1|كتاب

154 7 30
                                    


كل شخصيات القصة و الأماكن والأحداث التاريخية من وحي خيال الكاتبة ولا تَمت للواقع بصلة

.
.
.
.

1708/10/25

{امبراطورية بارادايس:العاصمة ايلوستري}.
.
.

كالعادة كُل ما حل فصل الخريف على ايلوستري لا تنفكُ الامطارُ أن تهطل بغزارة فور بزوغ القمر على هذه المدينة الهادئة الجميلة التي عُرفت دوماً بالجو المعتدل البديع في فصلي الربيع و الصيف ،ولكن الخريف و الشتاء هما الأصعب على سكان المدينة.

وجهة نظر حارس المقبرة:

كانت هذه الليلة صعبة بالنسبة لي انها ليلة هادئة للغاية شوارع المدينة التي دائماً ما كانت تعج بالناس و أضواءها لا تنطفئ قد أصبحت فارغةً كُلياً في هذا الوقت من منتصف الليل
جميع السكان سيخلدون لنومهم بأسرتهم المريحة و منازلهم الدافئة اما انا سأبقى احرس هذا المكان الكئيب طوال الليل وسط المطر حتى شروق الشمس لكن هذا عملي لذا لايهم على اي حال.

إن المقابر هي أكثر مكانٍ كئيب قد يتواجد فيه الإنسان بمجرد ان تخطو اول خطواتك داخله يمكنك شم رائحة الموت ، رائحة الدموع والحزن الألم. قد يتسأل المرء هل هذه الأشياء لها رائحة اصلا؟؟ انها اشياء غير ملموسة ليكون لها رائحة لكن على كل حال مقصدي هو أن هذه الأشياء تُعطي احساس مزعج للغاية يلازمك طوال الوقت.

في هذا المكان حيث تنام تلك الأجساد التي بلا أرواح في هذا المكان كلهم موتى كلهم جثث هامدة لا دخل لمكانتك الاجتماعية او انتمائك العرقي او الديني ولا دخل لوظيفتك بأي شيء أن الموت لايهتم لكل هذه الأمور هنا تنام أجساد كل الفئات العمرية لا تنصدم من وجود رؤية قبر طفل صغير لم يبلغ ربيعه الخامس حتى او شابٍ يافع عمره لم يتجاوز العشرين. إن المقابِر تُذكرُ البشر أن نهايتهم هي الموت و كلهم ستنتهي رحلتهم يوماً ما و حين تأتي ساعة سلب ارواحهم لن تنفعهم أموالهم او مناصبهم او مكانتهم كُلها ستذهب مع الرياح.

ألقيت نظرتاً اخيرة على المكان حولي قبل أن أعود لكوخي الصغير المتواضع و احتمي به من الأمطار لكن لفت انتباهي مشهد ما ، لقد رأيت فتى يبدو صغيراً في السن بعض الشيء و من ملابسه يمكنك التخمين انهُ نبيل فقد كان يرتدي ملابساً فاخرة ويجلس أمام قبرٍ ما
شكله قد بدأ غريب بعض الشيء بالنسبة لي،
وما كان أغرب هو دخوله للمقابر المخصصة للعائلة الحاكمة

لم أرى من قبل شخصاً يملكُ شعراً ابيض هكذا و بشرته كانت كذلك بيضاء كأنها تنافس لون شعره ،
لقد كان يبدو وكأنه يتوهج وسط هذا المكان الماطر المظلم وملابسه الأنيقة تلك التي قد زادته جاذبية.
لم اركز بملامحه جيداً فأنا لا احتاج للتركيز بها لمعرفة هويته دائماً ما كان ذلك الشعر الأبيض يميز الإمبراطور ويليام ايڤان و ابنه الأمير ولي العهد إيان ايڤان.

Greenland||شَظايا مِن الماضيWhere stories live. Discover now