إقتباس ♡

6.3K 72 32
                                    

إقـتـبـاس ♡

وصلت خلفه إلى منطقة شعبية، مزدحمة جدًا، مليئة بالمحلات التُجارية، الأطفال يركضون هنا وهناك يلعبون بالكرة، صفت السيارة جانبًا ثم ترجلت منها وهي تسير ورائه بقدميها وقد ساعدها بطء حركته بدراجته بسبب هذا الإزدحام.
وضعت يدها على فمها تُكتم شهقتها عندما استمعت لطفلٍ صغيرٍ يطلق لفظ نابي لا يفترض أن يخرج من شفتيه؛ بينما لا أحد يهتم ولم يوبخه أي شخص، وكأنه شيئًا.. طبيعي!
تقلصت ملامحها بإرتباك وهي تستمع لإحدى المُغازلات الجريئة من أحد الشباب على ملابسها، فنظرت لنفسها بإستغراب قبل أن تشهق للمرة الثانية وهي تكتشف أنها لم ترتدي سترتها بل تسير في هذه المنطقة عارية الأكتاف!!
نظرت للخلف نحو سيارتها لتجد نفسها ابتعدت بقدرٍ لا بأس به، ثم التفتت مرة أخرى تنظر نحوه لتجده مستمرًا في التحرك، فزفرت بقلة حيلة قبل أن تُكمل سيرها خلفه، متغاضية عن رُعبها الذي يستوطن قلبها.
وقف أخيرًا وصف دراجته البُخارية عند إحدى البيوت القديمة المُتهالِكة، فـ ركضت بسرعة حتى تستطيع اللحاق به قبل أن يصعد إلى منزله.
وبالفعل نادت عليه بسرعة وهي تلهث جراء ركضها، وقد لاحظ هو بأنها نادته بذلك الإسم الذي أخبر الفتاة به!
التفت لها وطالعها بريبةٍ، ليصدق حدسه عندما رأى منظرها وملابسها التي توحي بثرائها مما يؤكد بأنها تابعة لهذا المطعم الذي لا يرتاده سوى "أولاد الناس".
نزل سريعًا للأسفل مرة أخرى ثم سحبها من ذراعها نحوه وتركها خلف ظهره بإهمال قبل أن يغلق باب العمارة عليهما حتى لا يراهما أحد.
التفت لها للمرة الثانية ليجدها تطالعه بخوفٍ، فرمقها بنظرة شاملة، قبل أن يتسائل بغلظة:
-"إنتِ مين وعايزة إيه؟!".
أخذت نفس عميق، ورسمت القوة على ملامحها، قبل أن تخبره في ثقة:
-"أنا شوفتك في المطعم، وشوفتك وانت بتاخد الفلوس.. من البنتين!".
لم تظهر على ملامحه التأثر بما تقوله والتي كانت تناشده، بل صدمها بقوله البارد:
-"عايزة إيه يعني؟".
بللت شفتاها بإرتباكٍ، وهتفت بحيرة وغباءٍ ليس من طبعها وقد أقلقها بروده:
-"إنت مش خايف أبلغ عنك؟".
قهقه بخفة قبل أن يقترب منها بغتة ولم يسعفها الوقت للإبتعاد، لتجده يقبض على ذراعها يُقربها منه قائلًا بإبتسامة خبيثة:
-"دا لو طلعتِ من هنا أصلًا!".
توسعت عيناها برعبٍ، وهتفت بسرعة علّها يمكنها إنقاذ نفسها من براثنه:
-"استنى بس أنا مش جاية هنا عشان أهددك، أنا عايزاك في..".
صمتت وهي تبحث عن كلمة مُناسبة، قبل أن تردف:
-"تقدر تقول كدا شغل!".
عقد حاجباه وطالعها بملامح مُبهمة بالنسبة لها، بينما هو ينظر لها يحاول أن يبحث في عينيها عن صدقها، ثم أبعدها عنه قليلًا ولكنه ما زال ممسكًا بذراعها، يشملها بنظرة تفحصية، قبل أن يقول أخيرًا بنبرة ساخرة:
-"وشغل ايه دا اللي انتِ عايزاني فيه؟".
انكمشت على نفسها بوجلٍ من نظراته التي أربكتها وجعلتها تلعن نفسها آلاف المرات، وفكرت في التراجع، ولكن لا ليس له مجال الآن، فهي قطعت شوطًا كبيرًا وقد استهلك الرعب كثيرًا من نفسيتها، لذا ردت بشجاعة واهية:
-"عايزاك تمثل إنك حبيبي!".
لم يحرك ساكنًا وهو ينظر لها قبل أن ينفجر ضحكًا أمامها، فسحبت ذراعها منه بعنف، ثم تخصرت وهي تخبره في حدة وتحدٍ:
-"متضحكش كدا، مش تستنى لما تعرف المبلغ اللي هديهولك الأول!".
سيطر على ضحكاته بصعوبة ثم تسائل بإبتسامة مُلِحة تحمل في طياتها السخرية:
-"كام المبلغ.. يا حبيبتي!".
رمقته بغيظٍ قبل أن تلقي في وجهه رقم المبلغ التي اخترعته الآن، فـ انفجر ضحكًا مرة أخرى وهو يضع يد على جبهته والأخرى على خصره وهو يلتفت للخلف في حركة تلقائية، قبل أن يلتفت بجسده نحوها مرة أخرى، متسائلًا بتهكم وما زالت بقايا ضحكته عالقة في نبرته:
-«للدرجادي واقعة ومش لاقية حد يحبك عشان تدفعيلي "...." بحالهم على الحوار التافه دا..!».
كلماته الساخرة كانت كالملح الذي يوضع على جرحٍ حديث ليزيد من ألمِ صاحبهِ، ترقرقت الدموع في عينيها ولكنها أبت الخروج من مأمنها وهي تهتف في قوةٍ:
-"حاجة متخصكش، ها موافق ولا أشوف حد غيرك!".
حك ذقنه النامية كنايةً عن تفكيره، ثم رفع إحدى حاجبيه لثانية وهو يقول بما يشبه موافقة مبدئية:
-"رسيني على الحوار وأنا هفكر وأقولك!".
زفرت بضيقٍ قبل أن تقص عليه بإختصار:
-"الإكس بتاعي سابني عشان يرتبط بأكتر بنت أنا بكرهها في الدنيا، فانا عايزاك تمثل إنك البوي فريند بتاعي عشان أغيظه!".
ضحك مرة أخرى بقوة أكبر من سابقتيها، لتهدر بنفاذ صبر:
-"لا بقى كدا كتير!".
تمتم من بين ضحكاته:
-"لا مش معقول بجد، انتِ تافهة جدًا..!".
ردت بعصبية وهي تكاد تخرج الهواء من أذنيها كالثور الغاضب:
-"وانت مالك انت تافهة ولا مش تافهة!.. المُهم إنك هتاخد مبلغ حلو يخليك تبطل سرقة شوية!".
هتفت أخر جملة وهي تقلب عيناها بإزدراء، ليرد الآخر بسخريته المعهودة:
-"والله أبقى نصاب أحسن من إني أبقى تافه!".
قلبت عيناها بمللٍ وغضبٍ، قبل أن تسأله بنفاذ صبر:
-"طب ها موافق ولا لأ؟!!".
-"موافق، بس تديني نص المبلغ قبل أي حاجة!".
كانت سترفض ولكنها وجدتها فرصة جيدة لتهديده:
-"تمام، كدا كدا لو حاولت تتهرب مني بعدها، فأنا عارفة بيتك وعارفة نمرة الريس بتاعتك، يعني هعرف أجيبك!".
قرصها من وجنتها ببعضٍ من الحدة وهو يخبرها بنبرة غليظة:
-"من غير تهديد يا حلوة مش أمير اللي يهرب!".
صفعت يده ثم تسائلت بحيرة وهي تدلك وجنتها أثر قرصته:
-"أمير مين، مش انت إسمك محمد؟".
-"بطلي غباء أكيد مكونتش هقولها إسمي الحقيقي!".
رفعت سبابتها في وجهه وهي تهتف بتحذيرٍ:
-"اسمع بقى، لو عايزنا نبقى كويسين مع بعض بطل طولة لسان، واعتبر نفسك موظف في شركة، كل ما تضايقني هخصم من الفلوس اللي هديهالك!".
رفع سبابته هو الآخر وعانق به سبابتها يجذبها نحوه من خلاله، هاتفًا بنبرة تماثل نبرتها التحذيرية:
-"وانتِ كمان تبطلي تهديد، يا إما هقلب الليلة على دماغك!".
سحبت إصبعها منه وهي تزفر الهواء من فمها بضيقٍ، ثم تخطته ووقفت أمام الباب المُغلق عاقدة ذراعيها أسفل صدرها قائلة بنبرة آمرة:
-"تعالى وصلني لحد عربيتي، الناس هنا مش أمان أبدًا..!".
رمقها من الأسفل للأعلى بنظرة جعلتها تشعر بالإحتقار من نفسها، وهو لم يرحمها بل جلدها بسوط كلماته:
-"الناس هي اللي مش أمان ولا انتِ اللي صباح الفل!".
-"ممكن تنجز، ومش لازم كل كلمة تردلي عليها بعشرة!".
-"أنا أقول اللي أنا عايزه، يلا قدامي!".

دي نوفيلا جديدة إسمها لعبة بإسم الحُب، هتنزل قريب إن شاء ﷲ.

إمتى تحديدًا، مش عارفة بصراحة، بس هو قريب بإذن الله ❤
إ

دعولي إنتم بس، عشان أنا في تالتة ثانوي السنادي ومشغولة والله ❤
وقولولي رأيكم في الإقتباس دا، وإيه رأيكم في البطل المعفن دا 😂

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لعبة باسم الحب | ملك هشام شاهينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن