تدفقت الحياة كالعادة في سترادا ريالتو، شارع ريالتو العتيق المكتظ بصيحات التجار وضحك الجيران فوق طاولات الزهر والشطرنج. تدفق عادي في نهر الحياة يصاحبه زمجرة الحناجر، لمعة الفرو وشحذ الأنياب والمخالب، تدفق عادي كلياً. لأن في تلك المدينة الغريبة، سيتا دي جيورالتو، امتدت حجارة هالمفيا في كل اتجاه، تأوي في داخل جدرانها قطيع ولفسباين. كومة شرسة من المستذئبين الذين اندلعت في خلاياهم معركة العنف والغريزة، وتجذرت أصولهم في الغابات، لكنهم استوطنوا لأنفسهم حياة الرقي الوديعة، حياة لم يألفها صنفهم من قبل. في ضفائر وسحر من ألغاز، تجد إيسمراي كيناست، فتاة تعايشت مع الايطاليين واكتسبت حبهم للطبخ، نفسها تصارع ما حولها لتكتشف الحقيقة التي تداعب انفها كلما انخفضت أجفانها. منذ انقلبت حياتها من أيام بطيئة مملة مريحة، إلى رحلة من التخبط بين خيوط الماضي; تهيجت دواخل إيسمراي ولم تعد هي ما كانت عليه، مجرد حفيدة لجدة غريبة تضع الكحل وتشرب القهوة العربية منزوية عن صخب أثارته دمائها. بل أصبحت طموحة لمعرفة الحقيقة وإمساك أي من كان وراء الاضطرابات التي مَسَت عائلتها. وما أفضل طريقة لفعل ذلك غير انتشال منصب البيتا المستقبلي مباشرةً من قبضة الوريث، صائغ الأقنعة.All Rights Reserved