ضحايا الاتهام
313fn313
كانوا يتهامسون خلف ظهورنا،
ثم رفعوا أصواتهم حتى باتت أكاذيبهم تروى كحقائق،
وكلما حاولنا الدفاع، ازدادوا هجراً... كأنهم يتغذون على سقوطنا.
الأبواب التي كنا نطرقها بحسن نية،
أغلقت في وجوهنا بصمتٍ جارح،
وكل الوجوه التي اعتدنا أن نبتسم لها... تراجعت،
كأن الاتهام وصمة تنقل بالعين، لا بالفعل.
لم يسأل أحد: "هل فعلتم؟"
بل قالوا: "لا دخان بلا نار"،
ونسوا أن هناك نارًا تشعلها الألسن، لا الأفعال.
صرنا نكابر، نتصنع القوة،
نمشي بين الناس كأحياءٍ بلا أصوات،
لكننا لم نمت...
نحن الذين ظنوا أنهم دفنونا تحت ركام الظلم،
نهضنا ببطء،
نحمل وجعنا كراية...
ولأننا ضحايا الاتهام،
لن نطلب إنصافاً من أحد،
لكننا سنروي الحكاية... كما عشناها،
بوجعها، بحقيقتها، وبكل ما خفي عنهم.