الجانِب الأيسر مني يؤلمني، إنّهُ قلبي على وشك الانكسار، أشعر بأنّي سأتقيء.... هذا مقرف.
أفكار مُشوشة كتلفازٍ قديم معطل تُشتِتُني، فراغُ داخلي كعمقِ قعر البحر يُغرقُني، ظلامُ حولي كسلاسلٍ تربِط شياطين تُقيّدُني، لا قِوى لديّ كعجوز شُلَّ لستةِ عقود من حياتهِ تُحركُني، تعبتُ من كل شيء، فقدتُ شغفي لكلِ شيء، أنا لم أعد أنا، فمن هي أنا؟ وأين هي أنا؟ هل أضعتُ نفسي؟!
هنالِك شيءٌ ما يعتصِر قلبي، ويحفرُه كما لو يُحاول إنتزاعه، جزءٌ ما نُزِوعَ مني بلا أدنى شك، لم أعد أعرِفني، لقد هلِكت روحي حتى فُقِدت شيئًا فشيئًا .. تتلاشى، تختَفي في ظلامٍ يُحاول إبتلاعي ماحٍ إياي من على ظهرِ الوجود.
غارِقًا رفعتُ يدي نحو السّماء، أتساءل أحاولتُ التّشبُث بالغُيوم؟
"إنّها بعيدة جداً، يدي لا تصِلُ إليها.
أبِمقدوري التّمسك بها؟
أستُنقذني بدفء حنانِها؟
أستحميني بين ذراعيها؟
أسأجدُ خلاصي ها هُناك معها؟"
خافضًا يدي شعرتُ بشيءٍ يسحبُها، أيتم رفعي نحو السّماء؟
"إنني أرتفع... هل أمسكت بيّ الغُيوم فعلًا؟
لا بُد أنّهُ الأمل جاء يُخرجني من هذا المكان."
داخِل الأعماق صدى أحدهم ملأ المكان قائلاً:
"هذا ليس مكانًا يُفترض أن تكون فيه، تعال معي علينا الذّهابُ من هُنا."
أجبتهُ قائلاً:
"لا أستطيع، لا رغبة لديّ لمواصلةِ الحياة."
فأجابني:
"ليس عليك إيجاد رغبة ما لتعيش لأجلها؛ عِش كما تُحب بِفعل ما تحبّه؛ وستجِد سبب عيشِك مع الوقت آتٍ إليك بِمفرده.
فكر بما بين يديك؛ فكر بما تمتلكه... أُنظر حولك نحو النِّعم التي لديك، أُنظر إلى الجانب الإيجابي من بين النّواحي المُحيطة بك؛ ستَجِد السّعادة بإحداها، وتأكّد بأن هذا مُجرد إختبار لك، إنجح به؛ لتفوز فوزًا عظيمًا."
فتحتُ عينيّ بعد أن غمرهُما الظلام، وكأنّي أعمى رأى النور لأولِ مرةٍ في حياته.
"هنالك ضوء أمامي، أشعّة الشّمس تتغلغل مضيئةً المكان، الظلام الذي كاد يبتلعني ذهب تاركًا نورًا وراؤه."
أملي المليء بالإيمان ساعدني؛ جعلني أُدرك أن الله خبّأ خيرًا داخل كل شر نراه؛ جعلني أُُدرك أن كل ما يحصل هو من تقدير الله؛ جعلني أُدرك أن الله معي وسيحميني فهو الأقربُ إليّ من حبلِ الوريد.
ما خاب ولن يخيب من توكّل على الله وسلّمهُ أمره، فهو وحده القادر على كل شيء؛ الذي يقولُ للشيء كن فيكون.
