𝒑𝒂𝒓𝒕 1 : شبح ؟

125 16 2
                                    

و في ليلة حالكة من ليالي ديسمبر حيث البرد القارص ، الأمطار الغزيرة ، و الرياح العاتية التي تحمل بين طياتها أوراق الشجر التي تم انتزاعها من أشجارها .. عاد الطالب الجامعي مين يونجي من عمله .. فقد كان يعمل كي يوفر لنفسه الطعام و الملبس حيث كان يعيش وحيداً .. خلع معطفه البالي ذو الأطراف الموحلة ، و حذاءه المهترئ ، و دخل يبدل ملابسه استعداداً للنوم .. حيث كان ذلك اليوم كابوساً بالنسبة له يريد أن يتخطاه بسرعة ، فقد علم أن صديقته سويون توفت من أسبوع و ذلك يفسر سبب اختفاءها الفترة الماضية ..

سويون أي زهرة اللوتس .. تلك الفتاة الهادئة الرقيقة التي تشبه الزهور في جمالها و رقتها .. أول فتاة يقع مين يونجي في أسرها .. أسرته في سجن حبها ، اختطفته بجمالها من النظرة الأولى .. لم يستطع التخلص من حبها مهما حاول .. استسلم لها آملاً أن تحبه في يوم ما .. أحبها عامين و ها هو العام الثالث و هو لم يحرز أي تقدم و لم يعترف حتي الآن .. لكن قد فات الأوان .. لا يوجد فرصة أخريي للاعتراف .. كانت فرصة وحيدة أضاعها بخوفه من الرفض .. لكن من يدري ربما يوجد فرصة أخري و نحن غافلون عنها ..

استعد يونجي للنوم ، فقد كان النوم يغالبه خلال نوبة عمله ، خاصة بعد أن تورمت عيناه إثر بكائه علي سويون .. خطف نظرة حانية على دفتره الذي كان بعنوان "زهرة اللوتس خاصتي“  ، ذلك الدفتر الذي طالما حدثه عن سويون و كان يكتب فيه كل شاردة و واردة عنها حتي مل منه دفتره طال تلك المدة .. كان يريد تشجيعه علي الاعتراف لها .. يود إخباره : '' هيا .. اذهب أنت لها يونجي“ لكن هيهات إنه في النهاية دفتر لا يستطيع الكلام .. و قرأ ما كتبه عنها في آخر مرة رآها ..

"يوم غائم مجدداً كعادة أيام ديسمبر .. لم تَزُل تلك الغيوم حتي سطعت شمس حياتي .. تبددت غيوم يومي .. تداخلت الالوان داخل عالمي الأبيض و الأسود من جديد .. و كأن ابتسامتها دواء لكل داء .. فقد أزاحت لي عتمة اليوم .“

نعم فهي شمسه التي أشرقت في حياته دون سابق إنذار .. و أزاحت غشاء عينيه عما غفل عنه .. أشعرته بطعم الحياة ..

ثم نظر لآخر ما كتبه عنها بالأمس ..

"زهرة اللوتس خاصتي .. طال غيابك ، لم اعتقد علي ذلك منك .. كان أسبوعي رمادياً بدون ابتسامتك .. اجتاحه ظلام من جديد ! مكثت أبحث عن ملامحك في وجوه الآخرين .. كلما نطق أحد اسمك التفت و كأنهم ينادونني .. أرجوكِ عودي الآن و فسري غيابك الطويل هذا .“

و بدأ بالبكاء مرة أخري .. فقد تذكر ابتسامتها و و ملامحها مجدداً .. و جلس علي سريره و احتضن وسادته و صرخ فيها بصوته الجهور و كأن وسادته سوف تخفف عنه ما يشعر به ، ثم اعتدل في جلسته و جلس علي سريره جاعلاً أقدامه تلامس أرضية الغرفة ليسمع صوت من خلفه قائلاً : " أتحبني بهذا القدر“ .

فزع يونجي و نظر خلفه و هو يرتجف قائلاً : "بانج سويون“ .

حملقت سو يون في وجه بتعجب قائلة : " ماذا ؟ أتستطيع رؤيتي؟“

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 11, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

𝖇𝖑𝖔𝖔𝖉, 𝖘𝖜𝖊𝖆𝖙& 𝖙𝖊𝖆𝖗𝖘Where stories live. Discover now