Part1

98 2 0
                                    

"وأنا أجالس هذه الورقة البيضاء، تذكرت إحدى ليالي شباط/فبراير 1988، يوم كنت أيضاً، جليس ورقة بيضاء.
كان القلق يتملّكني بعد أن قضيت النهار بطوله أؤجل هذه اللحظة. يومها استيقظت مبكراً؛ وقرّرت ببساطة أن أقرأ الصحيفة بداية، وكأن قراءة الصحف واحدة من أولويات الحياة! قرأتها كلّها، حتى إعلاناتها المبوّبة، أنا الذي ترك عمله ليغوص في عالم الأدب الخطر والمجهول. وبعد ساعة ونصف الساعة من القراءة الدقيقة والمنهجية للصفحات المطبوعة، قرّرت مغادرة المنزل، في محاولة مني لنسيان الأخبار التي لم تعد تثير رُعبنا، لأنها كانت تتكرّر باستمرار.
كنتُ أنوي إفراغ رأسي من كل أمر، كمن يفرغ قبواً من محتوياته. وذلك  ""لأكون مهيّأً للورقة البيضاء التي تنتظرني بفارغ الصبر على الآلة الكاتبة.

مشيت سريعاً على الرصيف البحري في كوباكابانا، والحنين يشدّني إلى إسبانيا، التي عشت فيها ردحاً، حيث تعودت رؤية السماء نفسها الملبّدة بالغيوم، والإحساس بحرارة الصباح نفسها. كانت الطبيعة التي تحيط بي وكأنها في صراع مع نفسها ومع عناصرها: أمواج البحر تصفع الشاطىء؛ الرياح تعصف بما بقي من شجر نخيل؛ العواصف التي تضرب السحب الحُبلى، لتلد بعد قليلٍ مسبّبة ازدحاماً خانقاً في السير.

تسارعت نبضات قلبي جدّاً. كان لدي فكرة، وكنت أملك قصة. لكنني لم أكن أعرف من أين أبدأ. أنزلت من قبل كتاباً وحيداً أسميته «مذكّرات مجوسي» وهو يمثّل رحلتي على طريق الحج في شمال إسبانيا، الطريق التي كانت في ذلك الوقت شبه منسية. دهشت يومها لوقع هذا الموضوع الذي استرعى خيال القرّاء البرازيليين، ورفع مبيعات الكتاب إلى أرقام مهمة؛ عنى ذلك أن لدي فرصة سانحة لنشر كتاب آخر، وكنت في حاجةٍ إلى انتهاز الفرصة. فرواية واحدة لا تتوجني كاتباً. كان عليّ المتابعة ما دمت أنوي المحافظة على الحلم، ونهر الكلمات لم يكن ليجفّ.""توجّهت إلى منزلي.. لم تنبس زوجتي كريستينا ببنت شفة. كانت تدرك أنني أسيرُ عاصفةٍ كتلك التي ستضرب مدينة ريو دي جانيرو.
أتعبني أنني لم أفعل شيئاً. فأخذت قيلولة ما بعد الغداء وغرقت في نومٍ عميقٍ خلا من الأحلام. عندما استيقظت، كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساء، وتلفزيونات الجوار تبث بصخب. وكان بمقدوري التقاط أصوات العائلات التي تتحضّر لتناول العشاء، أو لمتابعة برنامج تلفزيوني، أو لخوض الأحاديث حول يوم العمل الذي انتهى منذ قليل. توجهت إلى مكتبي، وجالستُ الورقة البيضاء وأنا أشعرُ بالذنب.
قطعتُ عهداً على نفسي أن أمثُل هناك لنصف ساعة على الأقل، حتى وإن لم أتمكّن من كتابة كلمة.
تذكّرت قول فرناندو بيساوا: «المرآة تعكس بدقّة متناهية، لا تُخطىء أبدأً، لأنها لا تفكّر». ينبغي ألّا أفكّر. يجدر بي أن أتصرّف كمرآة، وأن أكون كالبحيرة التي تعكس السماء.""وضعت أصابعي على حروف آلتي الكاتبة الكهربائية الأوليفيتي، وهي هدية تلقّيتها بمناسبة خطوبتي التي أخفقت في تحوّلها زواجاً.

أردت أن أتحدّث عن كل شيء. أردت أن أفهم لماذا تأخّرت كل هذا الوقت.وقبل كل شيء أردت أن أثبت لنفسي أنني قادرٌ على إبقاء تلك الشعلة متوهّجة.

من أين أبدأ؟
سكون.
صوت الحياة في الخارج. بدا فجأة وكأنه يتلاشى.
———————————-~~~~~~~~~~~~~~~~———————————

आप प्रकाशित भागों के अंत तक पहुँच चुके हैं।

⏰ पिछला अद्यतन: Jun 07, 2022 ⏰

नए भागों की सूचना पाने के लिए इस कहानी को अपनी लाइब्रेरी में जोड़ें!

الخيميائي : the alchemist जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें