{مستمرة}
حين تنتقل هانيول حديثا إلى مدينة بوسان للعمل قرب البحر، تجد نفسها في حضرة مخلوق أسطوري لم يره أحد من قبل، مع زعانف وأسنان حادة، ومع قدرات تكاد تكون سحرية، وعينين ملكيتين تنافسان زرقة المحيط
وبين زرقة البحر وزرقة عينيه.. هي غارقة لا محالة
...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أخذت نفسا عميقا لتبتسم بخفة تميل خارج النافذة الأرضية لتتأمل الغروب الفاتن، كان منزلها الصغير يطل على البحر ويتيح لها مشاهدة جمال الغروب كل يوم، حيث تغير السماء زينتها وتتباين تدرجات ألوانها منعكسة على سطح المياه الساكنة وعلى الغيوم التي تبدع بتغيير شكلها على الدوام وتضيف للسماء أمواجا بيضاء ناعمة مثل أكوام القطن المبعثرة على ستارة واسعة من الألوان
النسيم الربيعي اللطيف كان يضيف إلى هذا المشهد لمسة دافئة تشعرها بالحنين، ورائحة مياه البحر المالحة التي تأتي مع الهواء قد أحاطتها بذكريات جميلة جعلت ابتسامتها تتسع، ذكريات الأيام التي قضتها تركض على هذا الشاطئ مع والديها حين كانت صغيرة
ربما اختلف الزمن ورحل من كانو جزءا من تلك الذكريات لكنها ممتنة لحصولها على فرصة لصنع الكثير منها، وتركز الآن على عيش كل لحظات الحاضر وتقدرها، لأن مع مرور المزيد من الزمن سيصبح الحاضر جزءا من ذكريات تشعر بالحنين إليها
لهذا كل يوم، هي تستيقظ لمراقبة الشروق، ثم تسعى لصنع الكثير من الذكريات الثمينة خلال النهار، وتنتهي بتأمل الغروب ثم المشي على الشاطئ تحت ضوء القمر
بالنظر إلى تاريخ اليوم فإن القمر سيكون مكتملا، وسيظهر مباشرة فوق البحر بعد الساعة العاشرة ليلا، لذلك هي تشعر بالحماس اليوم وقد ظهر ذلك جليا على ملامحها طوال اليوم أثناء العمل.
"هانيول.. هانيووول.. هل تسمعينني!"
رمشت بضع مرات لتخرج من قوقعتها وتلاحظ أخيرا أن صديقتها كانت تقف بالخارج تناديها
