الفصـل الأوّل

8.6K 876 469
                                    

أستغفرُ اللّه العظيـم وأتوبُ إليـه

أستغفرُ اللّه العظيـم وأتوبُ إليـه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

🥀

رِياحٌ عاتيَة تعصِفُ فِي الخَارِج بِقوّة، وأصواتُها
تتَسلّل عبرَ النّوافِذ الزّجاجيّة لِتلكَ الغُرفة المُظلمَة
مُشكّلة لحنًا شَبيهًا بأغنيَةٍ قَديمَـة.

يتَوسّطُها ذاك الشّاب العشرينيّ طُفولِيُّ المعالِم
-والذي يمُدّ الظّلامُ المنتشرُ بِالحجرَة شعرهُ الأملـس
لونًا قاتمًا گالغسق- في أشـدّ أوقـاتِه شجنًـا.

جـالِسٌ علَى طـرفِ سَـرِيرِهِ ذو المَلاءةِ البَيضـاء
وَأنـامِلُـه مُتحصّنـةٌ ڪانت بالِإطارِ الذي يحمِلُ صُورَةً
لـهُ ولِزوجَتِه، بِأسارِيـرَ مُهلّلـةٍ وَمُشـرِقة، يَتأمّلُها
علَى وطأةِ ضَوء القمَر المُنبعِث مِن الخَارِج.

دُموع صامتة كانت تذرفُها عيناه بعد أن جفّ
ريقه وبحّ صوته مِن شدّة البُڪاء

لقـد عـاد لتوّهِ مِن الجنـازة التِي حضرَهـا بعضٌ
مِن المُقرّبين؛ مِن أصدِقـاء، جِـيران، وَقِلّةٍ مِن
معـارِف زَوجتِـه الرّاحِلـة، آيلا.

هُوَ الآن يقبعُ بِمنزِلِه، وهذا ظَاهِرٌ لِلعيـانِ لا جِدالَ فيـه
لڪنّ مـا يخفى علَيهِم أنّ عقلـهُ لايزَالُ فِي المشفـى
أينَ فقدَ رفيقةَ الرّوح، والتِي ڪانت سندهُ، أمـانهُ
ومأمَنـه، بعدَ وِلادتِهـا لِفـردٍ جديـد.

هُوَ ڪان فِي أوجّ سعـادتِه عندَ سمـاعِ خبرِ ولادتِهَا
لِدرجَـةِ أنّهُ ترك عمَلـهُ بِالمقهى سريعًـا فورَ مُهاتفتِها لهُ
فَنزعَ مريولَ العملَ خاصّته علَى عجَل، مُستمِرًّا
بالصُّراخِِ أمامَ الزبائن بِغِبطة وَحرڪاتٍ
مُبعثرة أنّهُ سيُرزقُ بِمَولُـود.

وفَورَ أن عَلِمَ أنّهُ رُزِقَ بِطفلةٍ، لَم تسعهُ
الدّنيا فرحًا فَراحَ يصفِقُ بِيدَيهِ وَيدُورُ بِحلقَةٍ
مُفـرَغـة. لطالمَا ڪانت تِلكَ طَريقتهُ في التّعبيرِ عن
فرَحِه، والذي ازدادَ بِمُجرّدِ أن اِحتضنَ بِڪفّه
أصابِعهَا الصغيرَة والنّـاعِمة بِحَـذر.

والِـد : لأنّكَ أبٌ عظيـم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن