Chapter 1

15.6K 1.2K 621
                                    

هبت الرياح بخفة محركة أوراق الشجر الخضراء، لتتمايل بمثالية في صمت المكان المحيط بها. بينما افرعها البنية ثَبُتت بمكانها كمحارب عتيق من ألفيّة أخرى أبى ان يهزم.

وتحت شجرتها، استلقت انثى ذات خصلات شعر شديدة السواد تناثر بطوله بعشوائية على الأعشاب الخضراء حولها.

تغلق عينيها بهدوء وبدى للوهلة الأولى انها نائمة تحت ظل الشجرة. لكن تنهيدة خرجت من بين شفتيها الناعمة ليدرك الصمت حولها انها ليست كذلك.

كانت الغابة حولها هادئة بالأصح وليست صامتة، وكان هدوء مريح للغاية من كل ما يرهقها. في كل مرة ارادت ان تبقى لوحدها او ان تغفو قليلاً دون ازعاج تأتي لهذا المكان، حيث الذئاب الأخرى لا تأتي اليه.

فتحت عينيها ليظهر لون الياقوت الأزرق بهما، لون غريب للغاية ليكون عينيّ احدهم لكنه جعل عينيها بغاية الجمال. ذات جمال العينين الذي عرف به جدها الأكبر، كان من النادر ان تظهر هذه الصفة المتطرفة بأحد افراد عائلتها لكن برغم ذلك كانت هي من نالت حظ الحصول عليهما.

انهما كبطاقة تعريف لأبنة الالفا ماركوس جونز، جابرييلا جونز. هي لا تنكر ان عينيها جميلتان لكن.. لطالما كرهت لونهما اللافت للأنظار.

فبدلاً من ان تُعرف لذكائها وقوتها وسرعة بديهتها، وبأنها أقوه انثى ذئب بل وتتعدى ذكور الذئاب ايضاً، تعرف للون عينيها الغريب والملفت. الانثى الجميلة وحسب. لطالما تم الاستهانة بها لهذا الامر، وان كل ما تملكه هو المظهر فحسب.

"زعيمة.." صدح صوت ذكوريّ في المكان كاسراً هدوئها لتعبس بانزعاج.

فتحت شفتيها لترد بصوت راكدٍ شديد الهدوء، "كم مرة اخبرتك الا تناديني بالزعيمة؟ نحن لسنا عصابة." أغلقت عينيها مجدداً لتزفر بقوة لتحطيم وقتها الثمين الهادئ الذي نادراً ما تحظى به.

خرج من بين الاشجار شاب ذو شعر اشقر متموج وعينين خضراوين غامقين مع ابتسامة عفوية اعتلت عرش شفتيه، ليقول بعد ان قهقه لما قالته الأخرى، "هل تفضلين جابي اذا؟ جابرييلا طويل للغاية ومن الصعب قول ايتها القائدة طوال الوقت هذا مزعج."

فتحت عينيها مجدداً محدقة بالأشقر المزعج قائلة بتهديد، "ديان، ان تجرأت وناديتني جابي سأركل مؤخرتك."

تنهد قائلاً بتذمر، "انسي الامر اذا سنستقر على زعيمة." قلبت عينيها بقلة حيلة لتعتدل بالجلوس منتظرة ان يدخل ديان بالموضوع الرئيسي الذي جاء لأجله.

فهم الاخر ذلك بسرعة ليقول بعد ان تحولت تعابير وجهه لأخرى جدية للغاية، "امسك المحاربون ذئب ضال قرب الحدود، حاول مهاجمة احد حراس الحدود ويبدو انه استدعى اخرين ما ان تم امساكه."

وقفت جابرييلا بهدوء قائلة بملل، "اه هذا اذا سبب احساسي الغريب هذا." بدى له انها تكلم نفسها وليس هو. عقد حاجبيه قائلاً، "زعيمة، هذه خامس مرة تفعلينها. هل يمكنك اخبارنا حينما تعمل حاستك السادسة هذه؟"

Gabriella || جابرييلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن