سِحرٌ طاهِر.

233 22 279
                                    

مرحباً، ربما تتذكرون هذهِ القصة؟
كانت مشاركة في مسابقة «ملحمة كورين»  التي لم يحالفني الحظ للفوز بها، مبدئياً الفكرة مُقتبسة من حساب الخيال العربي، والآن قمت ببعض التعديلات عليها خارج أطار قيود المسابقة.

«القصة خيالية تماماً ولا تمت للواقع بصلة، بعض الأفكار فيها لا تمثل الدين الأسلامي، وبعض المعلومات تستند على علوم الطاقة الزائفة، لذا رجاءً لا تأخذ كل ما ذكر على محملِ الجد، أختر ما يرضي ربك ودع عنك ما لا ينفعك، اللهم أني بلغت فأشهد».

قِراءة مُمتِعة ✨.

••••

ذراتُ من الرِمالِ تناثرتْ في الهواء بعد إن دَفعتها رياحٌ مُحمَلة بحرارةِ الصيف، وَالشمسُ نشرت ضَوءُها بتفاخُرٍ فوق تلك الأراضي الصَحراوية المُموجةَ. أقدامَ ذَلِك الشاب كانت تَغطس في عُمقِ الرِمال، ثُم يُخرِجُهن ساحباً دراجتهُ النارية بصعوبة. وَجَهَهُ مخفياً خلفَ شماغٍ أبيض مُزخرف بخيوطٍ سَوداء؛ ليحتَمي مِنْ ضَربةِ الشََمس التي قد تجعَلهُ يفقُد وعيه، ويكون وجبةً لأي حيوانٍ مُفترس في هذهِ الصحراء الواسعة.

قَدَماه وقَفتا عندَما لاحَظتْ عيناهُ مُنحدَرٌ رَملي ينحَدِرُ نَحو الأسفَل، مسَحَ الأراضي من الأسفل بناظريه بحثَاً عَنْ أي خيمةٍ أو مجموعةٍ من البدو.

هو الآن في وضعٍ مُزرٍ، بنطالهُ الفضفاض ذو اللونِ الزيتي تَلتصِقُ به حباتُ الرِمال، وَجسَده تَفوح مِنْهُ رائحة العرَق. يحتاجُ للراحة والإستحمام، لكن للأسف لم يرى ما قد ينفَعهُ.. سِوى بَعضِ النخلات المُعمرة، القَليلة، تَتناثرُ في الأرجاءِ.

ركَن دراجَتهُ على الأرض، وَخلعَ حقيبتهُ عن كتفهِ ليَرميها بجانبِ الدراجة. بعدها جَلس بجانبهُن؛ ليُخرج قارورة المياه، وَيَكشُف اللثام عن ملامحه، كي يروي ظمأهُ.

المكان هادِئ تماماً.. لا بشَر هُنا، لا شيء سِوى صوت الطَبيعة. تأملَ سكون المكان كُلما غَفت عنهُ الرياح، تبدو الصحراءُ مثل لوحةٍ فنية. كان يتفكر بإبداع الخالق، لدرجةِ أنه يجعَل من أمواج الرمال مشهداً مَصنوعاً بإتقان، وَيستَحقُ المُشاهدة!

فجأةً بينَما كانَ يُحدق بِعَشوائيةٍ نظَرهُ سقطَ على مكانٍ شدَ أنتِباهَهُ بِشِدةَ! قفزََ بسُرعة مِنْ مكانهِ؛ لرؤيتهِ مجموعة من البيوت في الباحة التي تحتَ المُنحدَر. رمشَ بإستغراب، وَ فغَر فاهَه. أخذ يُفكر بصوتٍ عالٍ، وَنبرةٍ مُندهِشة: لـ..لقَـد كُنت أنظُر لهذا المَكان قبل ثوانٍ، كيفَ لم أرى تلكَ المنازِل حتى الآن!

جُـلـنـار || صَـحـراء عـدَنKde žijí příběhy. Začni objevovat