الفصل الأول والأخير.

1.3K 176 107
                                    

«حتى المرضُ يُصبح مُحبَّبًا عندما تعرف أنّ هناك أشخاصًا ينتظرون شفاءك كما ينتظرون العيد

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

«حتى المرضُ يُصبح مُحبَّبًا عندما تعرف أنّ هناك أشخاصًا ينتظرون شفاءك كما ينتظرون العيد.»

تفحّصتُ هذه العبارة بعينيَّ من كتابٍ كانت تُمسكه هذه السيّدة التي تحملُني، وأسفل تلك العبارة وجدتُ اسمًا غريبًا رُبما هو لقائل هذه العبارة، كان يُدعى (أنطون تشيخوف).

«جدتي، سأذهب لزيارة صديقتي؛ سمعتُ أنها مريضةٌ.»

ظهرتْ تلك الفتاة ضيّقة العينين بغرفة المعيشة العصرية بهذا المنزل تستأذن، حتى اختلّ توازُني وكدتُ أقع؛ بسبب نهوض تلك السيدة التي أجلس على جلد رقبتها تنظر لحفيدتها مُعاتِبةً ترفع سبّابتها اليُمنى:

«لن تذهبي لمنزلها (تشو-هي)؛ لقد سمعتُ أنّ الفتاة مُصابَةٌ بذلك الڤيروس الذي بدأ بالانتشار مؤخرًا، ما كان اسمه؟»
«كوڤيد-١٩ جدتي.»

ردّت الحفيدة تساؤل جدتها مُتنهدةً باستياءٍ، فهزّت الجدة رأسها تُكوّر وجنتيها هامسةً بحنانٍ:

«أجل، هذا اسمه، اسمعيني حبيبتي، أنا أفعل هذا فقط لحمايتكِ، أعلم أنكِ لا زلتِ بالرابعة عشرة من عمركِ ومن حقكِ الخروج والتمتُّع بحياتكِ، ولكن ليس في ظلّ هذه الظروف العصيبة، لقد سجّلت دولتنا ثلاثين حالةً إيجابية الإصابة بذلك الڤيروس، وهذا العدد جيّد ولا يُعدُّ خطيرًا بالنسبة لقُربنا من الصين المصدر الرئيسي لانتشار هذا الڤيروس، حكومتنا تُساعد على تحجيم الإصابة ومن واجبنا نحن أيضًا كشعبٍ أن نساعدهم بالاستماع لتحذيراتهم والبقاء بالمنازل بعيدًا عن الازدحام.»

«حسنًا، أنا أفهمكِ جيدًا، أتمنى أن تنتهي هذه الفترة ويعود العالم لطبيعته؛ فالبقاء بالمنزل مملٌ جدًا.»

أومأت الحفيدة بتفهُّمٍ رغم الضيق الواضح بملامحها، أوه، تبدو لطيفةً على أن ينتقل رفاقي لها من جدتها، ولكنّه العمل، العملُ ينادينا.

بدأ رفاقي يتزاحمون على الانتقال من كفيّ هذه السيدة التي تحملُنا لجلد وجنتيّ حفيدتها التي تكوِّرهما، مستعدين لإصابة تلك الفتاة الصغيرة بنا كما جدتها التي لا تعلم بوجودنا بجسدها ذاتًا.

المريضة ٣١ - وان شوت.Where stories live. Discover now