الفصل الأخير

671 57 169
                                    

ظلام داجٍ وسكون أريحي يقيم في الزقاق وجسدي؛ أنين المياه وهي تتربّص طريقها من فوّهة الصنبور نحو الأرض خلق أناة في صدري، وبسمة تسلّلت عبر شفتيَّ بينما أتمشّى نحو المجهول عبر الزقاق المقفِر؛ غدتُ ألمح أجسادًا تخطو صوبي، ملامحهم مبهمة وأجسادهم بالية، ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ظلام داجٍ وسكون أريحي يقيم في الزقاق وجسدي؛ أنين المياه وهي تتربّص طريقها من فوّهة الصنبور نحو الأرض خلق أناة في صدري، وبسمة تسلّلت عبر شفتيَّ بينما أتمشّى نحو المجهول عبر الزقاق المقفِر؛ غدتُ ألمح أجسادًا تخطو صوبي، ملامحهم مبهمة وأجسادهم بالية، يسيرون بخطى رتيبة، وفي منحى واحد؛ معاكس لي، بدو كآلات لا تعِي وجودي، أو تتغاضى عنه! 

سِرت لمدة طويلة بدت كساعات أو أيام، تكرار المشهد لنفسه بعث رهبة لأطرافي، وخشيت أن يعيد نفسه للمرة العاشرة أو الألف قبل أن أقوى على إيقافه.

«استيقظ!»

فتحت عينيَّ بغتة لأستقبل سقف غرفتي.

«هيا استيقظ، الفطور على الطاولة!»

استشعرت الهواء وهو يخترق رئتيَّ ثم يغادرهما بقوة، التقطت المنديل من على منضدة سريري، ثم نشّفت العرق من وجهي.

ظننتني عالقًا مرة أخرى!

تسللت من سريري بخطوات ثقيلة صوب باب غرفتي حينما سمعت صرير الباب وهو يرتج؛ أختي غادرت لعملها.

ولجت المطبخ بخطى وئيدة، قبضت على الكرسي وأزحته من مكانه كي أتربّع فوقه، جلتُ بعينيَّ على ما احتوته المائدة من طعام معتاد، ثم رميت يدي لتمسك بكأس الحليب فيتجرّعه حلقي.

ترجّلت عن الكرسي لهنيهة قاصدًا باب الشقة لمحاولة فتحه، طوّقت مقبض الباب بيدي لكن تعذّر فتحه، فتنفست الصعداء محاولًا كتم اهتياجي ثم عدت لكرسيِّ كي أستكمل فطوري.

أضحت عيناي الناعستان تتفقّد الشقّة بينما أبترِكُ الكرسي وكأس الحليب يفترشُ يديْ، أعدت الكأس لموضعه بينما واصلت عيناي تفحّص الشقة. هناك شيء غريب! 

هرعت صوب  منضدة المطبخ أتقصّى الكؤوس التي تغيّر موضعها عن الليلة السابقة، متيقّن أنها رسالة منه! نأيت عن المنضدة قليلًا، وتابعت تفحّص أماكن الكؤوس بعيني محاولًا فكّ الشفرة التي حَضَّرها.

«احذر!»

لقد فككتها، علِمت أنه ما زال معي، ربما يحذّرني من شيء قريب، لا أملك أدنى فكرة لكن يجب أن أحذر.

رابني صحويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن