وَهم

زينترا والطفل المنبوذ

هل فكرتم يوماً بسبب الحروب؟ أظن بأن سببها الرئيسي هو الحب نعم الحب وليس الكراهية والحقد كما يقولون فمثلاً أن تشن حرب على نفسك من أجل الحب! إليكم إحدى القصص التي يجتمع فيها الخير والشر بشخص واحد! إليكم قصتي قصة ( جون ) قصة الطفل الذي بدأت حياته في عالم يتكون من قارة واحدة تنقسم الى ثلاثة ممالك رئيسية المملكة الأولى ( بلاك روي ) في شمال القارة مملكة سكنتها مخلوقات تدعى وتسمى بالغيلان او الوحوش الخضراء كما كانوا يسموهم ومملكة ( أثيريا ) مملكة الثلج والبرد القارص في جنوب القارة سكنها الاقزام والإلف وهم مخلوقات نصف بشرية وأخيراً المملكة التي نشأت داخلها مملكة البشر ( ريفندهول ) في منتصف القارة والنقطة الفاصلة بين الشمال والجنوب وسميت هذه القارة التي جمعت الثلاثة ممالك بأسم ( زينترا ) كأي طفل اخر داخل اسوار ( ريفندهول ) لقد نشأت على القصص والحكايات التي تروي لنا وحشية الغيلان عن تلك القصص المرعبة عنهم وما افتعلوه من حروب بالقارة وعن الضحايا التي وقعت بسببهم وعن حاكمهم وقادئهم
( استافوس ) عديم الرحمة لقد وصلت العاشرة من عمري وانا مليء بالحقد عليهم من رغم انني لم التقي بهم يوماً لقد اكتفيت بسماع القصص فقط حتى احكم عليهم الى أن جاءت هي وأقصد بهي حب الطفولة او حبي الوحيد ان صح القول تلك الفتاة من الجنوب تلك الفتاة النصف البشرية التي هي من الإلف انها ( سيري ) ابنة حاكم ( أثيريا ) التي التقيت بها أثناء زيارة عائلتها الملكية لوالدي حاكم ( ريفندهول ) الذي كان يعاني من المرض بتلك الفترة دخلت هي وعائلتها القصر خاصتنا وقدمنا كل شيء لها ولعائلتها و عند انتهائنا من العشاء إذ ابي يقول لي فلتذهب انتَ و ( سيري ) بجولة ولتعرفها على ارجاء القصر وبالفعل ذهبت انا و هي بجولة داخل القصر وعلى مدار هذه الجولة لم استطيع ان ابعد عيناي عن خدها المحمر لقد كانت خجولة بعض الشيء لدرجة انها لم تنطق بكلمة واحدة لكنها تحدثت بل انفجرت بوجهي عندما حدثتها عن كرهي للغيلان والى يومنا هذا الكلام الذي قالته حينها يتكرر برأسي مراراً و تكراراً حيث قالت : في عالمنا يحكمون على المرء فقط من الماضي خاصته او حتى ربما بمجرد خرافات تسمونها بالحكايات إن الكراهية لا توققها الكراهية إنما الحب يفعل! تذكر هذا يا ( جون ) ثم عادت الي ابيها غاضبة تطلب منه العودة إلى الديار لم يستمع إليها بالتأكيد لكن كانوا سيرحلون يجميع الحالات ولقد رحلوا بالفعل من بعدها سألني ابي غاضباً عن ما الذي جرى لكي تغضب ( سيري ) بهذا الشكل لقد قلت له الحقيقة لكن ظن بأنني كاذب لم يصدقني حينها وقال لي لقد نزعت الزيارة ( جون ) ثم طردني خارج القصر كعقاب لي حيث كانت الناس تنظر الي بنظرات مرعبة وعابسة وكأن عيونهم كانت تحدثني قائلة
لابد من أنك ابن فاشل لكي يطردك الملك
لابد من انك افتعلت شيئا لا يغتفر شعرت حينها كأنني منبوذ حتى اصدقائي الذين تربيت ونشأت ولعبت معهم كانوا ينظرون لي باستحقار وشفقة وبلحظة كان الغضب كاللهب يحرق جسدي قررت قراراً مجنوناً بأن اقوم باللحاق بعائلة الإلف لأجعل ( سيري ) تخبر الناس بالحقيقة ولأسئلها عن ما الذي كانت تقصده وعن معنى كلامها الذي كان كاللعنة بنسبة لي، ومن هنا تبدأ رحلة الطفل المنبوذ ذو العشرة أعوام نحو الجنوب وحيداً دون صديق وحيداً دون شيء الطفل الهارب الضعيف بأعين البشر والابن العاق الفاشل بعين أبيه وعائلته