part 1

221 26 25
                                    

── ✦ ─ ◈ ─ ✦ ──
.
.
.

{ 9:00 pm }

ها هِي ذي تلك السَماء تَرتدي ثَوبها الأسَود المُعهود تاركة نُجومها اللامعة تتَناثر عَليها كالقَطرات البِلورية المُضيئة ، ومَع ذلك القَمر الباهي تكون قَد إكتملت اللوحَة الليلية .

عَلى ذلك النَسيم البَارد والسَكون الخَافت، ظلت تلك الاعين ذات القَزحية الرمَادية تتَأمل القَمر وصَفاء السَماء ، بينَما كان صاحبها جالساً على سَطح مَنزله ضاماً كلتا رُكبتيه الى صَدره كمن يتَحدث مع سَيد الليل بصَمته ، كانت مَلامحه هَادئة مُسالمة ونظره ثابت على تلك اللؤلؤة المُنيرة ، يَعيش عالمه الخاص بوحِدته .

°" ڤاي...ڤأي !! "°

اغمض صَاحب الشَعر الأبيض كالثلج كلتا عينيه لفَترة وجيزة ثُم إلتفت لجهة الصَوت ناظراً لمَن يُناديه ولم تكن سوا امرأة في الثَلاثينات قد دخَلت غُرفته كاسرةً خَلوته وبدأت تَجول بنَظرها بحثاً عن ضَالتها ؛ فلم تَكن تعلم انه كان على السَطح. 

«انا هُنا ، أمي.»

قالها صَاحب الثَانية عشَرة عاماً وهو يُبعد ستار النَافذة ويَمر عبرها داخلاً لغرفته ، عنَدها تقَلصت مَلامح الوالدة للأنزعاج لتُشَغِلَ له أسطوانة التَوبيخ المُعتادة.

«ألم أقل لك اكثر من مرةٍ أن لا تَجلس على سَطح المَنزل؟
الجو بارد هُناك  ، فوق ذلك مَاذا ان سَقطت وتَاذيت !؟.»

ظل الفتَى يَنظر لها نظرة مُبهمة شَاردة بعَينيه الرماديتان لفَترة ما وهُو يُصغي دُون رد فَعل أو مُقاطعة من ما جَعلها ترتبك للحظة مُتسائلة عن سَبب صَمته إلا انه قام باعطائها إبتسامة هادئة قائلاً بنبرة رزينة.

«انا اعَتذر على ذلك...امي ،
إحتجتُ أن اُصَفي ذِهني قليلاً.»

عَقدت الوالدة ذات الشَعر الأشقر المَربوط ذراعيها أمام صَدرها ترمق الذي أمامها بنَظرة عَدم تَصديق وإستنكار لتُردف قائلة

« تُصفي ذهَنك؟ ، مِن الهمَومِ مثلاً وانت في هٕذه السَن ؟ ، مَالذي سيُشغل..»

صَمتت الوالدة تلقائياً عَندما رأت أن ابتَسامة صغيرها أصبَحت باهتة ومَلامحه تحولت للحَزن قليلاً لتُدرك أخيراً انها اخرجت كَلمات لا يَجب من الاسَاس ان تَخرج أمَامه ، عندها قررت ان تُغير دَفة المَوضوع على أمل نِسيانه الأمر ثم سَارت بخطوات ثابتة نحو باب الغرفة للخُروج حَاملة نَبرة صَارمة باردة في صَوتها لتُردف .

«إنه وقت العَشاء تعال ، أختك وأباك ينتَظرنك.»

بعدها خَرجت من الغرفة  تاركةً ذلك الصَغير يُحدق في أثرها بشُرود،
بعد مَضي قليلٍ من الوقت قرر أن يَتبعها أخيراً واغلق البَاب خلفه.
.

 الزّنبَقَ الفِضيَ || Silver tulips "قيد التعديل"Where stories live. Discover now