لن أكون ابنته بعد الآن

15 3 0
                                    

لقد كنت أجهل حقيقة نفسي، أتمشي كل يوم في غرفتي -ذات الجو الكئيب- ذهاباً وإياباً وأنا اتساءل: يا تُري من أنا، ولمن أنتمي؟، لطالما لازمتني تلك الأسئلة كما انها في الكثير من الأحيان كانت تُحاصرني وأنا علي فراشي أتأهب لموتي المؤقت، لطالما تساءلت كثيراً عن سبب تلك الأفكار المتمردة التي تزورني من حينٍ لأخر، وأيضاً عن ماهية تلك الخيالات التي تُخيل ليّ أنتي لا أُهزم، أوهام توسوس في عقلي لا تصمت أبداً، إذ تتحدث وتتحدث وتستمر بإخباري بأنني لا أنتمي إلي هذا العالم الفوضوي الذي به لمسة من السلام وأنني أنتمي للمثالية، فقط المثالية، كل يوم يُغدقني بأوامر كثيرة ويدعونني لتخريب هذا العالم؛ فأنا في النهاية أنتمي لذلك المتمرد الأعظم ذو الأجنحة والقرون الحمراء البشعة، ذلك الكيان الذي خدعني وخيل ليّ أنه صالح وأنه يعمل لخير البشرية ومع انني أعرف كل مخططاته اللعينة إلا انني أحببت السلطة أكثر من أي شئ آخر، ذلك الذي علّمني أن أُضرم النيران في أرجاء ذلك العالم الواسع وأن أُفشي الكراهية بين جميع الناس وقاعدته اللعينة القاسية، تلك التي تقول "ليس للجميع الحق في الحياة، ففي الكثير من الأحيان تُولدون فقط لخدمتنا وطاعه أوامرنا"، لا داعي للقلق؛ فأنا لن أُصيب آخرين بمكروه؛ لإنه ما تبقت إلا دقائق قليلة وتصل عربة الإسعاف ومعها الشرطة حينها سأتحرر من ذلك العقد الأسود الذي قيدني به، سأتحرر أخيراً ولن يكون له سلطة علي روحي بعد الآن.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 30, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

خواطر بقلمي📍Where stories live. Discover now