ضحكاته
- بس تصدق كسب فينا ثواب صلاة الفجر حاضر .. ليهم فايدة برضه .. يلا يا عم ندخل اوضنا وندعى عليهم السماعات تفرقع
قهقه عمار وهو يدلف لحجرته لزوجته ودلف اياد لغرفته وهما يدعون ان تنقطع الكهرباء حتى يستطيعا النوم !
نوفيلا زوجتي رغم انفك
تقى خالد

نوڤيلا " زوجتي رغم أنفك " Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang