علىّ فقط ان اجِد مكان يصلح لدفنه. لن يعثر عليه ولا عليّ احد. سابقني الى هذا اليوم.كانت تجره من رأسه و هو مغشي عليه كالذبيحة! و الدموع تنهمر على وجهها.
سابقني الى هذا اليوم. لماذا! صرخت متيدلين كالمعترضة.
جلست على ركبتيها تناديه و هو لا يسمع، قالت؛
"انا اسفة، لكنك ستحترق اليوم، ظننت اننا سنموت سوياً لكن انت.. خنتني."
اخذت تحفر حفرة عميقة ليرقد فيها و هي تتكلم معه كأنه يسمعها:
"اردت عائلة.. و اردت منزل.. و ارتدك انت.. و ها انا رأيتك معها.. لماذا! اعطيتك كل شيء.. كل شيء.. كان يمكنني ان اعطيه و لكن انت.. انت اخذت كل شيء!"
جرته متدلين الى حفرته و هو مكتف الايدي و الساقان حتى افاق، فتح عينيه و قال لها في ذعر؛
"ماذا تفعلين!! لين انتي تدفينني حيا! افيقي ارجوكي انا رجلك، هل تذكرين كيف كنا؟؟ ها يا لين؟"
"لا اتذكر سوى و انت تقول كيف تحبها!!!" صرخت متدلين كأنه يخرج منها، كأن رجلها يسكنها
"ماذا تقولين! ارجوكي اسمعيني!" بدأ هو في البكاء و هي مستمرة في ردمه
"اسمعك و انت تقول ماذا؟ انك تحبها اكثر مني؟!!" ظلت متدلين تضع عليه التراب و هي تبكي"كل مرة كنت تختار بين قول انك اشتقت إليّ كنت تقول لها كم هي جميلة.. في كل مرة كان يجب ان تختارني -بكت متدلين بحرقة- كنت تختارها هي.. دمها ما زال على فستاني.." الصقت فمه و هو يحاول الكلام بعد اخر تراب رمته على وجهه و هي تولع الشمع لتحرقه كما احرق قلبها و لكنها.. مسكت النيران في يديها بعد قتله..
كانت تنظر الى النيران و تتخيل نفسها تشتعل.. لماذا؟ لأجله؟ لأجل الحب؟ و لكن اين هذا الحب و هو لم يعد لها.. حسناً الان لم يعد لاي شخص أبداً. اغمضت عينيها و احست بدفء النيران بجانب وجهها.. حينها انتهى كل شيء..