مَشاكل تُواجه المُصمم

179 26 16
                                    

حياة الفنان ليست نعيمًا كما يخاله البعض، فهي لا تَقل قسوة عن حياة المعماري أو الطبيب، بل قد تكون محفوفة بحظٍ عثر لم يقابله أي موظف دونه.
نحن لم نكن أبدًا من ذوي الحيوات الهادئة بل لطالما كان واقعنا يعج بالكوارث المخجلة؛ لذا سنعرض لكم بعضًا من تلك الأحداث شبه اليومية والتي لم تخلُ حياة أي مصمم مخضرم منها.

أولًا: «خطأ في التحميل»

بالتأكيد كونك أحد المصممين ليس بالأمر الهين وتعرضك لكارثة فنية أثناء إتمامك لعملك لن يشكل احتمالا ضئيلا، ولكن مهما كانت ذات وقع سيء فهي لن تصل لسوء أن يحدث خطأ وتغلق واجهة برنامج التصميم فجأة دون سابق إنذار! وبخاصةٍ إن كنت على مشارف ختم مشروع عمل جديد استغرق منك ساعات دون فواصل.

ثانيًا: «العميل دومًا على حق!»

احترام العملاء بجانب وضع آرائهم في عين الاعتبار هو مهمة أي صاحب عمل ذو قدر كبير من الأخلاق الحميدة، إنه الصواب، أعلم ذلك جيدًا ولكن قراره غير متروك للمصمم؛ فكونك بتلك المهنة يجبرك على تحمل كامل أوامره -والتي يسميها هو بعرض طلب بسيط- غير مسموح لك بأن تحاول القيام بالعمل من منظورك الخاص، يجب أن تتقبل كامل تذمراته اللامتناهية وتسلطه عليك في تعديل طلبه المنتهي من الأساس، نفِّذ كامل التفاصيل الذي وضعها لك في الطلب والواجب تسليمه في مهلة زمنية لا تقاس بالأيام حتى، من قال أن لك الحق في رفض أوامره؟ أنت نكرة عزيزي، نفذ أو سيجد أي رسامٍ غيرك فَهُم كثر.

ثالثًا: «قُطعَ الاتصال»

جهز كوبًا من مشروبك المفضل من ثم بادر في جلب قلم رصاص وورقة عادية، وزّع أفكارك هنا وهناك، حاول أن تولد الفكرة النهائية لما يجب عليك إتمام مشروعك الجديد به، أتعلم جيدًا ما عليك فعله الآن؟ إذن باشر في عملك! ولكن بينما تقوم بالعمل إياك وأن.. أوبس، لقد فات الآوان على تحذيرك، قطع اتصالك مع الإلهام بالفعل، عاود الاتصال في وقتٍ لاحق.

رابعًا: «الغزال في عين المصمم قرد»

دوما ما يقوم الفني بعمل صورة تقرب للشمول عما يجب أن يكونه تصميمه، فإذا لم تنافس لوحات دافينشي في دقتها وفخامة تفاصيلها لن تكون ذات أهمية له، لذلك سيعمل جاهدا لإنتاجها كما يجب، هل انتهى من صنع لوحة الموناليزا الخاصة به؟ لا، كانت جيدة لكن ليست بروعة مخيلته فقام بكبها في ملف المهملات دون أن يرأف قلبه عليها.

خامسًا: «حظٌ من فمِ كلب»

مهما اختلف كل فني بذاته وبإظهار هذا الاختلاف في آداء أعماله بطريقته الخاصة، فلن يغير هذا من أن مصيره مرتبط بحظ عثر كما باقي زملائه الفنيين، يكاد يجزم أنه لولا عدم وجود ما يصف حياته في المعجم غير تلك الكلمة المقرونة بسيء لكان استحى أن يقول عليها نوعٌ من الحظوظ حتى وإن كانت ضحلة المعالم.
إن لم يكن جهازك المحمول من أصابه مس من جنون البقر وفقد صوابه إذًا هو الحاسوب النقال، إن لم يكن الحاسوب إذا فهم عائلتك المحبة والذين لن يفكوا أسرك قبل أن تتهاطل عليك ألف مهمة ومهمة، وعند تنفيذها جميعًا ستحمد الله إن بقيت تتذكر اسمك حين ذاك.

خَلاَّقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن