عادات الجنود.

160 18 3
                                    

« تجمعوا! » صرخت الجنرال بقوة ليصطف كل الجنود دفعة واحدة أمامها متّخذين وضعية العساكر، على غير العادة فقد كانوا منظمين اليوم! 

نظرت لهم بدهشة لعدم إعادتها الكلام مرة أخرى وعدم إزعاج حنجرتها بالصراخ مجددًا إلا أنها سريعًا تمتمت تكلم نفسها بتفاخر « أحب شخصيتي القيادية » أنهت حديثها ثم بدأت في السير ذهابًا وإيابًا من بداية الصف إلى نهايته…

لم تكمل دورتها السادسة حتى قاطعتها روما قائلة بضجر: « لدي الكثير من الأغلفة قيد التصميم، لذا فلتخبرينا ما تريدينه بسرعة » 

أيدها باقي الجنود لتردف بعد أن بدأت أصواتهم تعلوا: « صمتًا! سأخبركم فقط أغلقوا أفواهكم فاليوم يومٌ مميز، قررت أن أقوم بفضحكم » ابتسمت بخبث في نهاية كلامها لتزيلها سريعا بعد أن طالعها الكل بشك ..

« أقصد سوف أعرف متابعينا الأعزاء أكثر عنكم، وقد قررت أن تخبروهم عن بعض عاداتكم بيننا » أكملت بجدية مصطنعة 

لتقلب باء عينيها بملل ثم تردف بسخرية : « وكيف ذلك؟ »

كانت إل بشكل ما تتوقع ذلك السؤال منهم لذا أجابت قائلة ببساطة : « كل ما عليكم فعله هو أن تصارحوهم بعادة أو اثنتين من عاداتكم» 

«تتحدثين وكأنه أسهل شيء في الكون، رجاءً لاحظي أنك تطلبين منا البوح بجزء من كوارثنا! »  نطقت ميلا هذه المرة باستنكار لتتجاهلها الجنرال مكملة كلامها «هيا! لقد أطلتم الحديث، لذا يكفي إضاعة المزيد من الوقت، ولا مزيد من التعليقات لكي تنتهوا سريعًا» 

تقدمت تاء هذه المرة تزامنا مع صمت الجميع قائلة بهدوء : «  عادتي هي الاختفاء والعمل في الخفاء» أنهت كلامها لترجع إلى الوراء ثم تبتعد عائدة إلى عالمها.

« تلك عادتي!» تذمرت باء ثم أكملت بعد أن لاحظت نظرات إل الموجهة لها  « أختفي لقرون فأعود لأقص عليهم قصة  حياتي في رسالة وأستمتع قليلا برؤية كل الجنود يتطورون إلا أنا ثم أختفي مجددا » سخرت في نهاية كلامها ليصل إلى مسامعها تعليق روما المستهزئ : « لا تنسي توقيعك، كان معكم المنفصم إبليس، والآن حان دوري»  دفعت باء بخفة لتقف في مكانها قائلة بنبرة درامية : « عادتي هي حجز الكثير من العمل ثم التذمر من كثرته والذهاب لإل كي أتوسلها بطردي من الفريق أو الانسحاب » حركت الجنرال رأسها دلالة على يأسها من القابعة أمامها ثم أمرت البقية بالتقدم، لتقف هذه المرة المعاونة نيكس قائلة باتزان : « فضح الآخرين كالجنرال والتصرف بصرامة مع الجميع لأبدو بمظهر الشخص المخيف هما عاداتي » أنهت كلامها لتختفي هي الأخرى إلى عالمها، كان لا زال قرابة الخمسة أو الستة لم ينتهوا، لذا هذه المرة كان دور اللطيفة مارين التي وقفت في المنتصف  لتردف ببكاء مصطنع « عادتي هي التذمر من امتحاناتي وشتم جامعتي والدعاء بالسوء على صعوبة دروسي » أكملت نحيبها  وهي تبتعد عن الجميع بعد تذكرها للمقالات التي عليها أن تكتبها.

 لتأخذ مكانها العريف دال، انحنت بطريقة مسرحية ثم عاودت الوقوف لتتكلم قائلة: « عادتي بسيطة وتكمن في إرسال الرسائل الصوتية لهم للتعبير عن غضبي!» 

« فضائحكم مملة، أريد بعض الإثارة رجاءً»  كان هذا صوت المصممة اكس والتي اتخذت دور المشاهد هنا كذلك صاحبة العادة المعروفة أدى أغلب الجنود وهي الاختفاء والظهور مرة كل قرن كهلال العيد تماما.

 في ذلك الحين تقدمت الجندية أسكا قائلة بصراحة : 

«عادتي الكسل ورفيقتي فيه الجندية ساي، قد أصمم الغلاف في أسبوع إلا أنني أعدله في شهر» 

«وقريبا سأجرب السحر الأسود عليكِ» كان هذا رد الجنرال إل والتي ستصاب بشلل دماغي  في يوم ما سببه كسلهم.

ابتسمت أسكا ببراءة مصطنعة لتترك المكان لجنديتنا أم الثعالب فيليسيا : «معروفة بفهاوتي وعادتي هي ألا أكون موجودة عندما يجتمع الجنود وأن أتواجد عندما لا يكون هناك أي أحد» 

أنهت كلامها بحزن ليتردد صوت جيجي في الأرجاء قائلة بصراخ مصحوب ببعض الحماس « انتظروني لقد وصلت، بالمناسبة عادتي هي تصميم أطنان من الأغلفة كل شهر في محاولة مني لأكون النجمة وطبعا لازلت أحاول للآن»  

كانت إجابتها هي الأخيرة لأنه بالفعل لم يبقى أحد في المكان سوى الجنرال التي تنهدت براحة لانتهائها من هذا العمل دون فوضى وبنتائج مرضية بالنسبة لها، رغم أن أغلب الجنود لم يتواجدوا مع الحضور، اتضح أنهم مختفون بالفعل جميعًا. 

خَلاَّقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن