السماءُ ملبدةٌ بالغيومِ السوداء وكأنها تتأهبُ لتساقُط قطراتها بينما الجو يُنذر بهبوبٍ عواصفٍ شديدة ومدمرة.
خلف زجاجِ المقهى قبعتُ أنظرُ للمارةِ بسكون، أطيافُ البشر تختفي عن مرآى ناظريَّ شيئًا فشيئًا لتتبددَّ في الظلامِ البعيد.
«إيلين، لا تنسِ إغلاق المَقهى قبل مُغادرتك»، روز المستعجلة نبست ولم تترك لي وقتًا لأرد إذ إنها رحلت فورًا.
جرسُ المقهى دق يُعلن عن دلوفِ زبونٍ جديد، حقًا؟ في طقسٍ كهذا؟
استقمتُ من مكاني متجهةً إليه قبلَ أن أضع أمامه قائمة الحلويات والقهوة.
لم أنبس مطلقًا وتوجهت لتنظيف الطاولات كي لا أُزعجه أثناء انتقاءه ما يريد.
«سأخذُ قهوةً سوداء»، دقَّ على الطاولة وانحنيت له قبل أن أذهب لأُعد طلبه.
لم يكُن المقهى الذي أعملُ به كبيرًا ومع هذا كنا في حاجةٍ لمزيدٍ من العمّال.
لحسنِ الحظ، استطعتُ صُنع القهوة آخيرًا بعد كثيرٍ من المحاولاتِ الفاشلة، لربما استفدتُ قليلًا من مراقبةِ روز في كل مرة كانت تعدها فيها.
للوهلةِ الآولى ظننتهُ سيأخذُ قهوته ويرحل، إلا أنهُ أخرجَ حاسوبه ليعمل عليه.
أيمزح؟؟
تبًا لسياسةِ المكان التي تستوجبُ مني الآن إنتظار إنتهاءه من ما يفعل.
-----
فتحتُ مقلتاي على الصمت التام ويبدوا أن الزبون غريب الأطوار قد رحل منذُ مدة.
المطر قد توقف تمامًا..
نهضتُ بقصدِ العودة للمنزل بعدما تأكدتُ من إغلاق المقهى كما أوصتني روز.
«كلُ عامٍ وأنا بخير»، تمتمتُ بسعادة، أحتفل لوحدي للمرة الأولى، لكنني أشعرُ بالسعادة المطلقة فقد استطعتُ إنهاء جميع تلكَ الصداقات المُثقلة لمشاعري.
لا يشترطُ أن تكون الوحدة موحشة، لعلها أفضلُ بكثير من الأقنعةِ المتعددة للبشر.
-----
الساعةُ تعدت الثانية بعدَ منتصفِ الليل حينما سمعتُ طرقًا على بابي.
لن أنكر، كان الأمرُ مخيفًا بالنسبةِ لي، أعني من قد يزورني؟ وفي وقتٍ كهذا.
استجمعتُ شجاعتي ونهضتُ لأفتح الباب، لكني لم أرى أحدًا وما إن أخفضتُ ببصري نحو الأسفل وجدتُ تمثالًا خزفيًا!
هذا التمثال مصنوعٌ لي بالتأكيد، أجزم بذلك من الشبهِ الكبير فيما بيننا.
أحدهم مُعجبٌ بي؟
يبدوا الأمرُ لطيفًا..
-----
«عيناك نافذتان على حلمٍ لا يجيء، وفي كل حلمٍ أرمّم حلماً وأحلم».
تمثالٌ دمويّ.
-حقوق الفكرة بالكامل تعود لـ Namraa_ ما أنا إلا مجسدة لفكرتها على هيئة رواية.
أتمنى تعطونها الحُب 🤍🤍.
YOU ARE READING
تمثالٌ دموي.
Fanfiction-لطالما أُعجب الحرفيُّ البسيط بفتاةِ المقهى وكان حبهُ لها نقيًا، أفتراهُ يتحول لهوسٍ دامٍ؟ «عيناك نافذتان على حلمٍ لا يجيء، وفي كل حلمٍ أرمّم حلماً وأحلم». Covered by: jeonyuna20
