المتحولون

1 0 0
                                    

الفصل الأول
إنه العام 2100. قد تتساءلون عن حال البشر، أين وصل بنا التطور؟ هل نحن نعيش على المريخ أم القمر؟ أم ما زلنا على الأرض؟ أم تدهور حالنا نحو الأسوأ بسبب الاحتباس الحراري أو ربما الحروب العالمية؟
للأسف، لا يمكنني أن أجيب عن هذا السؤال بهذه البساطة. الوضع أعقد من أن يشرح في سطور. ولكن لنعد قليلا بالزمن ونتابع الأحداث المهمة.
في العام 2041، قامت شركة أبل (المتخصصة في صنع الأجهزة المحمولة الذكية) وبعد خسارتها سباق الأجهزة المحمولة الذكية لصالح أجهزة الأندرويد، بتغيير توجهها.  في شهر يوليو فجأةً ومن غير سابق إنذار أعلنت الشركة صنع أول قلب ميكانيكي "ذكي" يمكنه العمل داخل جسم الإنسان لوحده، بحيث يعيد شحن بطاريته بواسطة تحويل تدفق الدم إلى طاقة، وأيضا يمكن ربطه مع تطبيق لمراقبة دقة العمل والحصول على التحديثات المطلوبة. أطلقت شركة أبل اسم iHeart على منتجها الأول من نوعه. وقد عرض بسعر خرافي، مليون دولار للقلب الذكي فقط. وللحصول على خدمة العملاء من أبل عليك دفع 99,000 دولار إضافية.
أثار هذا الإعلان تساؤلات كثيرة من قبل الصحافة والشركات المنافسة، كيف تقوم شركة كبيرة مثل أبل بإطلاق جهاز بهذا الحجم والتأكد من فعاليته من دون تجربته على البشر؟ هذا التساؤل أطلق الكثير من الإشاعات حول التجارب السريرية السرية على الفقراء مقابل مبالغ طائلة. وكيف أن هذه التجارب أدت إلى مقابر جماعية قد تم إخفاؤها بمساعدة الحكومة الأمريكية. هذه الإشاعات لم تؤثر كثيرا في الشركة واكتفت بالرد بأن التجارب كانت فقط على فئران المختبر لا غير.
في بداية الأمر لم يكن الإقبال كبيرا على القلب الذكي، وخاصة من قبل الأصحاء، الذين لم يجدوا حاجة في اقتنائه. ولم يكن الفقراء أو ميسوري الحال يمكنهم دفع هذا المبلغ الطائل للحصول عليه. بعد مرور شهر من الإصدار وبعد أن اقترب العالم من نسيان أمر القلب، أعلنت الشركة بأنه قد تم بنجاح إتمام أول عملية زراعة للقلب iHeart لملياردير هندي كان قد شخص بمرض قلبي خطير.
لم يكن هذا الإعلان كافيا لتشجيع بقية أغنياء العالم لاقتناء القلب بعد. وبعد عدة شهور قامت شركة أبل بزراعة سبعة قلوب ذكية وكان أصحابها فرحين بها ويعيشون حياةً هانئة بعد أن كانوا على شفا حفرة من الموت المحتوم. وهنا كانت نقطة التحول، حيث بدأ عدد كبير من الأغنياء باستبدال قلوبهم بقلوب iHeart، ليس فقط لحالة صحية وإنما لحب اقتناء كل ما هو جديد ومميز. فقد كانت القلوب تصنع بألوان وأشكال مختلفة، قلب ذهبي على شكل هرم! نعم هكذا يكون سعره مضاعفا ولم يصنع منه إلا قلبان.
بدأ سباق جديد بين شركات الأجهزة الذكية لصنع الأعضاء البشرية. بدأ الأمر بالقلب ومن ثم الرئة، الكلى، العين، وغيرها. ومع وجود أجهزة الطباعة ثلاثية الأبعاد المطورة، صار بالإمكان طباعة أي جزء من العظام والأنسجة والعضلات. كان العام 2042 محطة للتطور العلمي في مجال الأعضاء البشرية، وعلى مدى عشر سنين تسابقت الشركات في إصدار أجهزة أعضاء ذكية مطورة وإصلاح الأعطال في الأجهزة السابقة.
يجدر بالذكر أن سامسونج تأخرت كثيرا في هذا السباق بسبب انفجار أحد أجهزتها في جسم المستخدم.
كانت لا تزال هناك مخاوف من اختراق هذه الأجهزة، هل يمكنك تخيل اختراق قلب مليونير؟ وهذا ما منع الكثير من الإقدام على هذه الخطوة، حتى مع تأكيد كل الشركات من أمان الأجهزة وعدم إمكانية اختراقها.
انتشرت إشاعات جديدة بقيام دولتي الولايات المتحدة الأمريكية والصين بتصنيع جنود بقوى خارقة بالاستفادة من هذه الأجهزة. ولكن لم تثبت أي من هذه الادعاءات، حيث أنكرت كلتا الدولتين استفادتها من هذا التطور الإنساني في شؤون عسكرية.
في العام 2060 أصبح من الطبيعي أن يكون في جسم الشخص جهاز أو جهازان أو أكثر، طبعا نقصد بالشخص هنا الأغنياء من البشر. أما الفقراء فقد اكتفوا بالمراقبة والحلم، فقد كان أرخص جهاز في هذا العام بقيمة خمسة ملايين دولار. وقد لوحظ تحسن كبير في صحة هؤلاء الأشخاص وزيادة في معدل الأعمار، حيث توقع الخبراء وصول متوسط عمر الشخص إلى المائة عام بعد أن كان لا يتعدى الستين عاما. لم تسجل أي حالة اختراق لهذه الأجهزة، لا أعلم كيف، ولكنها كانت غير قابلة للاختراق.
مضت السنين، وتغير حال البشر بشكل ملحوظ وفي فترة قصيرة. كبرت الفجوة بين الأغنياء وبقية البشر بشكل غير مسبوق. أصبح الأغنياء يعيشون لأعمار طويلة لم يتم تحديد نهايتها بعد. وزاد تعدادهم كثيرا حيث لم يعد هناك موتى مقابل المواليد. تغير توجه الأموال إلى كل ما يتعلق بهذه الأجهزة، الأموال التي كانت تصرف على المستشفيات أصبحت تصرف على عيادات الأعضاء الذكية، الأموال التي تصرف على الأبحاث العلمية أصبحت تصرف على تطوير الأعضاء. كل شيء توجه نحوها، إنها مستقبل البشرية الآن.
في العام 2072، احتفلت أبل بمرور ثلاثين عاما على اختراعها العظيم بإعلان أول عملية استبدال كاملة تمت بنجاح. حيث تم استبدال أعضاء الملياردير الأمريكي دونالد ترامب كاملة بأعضاء ذكية (ما عدا العقل، لأنه في الوقت الحاضر لم يتمكن أحد من صنع عضو بديل). كان ترامب الأول لأنه يملك المال الكافي والجنون المطلوب.
ضج العالم أجمع بسبب هذا الإعلان بين معارضين ومؤيدين، علماء الدين اعترضوا بشدة على التغيير في خلق الله، علماء الطب اعترضوا على مصيرهم المجهول بعد هذا التطور، شركات التأمين اعترضوا أيضا فلم يعد للتأمين الصحي أي فائدة، الفقراء اعترضوا على عدم قدرتهم الاستفادة من هذا التطور وتدهور حالتهم المعيشية في السنوات الأخيرة نحو الأسوأ، أغنياء وحكام دول العالم انقسموا بين مؤيد بقوة وبين محايد ينتظر بحكمة قبل التأييد.
وبهذا بدأ عصر "المتحولون".
الفصل الثاني
أطلقت الصحافة اسم "المتحولون" على الأشخاص الذين تم استبدال جميع أعضائهم. وقد بلغ عددهم العشرين في غضون عام. في الاحتفال بعيد الكريسمس غرد ترامب قائلا "نحن لم نعد بشراً، نحن الآن آلهة" مشيرا إلى نفسه والمتحولين الآخرين. وبعد شهر من التغريدة أعلن عن وفاته، لا لم يكن هناك خلل في أي من الأجهزة ولكن عقله لم يعد يستطيع أن يجاريها.
كانت وفاة ترامب بمثابة إشارة البدء للشركات للتسابق على إنتاج عضو بديل للعقل. ولكن لم يكن هناك أي مؤشرات تدل على أن هذا العضو سوف يكون جاهزا في وقت قريب. فقد كان من الصعب أداء التجارب على الفئران للاختلاف الكبير في مستوى العقل والتفكير. كان الكل يعلم أن التجارب والأبحاث قائمة ولكن لم يعلم أحد كيف وأين.
في رأس السنة الميلادية عام 2075، نشرت بعض الجرائد خبرا مفاده بأن شركة صينية "نايو للصناعات الذكية" (وهي شركة لم يسمع بها أحد) تمكنت من صناعة أول عقل ذكي. لم يلقى هذا الخبر رواجا كبيرا وبعد أسبوع نسي الناس هذا الخبر، غير أن انتشار مقطع مرئي على شبكات التواصل الاجتماعي يوضح طريقة عمل هذا العقل قد غير رأي الكثير من الإنكار إلى التصديق أو التشكيك. وقد أعلن أهل الملياردير الصيني تشوانج سونج عزمهم على تجربة هذا المنتج عليه؛ لكونه قد أصيب بمرض الزهايمر ولم يعد يتعرف على أحد.
تعتمد طريقة عمل العقل الذكي على نقل جميع المعلومات من عقل الإنسان للعقل الذكي، ويعمل بأسلوب معقد من الخوارزميات لاتخاذ القرارات الضرورية وتحليل الأحداث. سعة أول عقل كانت تصل لمائة تيرابايت، وكان يحتوي على نظام تبريد بواسطة الماء. ويتم عمل نسخ احتياطية لجميع المعلومات على "cloud".
في الخامس والعشرين من شهر أغسطس، تمت عملية الزراعة تحت إشراف عدد كبير من الأطباء والمختصين. استمرت العملية لمدة عشرين ساعة، وقد تمت بنجاح، ولكن كان الجميع بانتظار استيقاظ الملياردير للتأكد من فعالية العقل.
استيقظ الملياردير بين أهله وأخذ ينظر في وجوههم ومن ثم ابتسم، علم الأطباء أنه قد تعرف على أهله وأن العقل يعمل. حاول السيد سونج الكلام ولكن الكلمات كانت غير مفهومة وحاول مجددا فكان كلامه كالطفل، "آجو آجا". جلس بجنبه رئيس الأطباء وتكلم معه "سيد سونج سأسلك بعض الأسئلة وأجبني بإغماض عينك مرة واحدة لنعم ومرتان للا، هل تفهم ما أقول؟" أغمض السيد سونج عينه مرة واحدة. "جيد جدا، هل تحس بقلمي وهو يمس يدك؟" أجاب سونج بنعم." هل يمكنك رفع يدك اليمنى"، قام برفع رجله اليمنى. اعتقد رئيس الأطباء أن سونج لم يسمعه جيدا فأعاد السؤال وكان الجواب نفسه. رفع السيد سونج رجله اليمنى بدل يده اليمنى، فعرف رئيس الأطباء أنه قد وقع خطأ في نقل البيانات، جعل المريض ينسى بعض الأشياء ويخلط بعضها ببعض.
حاولت الشركة تصحيح الخطأ الذي حصل ولكن لا فائدة. فقدان بيانات شخص بعمر التسعين لا يمكن تعويضها. وتوفي السيد سونج بعد فشل العقل الذكي.
بعد شهر استحوذت شركة هواوي على شركة نايو، وكانت قد أعلنت قبل عدة شهور دخولها في عقد تعاوني مع شركة سامسونج لصناعة العقل الذكي. وتمكنت الشركتان بعد مدة قصيرة من صنع عقل ذكي أطلق عليه اسم "BSH 1". تمت تجربة العقل مباشرة على ملياردير من إحدى الدول العربية أصابه الخرف. هذه المرة نجحت العملية واستعاد الملياردير صحته ونشاطه. أصبح الملياردير لا ينسى شيئا، وتمكن من الإجابة عن أسئلة معقدة جدا، فالعقل الجديد لديه القدرة على البحث في محرك جوجل. كان سعر العقل مليون! لا لم يكن مليون، سعر العقل الذكي BSH 1 مليار دولار. لم يتمكن الملياردير من تسديد بقية المبلغ في الوقت المناسب وأطفئ عقله حسب العقد الموقع.
الفصل الثالث
تمكن فقط ثلاثين شخصا حول العالم من الحصول على العقل الذكي BSH 1. وفي وقت قصير تمكنوا من السيطرة على كل شيء تقريبا، وأعلنوا أنفسهم آلهة، "الآلهة الثلاثين". استطاع الآلهة من الاتحاد والاجتماع والتخطيط والدراسة في نفس الوقت كعقل واحد جبار، رغم بعد الأجساد إلا أنهم كانوا عقلا واحدا.
قرر الآلهة أن العيش وسط البشر لا يليق بمقامهم، فبدأوا ببناء مدينة الآلهة الكبيرة. مدينة الآلهة كانت تقوم على أعمدة تمتد من الأرض إلى ارتفاع ثلاثين مترا، بني فوقها ثلاثين قصرا حول العالم ومصانع مخصصة لتصنيع قطع الغيار وعيادات الصيانة. لم يكن في مدينة الآلهة غير الاسمنت والحديد. فلم يكن الآلهة بحاجة للأكل أو التنفس، لم يكونوا بحاجة لحيوانات أو نباتات.
تم بناء المدينة في خلال خمسة عشر عاما. وظف لهذه المهمة المتحولون بنسبة 50٪. وقد وعدوا بالحصول على منازل في هذه المدينة الخيالية، غير أن الآلهة لم تلتزم بهذا الوعد. بعد اكتمال البناء أرسلت الآلهة رسائل خاصة للمتحولين بنسبة 90٪ لتعيينهم كوزراء، وفي المقابل سوف يتم تركيب عقول ذكية لهم ولكن بنسخ مخفضة، ليتمكن الآلهة من السيطرة عليهم بشكل كلي.
انتشرت في وقت قصير مذاهب كثيرة ترتكز على عبادة الآلهة الثلاثين، على أمل الحصول على عطف الآلهة والتمكن من الانتقال للعيش في مدينتهم. وبعد إعلان الآلهة نيتهم توظيف عمال من المتحولين بنسبة 50٪، اعتقد عبيدهم بأن دعواتهم قد استجيبت. جاءت شروط التوظيف بما لم يتوقعه أحد، شرط التوظيف واضح وبسيط للعيش والعمل في مدينة الآلهة يجب على الشخص تقديم تضحية عظمى وقتل أحد أفراد عائلته.
بالرغم من هذا الشرط القاسي، إلا أن حلم العيش بين الآلهة جعل المئات يقدمون على تقديم الأضاحي، وقتل أحبائهم وأبنائهم، وأجاز لهم كهنتهم هذا العمل في سبيل التقرب من الآلهة.
حصلت الآلهة على مبتغاها، بقي أمر واحد قيد التنفيذ لتكتمل به مدينة الآلهة، وهو الدرع الحامي. أحيطت المدينة بدرع كهرومغناطيسي متطور يحميها من أي اعتداء أو محاولات لدخول المدينة.
الفصل الرابع
البشر، ما حال البشر في هذا الوقت؟ انتشرت المجاعات، تزايدت نسبة الجريمة بحيث لم يكن من الآمن أبدا الخروج ليلا، أصبحت الأرض غابة البقاء فيها للأقوى. انخفض عدد السكان إلى النصف في غضون الخمسين عاما. وكثير من الدول أصبحت شبه مهجورة.
حاول الكثير على مدى السنين اختراق درع مدينة الآلهة بغير جدوى. الطائرات لا يمكنها الطيران فوقه، الصواريخ لا يمكنها اختراقه، المتفجرات لم تؤثر في الأعمدة، وكلما مرت السنين أصبح الوصول للحل أصعب. معظم البشر أصبحوا أميين وجُهال، لا يوجد مدارس وجامعات ولا يوجد مواقع تعليمية، كلها أغلقت وأصبحت تحت سيطرة الآلهة. كانت خطة الآلهة جعل الكل دون مستواها لتدوم سلطتها.
في العام 2100، ومن غير سابق إنذار أعلنت الآلهة حالة الطوارئ وقامت بإرسال خمسة جنود شبه آليين إلى خمس دول حول العالم، الأرجنتين، إيطاليا، أستراليا، إيران، واليابان.
لم يعلم أحد ما الذي حدث، غير أن الجنود كانوا يتحركون بسرعة للبحث عن أحدهم ويقتلون كل من كان في طريقهم. لم يستطع أحد إيقافهم، اختبأ الناس في حفرهم منتظرين انتهاء هذا الهجوم.
استمر الهجوم لساعات، ومن ثم توقف في أربع دول وانسحب منها الجنود. لم يبقى إلا الجندي في اليابان، لا زال يبحث ويقتل. وعند منتصف الليل توقف كل شيء، لم يتوقف الجندي فقط بل كل شيء. تم إيقاف كل جهاز على وجه الكرة الأرضية وانطفأت مدينة الآلهة بعد أن كانت تزهوا بالأنوار.
قبل ثلاث سنين.
جمع أحد العباقرة البشريين، أفضل المبرمجين حول العالم، وقد استغرق جمعهم سنة كاملة. عقدت اجتماعات سرية خطط فيها الفريق للقضاء على الآلهة، أو الموت في شرف المحاولة.
كان الفريق متأكدا من وجود سيرفرات عملاقة حول العالم تحوي معلومات عقول الآلهة، ولو تمكنوا من إيجادها والدخول لها سوف يتمكنون من القضاء عليهم والعيش بهناء. فعلا بعد بحث طويل وتحقيق وجدوا السيرفرات في ثلاث مناطق، الولايات المتحدة، روسيا واستراليا.
لم تشعر الآلهة بوجود أي مؤامرة، في الحقيقة لم تتوقع حسابات الخوارزميات للعقل الذكي حصول أي شيء مضر للآلهة في غضون العشر سنوات القادمة.
في العام 2100 بدأ هجوم العباقرة، كانت الفكرة بأن يتم الهجوم كشخص واحد ولكن من دول مختلفة وبهذا لا يعلم العدو أين مصدر الهجوم وهذا قد يكسبهم بعض الوقت. تفاجأت الآلهة بالهجوم وأرسلت جنودها، كلما وجد جندي أحد العباقرة وقتله، لم يتأثر عمل البقية، فعملهم جميعا كشخص واحد.
تمكن الجنود من أربعة من العباقرة وبقي أمل البشرية قائما على العبقري الياباني. كان يعلم أنه الأمل الأخير، عمل بأقصى طاقته وقد اقترب كثيرا من الدخول للسيرفرات، دقيقة واحدة تفصله عن النهاية.
وأثناء عمله سمع صراخا في الخارج وصوت إطلاق نار، بعدها عم الهدوء فعلم أنه لم يبقى من أهله إلا هو، لم يرف له جفن ولم يتوقف. في الخارج أصوات خطوات تقترب من حجرته فتح الجندي الباب ولم يكن في الحجرة أحد، العبقري لم يكن في الحجرة وإنما كان في قبو تحتها وأثناء محاولات الجندي للعثور على المدخل أنهى العبقري الدخول للسيرفر بنجاح، لم يكد يصدق عينيه، كل ما عليه فعله هو الضغط على زر "enter".
لم يتردد للحظة ومن أجل تضحيات كل من أصدقائه وأهله ضغط على الزر والدموع تملأ عينيه، وتوقف كل شيء.
عم المكان هدوء لم يسبق له مثيل. خرج العبقري للخارج متجاهلا الجثث حوله، كل ما كان يدور في عقله هو سؤال. هل نجحت الخطة؟ هل تخلصنا من الآلهة؟ وعندما نظر نحو السماء، نحو مدينة الآلهة، وجد الجواب واضحا.
عاد العبقري للقبو وجلس مكانه، لم يشعر بالفرح، لم يشعر بالحزن، لم يعلم ما الذي يجب أن يشعر به. ثم تنهد وقال "ماذا الآن؟"

عقيل العريبي
 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 26, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المتحولونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن