١|أَمَاكِنْ.

4.2K 124 128
                                    

ومضات عديدة اخترقت جفناي تتغلغل بقسوة بين رموشي الكثيفة، ثم الضباب الذي غلف عيني، أترك جسدي يستسلم للخدر. هل العُمق الذي في قلوبنا يزداد كلما أدركناه، و فهمنا سببه...ألهذا عقلي يرفض التقبلُ؟
يتركني أتعفن معه حتى ان أبيت. يجعلني أزحف إليه بأصابعي لأني تركت أفكاري السوداء تستولي عليه فتتحول لشياطين تدور و تدور تنهش ما تبقى من روحي. و تترك بعض الفُتات المتعفن لأزحف إليه حتى أتأكد ما إن كان قاتم و سوداوي كبقيته، هل سأحتمل إذا رأيته؟
أطنانٌ من الأسئلة تنهال عليّ و الإجابة معدومة.

كرهت رؤية ضعفي و محاولة تقبّل الحياة التي حصلتُ عليها.
على الرغم من الذي أمر به فحالي أرحم من حال الآخرين...أنا حيةً تُرزق و روحي باقية في جسدي، حتى لو...
حتى لو لم تحتمل الخدوش و الشروخ التي ارسمها و أنحتها بداخلها فما زالت موجودة. ما قمت بفعله لا يغتفر، أليس كذلك؟ هذا أقل ما أستحق أن أحصل عليه.
أقول نحت و خدوش و هي بقايا فتات نست الشياطين أن تنهشها.

انبثقت قهقهة تهرب من فمي، أنا الآن كالمجنونة تضحك على ما حصلت عليه بطريقة غريبة.

أرجعت رأسي للخلف ببطئ و الصداع يأخذ بدوره و ينتشر محملًا معه طنينًا ثقيل لا يحتمل..رفعتُ يدي بإسترخاء أضعها على سطح يدي اليسرى لأنها الأخف ألمًا.
أصابعي تحركت بإنسيابية على أماكن جروح تمحورت حول الخط الأخضر المزرق تحت جلدي..لكنه أصبح مقرفًا و مقززًا بسببها.. رسغي لم يكن سوى مكان لجروح عديدة حتى و لو كان سيسبب لي نُدبًا صغيرة أو خدشًا بسيطًا فالسبب أسوأ. من يظن بأن تلك الجروح تفتح جروحًا.

هناك أماكن تزورها، تستذكرها و تتردد إليها أحيانًا، لكن أنا أصنعها بيدي و تلك الأماكن لم تكن سوى أماكن لجروح بارزة سببت لي ندبًا ألمها بسيط لكنه واسع. لا نهاية له يمتد مع امتداد عمق ماضيك. و الذنب الذي حملته في قلبي أصبح جرحًا يذكرني بنفسه كل ما لمحته صدفة.

شعرت بالهدوء لوهلة هدوء ليس ملائم لوضعي.. قاطع تلك اللحظة -المسالمة- طرق الباب و فتحه بعجلة، لقد استيقظت للتو، رفعت بصري ببطئ ناحية الطارق. لم تكن سوى الطبيبة المسؤولة عن حالتي تحمل ملفًا بوجه مرهق و تعابير سُحِبَ منها لونها الطبيعي. خمنت بأنه لي، ذاك الملف.
ابتسمت حالما رأتني و تبادلت النظرات بيني و بين الملف..
《كيف حالك يا رنا؟..》قالت و هي ترمي ما بيدها على طاولة صغيرة وُضعت بجانب السرير الأبيض.
《اليوم لدي خبر سعيد و مفاجأة لكِ، هل تريدين  معرفة ما هي؟..》.لم أستطع  التحدث و كأن حنجرتي جافة و متقرحة فأكتفيت بالنظر لها لتكمل بنبرة خفيضة يتخللها بعض الفرح و اللطف.《لأن أدائك تحسن الفترة الماضية قررنا بأنك تستطيعين أن  تعودي لحياتك الطبيعية.. لكن لا تخبرين أحد لأن هذه أشياء خاصة لا يجب على المريض معرفتها》.
أرتجفت أطراف شفتاي بخبث طمسته و خبأته بإبتسامة تُظهر الصف الأمامي من أسناني، كنت انتظر اللحظة بفارغ الصبر لمدة ثمانية أشهر كاملة.
لا يهم كم يبدو مظهري بائسًا من الخارج ما يهم هو الخلاص، ما أردته هو حريتي و سلامي بالخلاص.

__

--

اهلا..
قررت قراري و هو إعادة كتابة عِرَامْ*
بطريقة جديدة، اتمنى تعطوها كل الحب🫂.

الشخصيات بتتغير و بتكون واضحة اكثر، السرد و الحبكة بتتغير بعد و بتصير من منظور رنا.

رنا بتظهر بشخصيتها الي تكون مضطربة و اشياء ثانية ما اريد احرق.

شكرًا لكل شخص صوت،
iloveyou🫵🏻 🫦.

رَ.
باي..

عِرَامْ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن