part 11

85 12 15
                                    

.
.
.
.
.
── ✦ ─ ◈ ─ ✦ ──

"Vai/ڤاي"

مضَت الحِصة الصبَاحية الأولى ثُم الثَانية والآن انا فِي الثَالثة، مَازلت اشَعر انني مُراقب من قبل الذين يُدعَون زُملائي حتى بعض المُعلمون ينَظرون إلي بين الحين والآخر ؛ فهَذه المَرة انا لستْ وحَدي فِي الفصل كمَا الحال بالمُتوسطة.

هُنالك شيء اكتَشفته وهُو يُزعجني قليلاً انا وللأسَف الشَديد اُعتَبر قصيراً مُقارنة بالفِتيان الاخَرون ، حتى أنني بَدأت اشَعر اني الاصَغر هُنا ، لربما أريان قام بِلعني بهذا قبَل ممَاته! .

بالنِسبة لشَريكي فِي المِقعد والذي يُعتبر من سيَجلس بجانبي طيلة السَنة الدراسية، كان فتى يبَدو في السَادسة عشَرة من عُمره شَعره بُرتقالي مُجعد يَملك اعين بالون البُني والاهَم من ذلك انه صَاحب رقم -32716- .

طبعاً من المُستحيل ان يَجلس بجانبي شَخص لا يَملك رقماً فلا أحد يُفضل مُخالطتنا ، سَيفضلون الجلوس على حافة النَافذة حتى لو تواجد مقعد فارغ بجانبي .

لم يَكن بينَي وبين زميلي اي مُبادرة من اي نُوع ولا نية للتَعارف ، هو أصلاً كان في حَالة خَوف وارتِباك من مُحيطه ، كلما نَظرت لوجهه كُنت اجد عَدم الإرتياح جلية عليه ؛ فحتى عِنٕدما يُحاول ان يَكون هَادئاً أجد إصبَعه يَنقر بإستِمرار على سَطح الطَاولة بوتيرة مُزعجة توحي على التوتر المُفرط ، بينَما عيناه تَتقلبان خلسة لعِدة جهَات خصوصاً ناحية الطُلاب الذين يَشعر ان لديَهم نية قَتل تجاهه ولو لم يَكونوا كذلك .

اجل ، إنه وبلا شك خَائف .

تنَهدت بقِلة حيلة  ثُم وجهَت نَظري نَحو فتَاة صاحبة شَعر طويل فاحم وكذلك هي ذات رقم مِثلي -37719-

الغَريب فيها انها  كانت جالسَة في المَقاعد الأمَامية ولا رفيق لها ، نَظرها واهتِمامها كُله كان مُوجه نَحو المُعلم الذي يشَرح لنا الدرس ، لقد كانت تَعمل على تَدوين المُلاحظات ولم تَكن تُبالي انها تَحت الانظار ومُهددة بالمَوت ، نِسبة هُدوئها عالية على عكس الفتى الذي بجانبي ، اتسَاءل ان كانت ستَعيش طويلاً.

بعد نِصف سَاعة من الزمن رن الجرس وانتهت الحصة ، ومُباشرة نَهض شَريكي من مِقعده وحمل حقيِبته على عجل ليَسير بوتيرة سَريعة ويُغادر من الفَصل كان اول من يَخرج حتى قبل المَعلم،
انه حقاً يُظهر نَفسه هدفاً سهلاً غير مُستقر نفسياً.

وقفت على قدمَاي انا الآخر وتَجهزت للخُروج بينما بقية طُلاب فصلي بالفعل خرجوا وتبقى بعضهم جالسون يتَحدثون فِي احَاديثهم الخاصة ، بالنَسبة لي كل ما أرغب فيه هُو دراسة المَكان الذي سَاذهب إليه كل صَباح وابقى فيه طيلة سَاعاتي ، لربما تَكون هذه المَدرسة ثاني اخطر مَكان يُهدد بالمَوت بعد عمَلي في الحانة.

 الزّنبَقَ الفِضيَ || Silver tulips "قيد التعديل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن