#20

58 2 12
                                    

أستغفر الله ~

صُدمت وقالت" لكن لمَ! "
أحسستُ بضعفها على غير العادة  ..
تأملتها قليلاً " رنا ، مابك؟"

رأيت الدموع تتسابق للتجمّع في محجر عينيْها الزُّمُرديّتان .. لكنها أبت أن تسقط ..

تكلّمت بصوت مهزوز " ليس بي شيء " وقامت
أمسكت يدها " ألستُ زوجك ! أخبريني "

أبعدت يديّ عن يديْها بوَهن وخرجت ..

مابها؟ يجب أن أعرف ..

بقيت بمنزلها ، قلتُ مواساة الزوجة واجب على الزوج  مع أنني لم أرَها لكن ربما وجودي يغيّر شيئاً ..

في الليل ذهبتُ لكي أطمئنّ عليها .. هممتُ بطرق الباب وإذ بصوت بُكائها يُباغتُني ..
وقفت أستمع  .. مالذي أبكاها هكذا ..
دخلت الغرفة ورأيتها تجلس على السرير مُسندةً يداها على رُكبتيْها وتُغطي وجهها بكفيّها .. وتجهش بالبكاء ..

اقتربتُ منها واحتويتُها " فلتُخرجي مابداخلك عزيزتي، أنا هُنا لا تقلقي ، كل شيء سيكون على ما يُرام .. "

بعد دقائق .. هدأت قليلاً وأفسَحَت لنفسها المجال لتتحدث ..

وهالني أنها كانت زوجة  -حاتم-  وأنجبت منه ولكن اخبرها أن طفلها قد مات ..
و أنها تزوجت بي لأجل الانتقام منه كوني أُعَدُّ عدوًّا له .. لعلّ مشاعر الغيرة تأخذه ويمنع زواجنا أو يعود إليهاا .. لكن ما فعله كان على عكس مافكّرَت فيه و ذهب هو الآخر وتزوج بغيرها ..

وهنا كانت القشة التي قسمت ظهر البعير .. والقشة التي قسمت قلبها ..

مالذي عليّ فعله الآن !؟ أأتركها ! أم ماذا!

ظللت أستمع لها وهي تتكلم باسترسال .. حتى قالت " لكن ، لا أُريدك أن تذهب "

" أظنّ على كليْنا الابتعاذ لفترة ..أحتاج بعض الوقت لأستوعب ..ما قلتيه ليس بالشيء السهل .. هددتني و أجبرتي على الزواج ..انتقاماً لأجل شيء لا علاقة لي به!! "

نهضت ُ وهممت بالخروج .. قالت" إلى أين؟"
" سأعود لمنزلي .. أنتبهي لنفسك "
" ألن تعود؟"
" سأعود ..لأني أحببتكِ .. لأنكِ زوجتي ..لأنني اعتدتُ على وجودك ..لكن أحتاج بعض الوقت للتفكير "

ابتسمت وسط دموعها وهمّت بالاقتراب لكن رجعتُ خطوة للوراء ..قالت" سأنتظرك "
رأيت الدموع تتجمّع من جديد بعينيْها .. ضممتُها ..
احتويْتُها ..
هي أيضاً كانت ضحية لمشاعرها ولقلة أصل حاتم ..
لسنا معصومين من الخطأ ،، لكن لا يجب أن نتخذ هذه  حُجّة ..

بارت خفيف لطيف 😁
رأيكم؟

فثوبِك مثلُ شعرك مثل حظّي
سوادٌ في سوادٍ في سواد 🖤

مُحمّد ••حيث تعيش القصص. اكتشف الآن